.
النشرة

الكون الذي نعيش فيه يمكن أن يكون ”طفل“ نتج من كون آخر

كتبت: مها طـه

أوضح مجموعة من العلماء أن الكون يمكنه أن يرتد من زواله ويعود مرة أخرى سالمًا، وذلك باستخدام نموذج جديد في فهم علماء الكونيات يُسمى ”الارتداد الكبير“، حيث أظهر النموذج أن الكون يمكن أن يتقلص إلى نقطة معينة ومن بعدها يبدأ في النمو مرة أخرى، فقط باستخدام المكونات الكونية التي نعرفها حتى الآن.

على مدى السنوات الـ50 الماضية، عرف العلماء أن الكون بدأ بالتفرد، حيث تم ضغط كلًا من المادة والطاقة في الكون في نقطة واحدة. المشكلة في هذه الفكرة هي أن قوانين الفيزياء تعجز عند التفرد، فلا تستطيع التنبؤ بما قد يحدث هناك.

بعض النماذج ظهرت لتفسير نشأة الكون بعد وقت قصير من الانفجار الكبير، عندما انفجر الكون ليخرج من حالة التفرد. النظرية السائدة هنا تقول أن الكون تضخم في الحجم في الجزء الأول من الثانية التي جاءت بعد الانفجار الكبير، في فترة سُميت بالتضخم.

اختفت هذه النظرية من خلال الاكتشافات في السنوات الأخيرة، حيث تم إثباتها مرات ونفيها مراتٍ أخرى، ومع ذلك فإن العديد من العلماء لازال يتبنى هذه النظرية، كما قال ”روبوت كالدويل“، من كلية دارتموث في هانوفر بألمانيا، أن نظرية التضخم هي الأصح حتى يثبُت العكس.

ومع ذلك كانت هناك دائمًا نماذج بديلة للتنافس مع التضخم، وأحد أهم المنافسين هو نموذج ”الاترداد الكبير“. تُرجح هذه البدائل أن الكون الذي نراه الآن نتج من رماد كون سابق، والذي انتهى بانسحاق كبير، وهي العملية التي تحدث عندما يصل الكون إلى أقصى نقطة في نموه وينهار. هذه النماذج المعارضة عانت أيضًا من شرح التفرد.

في ورقة بحثية جديدة، قال كلًا من ”نيل توروك“، من معهد المحيط في اترلوا بكندا، و”ستيفين جيلين“، من الكلية الملكية الإمبريالية في لندن، أنهم اتخذوا نهجًا مختلف، حيث قالا أن روح عملهم هو التركيز على البساطة، وأضاف “توروك” أنهم لا يصنعون فقط جلبة في الفيزياء ولكنهم يتبنون وجهة نظرهم هذه عن حق معرفة.

ركز الاثنين على مبدأ من مبادئ فيزياء الجسيمات، حيث أن المواد ذات الطاقات العالية جدًا، تتصرف وكأنها ضوء، وعلى وجه الخصوص في هذه الحالة تُصبح المُعادلات التي تصف سلوكها هي نفسها التي تصف سلوك الضوء، بغض النظر عن طاقة الضوء أو حجم الكون الذي يحتوي عليه، وبذلك فإن الكون يمكن أن ينكمش لدرجة الصفر ثم يعود مرة أخرى للظهور، وهو ما يحدث مع الضوء.

قام ”توروك“ و”جيلين“ بتطبيق هذا المبدأ على الكون والذي يُعتبر سلس تمامًا ومتماثل من كل الاتجاهات _حقيقة ليست واقعية تمامًا_، ولكن هذا سمح لهم بكتابة المعادلات التي تحكم هذا الكون وحلها بالضبط.

حل هذه المعادلات تنبأ بكون يتولد من التفرد، بعملية مماثلة لأنفاق الكم، والتي تسمح للإلكترونات بالمرور عبر الجدران وغيرها من الحواجز، قال ”توروك“ أن ما حدث هو انسحاق لكون سابق تولد عنه هذا الكون من خلال انفجار كبير.

هذا الاكتشاف جعل العلماء مختلفين بين مؤيد يرى فيها إنجازًا مثيرًا للاهتمام، وبين معارض يرى أنها لا تُمثل الواقع، حيث أنها بسيطة لدرجة تكاد تكون سطحية، أضاف ”توروك“ أن ما توصلوا إليه يُعد وصفًا معقولًا لتفرد الانفجار الكبير، وأنهم سوف يستمروا في توسيع نطاق نظريتهم لتشمل وصف أصول التقلبات والميزات الرئيسية للكون.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى