.
النشرة

الكلاب تحبط محاولات القضاء على دودة غينيا

كتبت – يارا كمال

بعد عقود من جهود القضاء على مرض دودة غينيا اقتربت من النجاح، هدد طفيل هذا المرض الذي أصاب الكلاب أيضًا بإحباط تلك المحاولات، الأمر الذي يجعل القضاء على هذا الوباء لازمًا. انخفض عدد الحالات المصابة بمرض دودة غينيا إلى حوالي 25 حالة في 2015 في أربعة دول: تشاد، أثيوبيا، مالي، جنوب السودان، بينما زادت الإصابات بين الكلاب في تشاد، حيث سيجتمع المسئولون في أواخر شهر يناير للتصدي للمرض الذي أصاب الكلاب. وسجلت أفريقيا الوسطى في العام الماضي أكثر من 450 حالة مصابة من الكلاب. يظن الباحثون والمسئولون أن الكلاب تنشر المرض بين البشر، والتحدي الآن هو فهم كيف يحدث ذلك، وكيف تكتسب الكلاب العدوى. ومن غير المحتمل أن تُعلن منظمة الصحة العالمية القضاء على مرض دودة غينيا حتى يتوقف انتشاره بين الكلاب.

يقود مركز كارتر في أطلنطا الحملة العالمية للقضاء على مرض دودة غينيا. في عام 1986، عندما اشترك مركز كارتر في هذه الحملة، كان عدد الإصابات يُقدّر بـ3.5 مليون إصابة سنويًا بسبب سوء أحوال الصرف الصحي ونقص المياه النظيفة.

عندما يشرب الناس مياه غير نقية، فإنهم قد يبتلعون قشريات المياه العذبة الميكروسكوبية التي تُسمى (الكويبكودا أو المجدافيات)، والتي تكون بداخلها يرقات دودة غينيا. عندما تموت الكوبيكودا، تطلق اليرقات التي تنضج وتتزاوج داخل أمعاء الإنسان. يموت الذكور بعد التزاوج، بينما تبقى الإناث، والتي  يبلغ طولها  80 سنتيمترًا، على قيد الحياة وتهاجر من القناة الهضمية. بعد سنة من الإصابة بالمرض، تحفر تلك الديدان في جلد مُضيفها خاصةً حول الأرجل والأقدام، وفي بعض الأحيان تحتاج إلى أسابيع للهرب. يستحم الكثير من الناس في الأنهار والبحيرات للتغلب على الألم، ملوثين المياه بجيل جديد من اليرقات. وبالرغم من أن هذا المرض نادرًا ما يكون مميتًا، إلا أنه يُضعف المرضى لشهور ويمنع الأطفال من الذهاب إلى المدرسة.

ليس هناك تطعيم لهذا المرض ولا علاج، لذلك اعتمدت جهود القضاء على المرض على توفير مياه نظيفة وتغيير سلوك الناس. كما تعلّم الناس اللذين يتفشى المرض في مناطق عيشهم، تنقية المياه باستخدام الأقمشة وتجنب الموارد المائية الملوثة، حتى القرى التي لا تتبع هذه الإرشادات تُبلغ عن الحالات التي تصاب فيها بالمرض سريعًا.

لم تُسجل أي إصابات في تشاد أثناء العقد الماضي، ولكن منذ إبريل 2010، سجلت المراقبة الزائدة حوالي 60 حالة. ظهرت الإصابات في شكل مجموعات وتكررت في نفس القرية.

كان العلماء يعلمون أن الكلاب والفهود وثدييات أخرى أحيانًا تصاب بأمراض تشبه دودة غينيا، ولكنهم افترضوا أن سبب تلك الإصابات هو الديدان الخيطية التي تسبب المرض أو بسبب خروجها من جسم الإنسان. ولكن يعتقد الباحثون في تشاد الآن أن الكلاب تنقل تلك الديدان للإنسان، وليس العكس. بين يناير وأكتوبر لعام 2015، سجّل العلماء 459 من إصابات الكلاب في 150 قرية في أفريقيا الوسطى، وتلك تُعد نسبة غير مسبوقة، حيث أثبت التسلسل الجيني أن الكلاب في تشاد تُصاب بنفس الديدان الخيطية التي تُصيب الإنسان. يظن عالم الطفيليات ومستشار مركز كارتر في القضاء على دودة غينيا، مارك ايبرهارد، أن الكلاب تحصل على تلك الديدان من مياه الشرب، لأن الكلاب تُخيف الكوبيكودا عندما تلعق. أغلب إصابات الكلاب في تشاد حدثت في مناطق الصيد على طول نهر شاري. يظن ايبرهارد أن الكلاب تأكل الأسماك التي تأكل الكيبوكودا، وتمرر الكلاب الديدان إلى الإنسان بتمرير اليرقات إلى الماء.

يسعى الباحثون الآن إلى اختبار تلك الفرضية على القوارض، ولكن المسئولين لم يتنظروا نتائج تلك الأبحاث؛ فمنذ فبراير 2015، وهم يقدمون ما يعادل 20 دولار لمن يبلّغ عن إصابات الكلاب بالمرض، بالإضافة إلى تقييد حركة الكلاب لمنعها عن مصادر المياه الملوثة، بالإضافة إلى تشجيع المزارعين على دفن أحشاء السمكة لمنع الكلاب من أكلها.

وتُجرى تجربة على تأثير استخدام عقار لعلاج الدودة القلبية التي تُصيب الكلاب، على دودة غينيا.

دودة غينيا


 المصادر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى