.
النشرة

العلماء على وشك الوصول لعلاج عالمي للحساسية

كتب: أحمد حسين

اقتربت مجموعة من العلماء من جامعة نورث وسترن بشيكاجو من الوصول إلى علاج عالمي لمعالجة جميع أنواع الحساسية، سواء كانت حمى القش والحساسية الغذائية أو الربو، فمما لا شك فيه أن الأمر يبدو مقلقًا عندما لا يعمل نظام المناعة في أجسادنا بشكل صحيح.

هذا هو السبب الذي آثار فضول الباحثين للبحث عن النظام الذي يمكنه _من الناحية النظرية حتى الآن_ وضع حد لجميع أنواع الحساسية، ببساطة عن طريق إجبار أجسادنا على التعرف على الأشياء غير المؤذية مثل الفول السوداني أو حبوب اللقاح كصديق بدلًا من تعريفه لهم على أنهم العدو.

حاول العلماء إيجاد وسيلة تقلل من فزع نظام المناعة لدينا عند التعامل مع أشياء غير ضارة مثل: الشعر القطط وحبوب اللقاح على مدى عقود لكنهم لم يجدوا شيء لكن هذا النهج الجديد مختلف، فبدلًا من محاولة تهدئة الجهاز المناعي استخدم الباحثون الجزيئات النانوية على أنها ”حصان طروادة“ لتهريب المواد المسببة للحساسية من الجهاز المناعي حتى يعترف بها رسميًا على أنها أشياء غير ضارة.

حتى الآن قام العلماء بعمل الأبحاث على الفئران، وهناك الكثير من المراحل التي ينبغي القيام بها قبل أن ينزل الدواء إلى السوق لكن حتى الآن تبدو التجارب واعدة حقًا. قال الباحث ”ستيفن ميلر“، من جامعة نورث وسترن بشيكاجو، أن هذا العلاج سيكون علاجاً عالميًا، وأضاف أن العلاج سيعمل اعتمادًا على نوع الحساسية التي نريد القضاء عليها، فيمكنك تحميل الجسيمات متناهية الصغر مع حبوب اللقاح السجاد أو بروتين الفول السوداني إلى الجسم.

ذكر د. ميلر أيضًا أن طريقة العلاج آمنة وفعالة على المدى الطويل خصوصًا لمرضى الجهاز التنفسي، وأنه قد يلغي الحاجة لاستخدام الأدوية لعلاج حساسية الرئة مدى الحياة.

بالطبع نظام المناعة لدينا يعد أمرًا هامًا للغاية عندما يتعلق الأمر بالحفاظ على الجسم من البكتيريا والفيروسات الضارة لكن في بعض الأحيان _لأسباب غير مفهومة_ يرى نظام المناعة شيء غير مؤذي بالعكس بصفته ضار ومؤذي كالبيض أو فراء الكلب. هذا ما يتسبب في بناء الجهاز المناعي للأجسام المضادة ضد هذه المواد المثيرة للحساسية مما يؤدي إلى الالتهابات وغيرها.

عند القيام بالتجربة وضع العلماء الجزئيات النانوية البوليمرية التي وافقت عليها إدارة الأغذية والعقاقير، بعد أن تم حشوها ببروتين البيض قبل حقنها في الفئران الذين عانوا من حساسية البيض. عادةً تقوم أجساد الفئران بالاستجابة للبيض عن طريق الربو لكن لأنه تم تخزين بروتين البيض بأمان داخل الجزيئات النانوية، والتي يعتبرها الجهاز المناعي صديق لا عدو، لم تستجب أجسادهم للبيض بنفس الطريقة.

يركز فريق العلماء حاليًا على القيام بالمزيد من الاختبارات على الفئران لينتقلوا بعدها إلى الاختبارات البشرية. فالهدف هو أن يرى العلماء تجربتها ضد كل شيء من الحساسية الغذائية والربو وصولًا إلى حمى القش.


المصادر 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى