.
النشرة

الصيام يبطئ من نمو سرطان الدم في مرحلة الطفولة

كتبت: مها طـه

الصيام يمكن أن يبطئ من تطور واحدة من الأشكال الأكثر شيوعًا لسرطان الدم في مرحلة الطفولة، وهذا ما توصلت إليه دراسة جديدة، استنادًا على عدد من التجارب على الفئران، حيث خضعت الفئران لجدول منتظم من الصيام، وهو ما كان كافيًا لوقف تطور نوعين من سرطان الدم الليمفاوي الحاد (ALL). وهناك أمل أن النتائج يمكن استخدامها لتطوير علاجات لمرض السرطان في البشر أيضًا.

سرطان الدم الحاد يتنج عن فرط إنتاج الجسم لخلايا الدم البيضاء غير الناضجة، حتى تحل محل الخلايا السليمة تدريجيًا، وبينما يصيب هذا النوع من السرطان البالغين، فإنه أكثر شيوعًا في الأطفال.

عندما تم تغيير أنماط الأكل عند الفئران المصابة بهذا النوع من السرطان، لاحظ الباحثون في المركز الطبي بجامعة تكساس، أن لهذا تأثير كبير على توقف تطور المرض. قال ”تشينج تشينج تشانج“ أنهم لاحظوا هذا التحسن في الفئران بعد جدول يعتمد على 6 أيام من الصيام يليه يوم واحد من التغذية.

وأضاف أن مجموعة الفئران التي أكلت بشكل طبيعي توفيت بعد 59 يومًا، في حين أن 75% من الفئران التي صامت عاشت أكثر من 120 يومًا بدون ظهور أي علامات لسرطان الدم. بعد سبعة أسابيع، لم يتم الكشف عن أي خلايا سرطانية في الفئران الصائمة، في حين تم العثور على معدل 68% من الخلايا سرطانية في الفئران التي لم تصوم.

يكمن جزء من نجاح هذا العلاج في هرمون اللبتين المسئول عن تثبيط الجوع، والذي تنتجه الأنسجة الدهنية، وكما أظهرت أبحاث سابقة، فإن الصوم يمكن أن تقلل من مستويات هرمون اللبتين، وعادةً ما يظهر على مرضى سرطان الدم الحاد ضعف نشاط مستقبلات اللبتين، ولذلك أولى الباحثون اهتمامًا كبيرًا لهذه العوامل في أثناء دراستهم.

وجد الباحثون أن الصيام المتقطع في الفئران، حفّز زيادة نشاط مستقبلات هرمون اللبتين، وهو ما يُعد نجاحًا كبيرًا في العلاج، حيث انخفضت مستويات هرمون اللبتين في مجرى الدم، وكذلك انخفضت مستوياته في نخاع العظام، وأصبح أثره أكثر وضوحًا بالدورات المتكررة للصيام.

بينما كان الصيام قادرًا على وقف تطور خلايا سرطان الدم الليمفاوي الحاد، كانت هذه التقنية غير فعّالة في مواجهة أنواع أخرى من سرطان الدم، وهو الأكثر شيوعًا بين البالغين والمعروف باسم سرطان الدم النخاعي الحاد.

بطبيعة الحال، وبالرغم من نجاح التجارب على الفئران حتى الآن، فإن هذا لا يعني بالضرورة نجاح هذه التجارب على البشر، ولكن إذا تمكن العلماء من تطوير علاج مشابه في البشر. الجدير بالذِكر أن ما يميز هذا البحث، هو أنه يعتمد على الصيام ومجرد تخطي بعض وجبات الطعام ودون أخذ أي أدوية مختلفة، وهو ما يمكنه أن يُعجّل من البدأ في التجارب السريرية دون الحاجة لاختبارات دوائية كما هو الحال في حالة اتباع نظام علاجي جديد يعتمد على الأدوية.

حاليًا، يحرص الباحثون على اختبار النتائج التي توصلوا إليها أكثر، وذلك بهدف الكشف عن كيفية محاكاة آليات الصوم في الجسم، لذلك فإن المرضى الذين يعانون من هذا المرض ليس عليهم التخلي عن الطعام بهدف تحسن حالاتهم، ولكن عليهم انتظار النتائج النهائية للبحث.

المصادر: nature  utsouthwestern  ncbi

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى