”الزرنيخ“: السم الكامن في وجبات الأطفال!
كتبت: مها طـه
كلنا تقريبًا عارفين إنه ومع عمر 6 شهور تقريبًا بتبدأ الامهات تؤكل أطفالهم الرُضع مكمل غذائي ما، اللي هو غالبًا بيبقى وجبة سريعة التحضير، زي السيريلاك والريري وغيرهم، واللي بيبقى مكمل غذائي جنب الرضاعة عشان يمد الطفل بالعناصر الغذائية المطلوبة، وعشان كدة بتتنافس الشركات في الإعلان عن إن منتجاتها مليانة بالعناصر الغذائية الضرورية واللازمة للنمو.
حقيقة ارتباط الزرنيخ بالأرز في وجبات الأطفال!
لو سألت أي أم عن النوع اللي هي بتحب تأكله لطفالها هتلاقي إن المعظم بيفضل القمح والأرز والفواكه، لكن في الحقيقة ده حاليًا أصبح مؤشر خطير، بعد وجود عدد كبير من الأدلة العلمية اللي بتشير لخطر عظيم، بوجود ارتباط قوي ما بين الأرز والزرنيخ في صورته الغير عضوية وتأثير ده على مناعة الاطفال وعلى تطور قدراتهم العقلية ونموهم الفكري! فالزرنيخ على حسب تصنيف منظمة الصحة العالمية مادة شديدة السُمية!
وفقًأ لبحث نُشر في ”JAMA Pediatrics“، كانت تركيزات الزرنيخ في بول الأطفال اللي بياكلوا الأرز أكتر بمرتين من الأطفال اللي مش بياكلوا الأرز، أما الأطفال اللي بياكلوا ”مكملات غذائية بالأرز“ اللي بنشتريها من الصيدليات، فكانت مستويات الزرنيخ عندهم هي الأعلى على الإطلاق.
”إدارة الأغذية والأدوية – FDA“ حددت حد أقصى يقدر بـ100 جزء في المليون من الزرنيخ الغير العضوي في مكملات الأطفال الغذائية المحتوية على الأرز، وحاليًا ده بيُعتبر في مرحلة ما قبل التطبيق، في الوقت اللي اتجهت فيه الهيئة الأوروبية لسلامة الأغذية بالفعل للحد من الزرنيخ الغير عضوي في منتجات الأرز عشان توصل للمستوي اللي حددته الـFDA.
”مارجريت كاراجاس“، عالمة أوبئة ودارسة لآثار المعادن السامة في كلية ”دارتموث“، والباحثة الرئيسية في الدراسة الجديدة، قالت إن الزرنيخ معروف كمادة مُسرطنة، وبيزود خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والجهاز المناعي وغيرهم، وأضافت إن في أدلة علمية متنامية في الفترة الأخيرة، بتُشير لإن التعرض ولو حتى بنسب قليلة للزرنيخ، بيكون له أثر سلبي على الأطفال الصغيرين.
بعض من مخاطر الزرنيخ على الأطفال
في دراسة اتعملت سنة 2004 على الأطفال في بنجلاديش، واللي اتعرضوا لكميات من الزرنيخ في مياه الشرب، الدراسة اكتشف إن الاطفال دول سجلوا درجات منخفضة بشكل ملحوظ في الاختبارات الفكرية، وبجمع عدد من الأبحاث كانت النتيجة النهائية، إن زيادة الزرنيخ بنسبة 50% في بول الأطفال بيرتبط بانخفاض مستوى الذكاء بمعدل 0.4، في الأطفال اللي بتتراوح أعمارهم ما بين 5 و15 سنة.
في دراسة تانية اتعملت سنة 2013، قالت إن تعرض الأطفال جوا الرحم لنسب من الزرنيخ، ارتبطت بمشاكل في المناعة، فمثلًا السيدات الحوامل اللي أكلوا منتجات الأرز واللي فيها نسب قليلة من الزرنيخ، أطفالهم كانوا بيعانوا من أمراض الجهاز التنفسي في الأربع شهور الأولى من حياتهم، أما بقى السيدات اللي تعرضوا لكميات أكبر من الزرنيخ، أطفالهم كانوا بيعانوا من التهابات شديدة محتاجة لاستخدام مضادات حيوية للعلاج.
طب إشمعنى الأرز بالذات؟
الزرنيخ كعنصر غير عضوي بيبقى موجود في التربة والمياه والهواء كمان، الأرز محصول بيحتاج لمياه كتير عشان نموه، فبيمتص كميات كبيرة من الزرنيخ من المياه، وبطبقًا للـFDA فهو أكتر أنواع الطعام من حيث تركيز الزرنيخ فيه.
طب المفروض الأمهات تعمل إيه؟
وفقًا لطبيبة الأطفال ”تانيا ألتمان“ مؤلفة كتاب ”ماذا تطعم طفلك؟“، واللي بتنصح بعدم استخدام المكملات الغذائية المعتمدة على الأرز لإنها بالإضافة لخطر الزرنيخ، فهي كمان بتحتوي على قيمة غذائية منخفضة، وكمان بتشكل شهية الأطفال ناحية الكربوهيدرات البيضاء واللي بتهددهم بعد كدة بخطر الميل للسمنة، ونصحت الأمهات باستبدالها بحبوب تانية، زي الشوفان والقمح والشعير.
وأضافت إن أحسن أنواع الاطعمة اللي ممكن نقدمها للأطفال اللي لسه بيبدأو ياكلوا، هي الأفوكادو والخضار المهروس وزبدة الفول السوداني ودقيق الشوفان وسمك السلمون لإنها بتحتوي على العناصر الغذائية الهامة اللي محتاجها الطفل في الوقت ده، واللي بتساعد حلمات التذوق الموجودة في فم الأطفال على تقبل وحب الأكل الصحي، وكمان لإنها ممكن تقلل عندهم من الحساسية الناتجة عن أطعمة معينة.
وقالت إنها بتعتقد إن اللحوم هي أفضل مصدر للحديد والزنك للأطفال الرُضع مش مكملات الأرز الغذائية، وبتنصح كمان إن الاطفال نبعدهم عن الأرز في السنوات الاولى من عمرهم، ولو هياكلوا أرز، فمن الافضل إنه يكون بني.
ونصحت ”ألتمان“ الأمهات إنه مش شرط الوجية الخفيفة تكون وجبة سريعة التحضير، وإنها ممكن تعتمد على التوت والخضار المطبوخ على البخار، والزبادي والبيض والحبوب الكاملة وقطع الفراخ الخالية من الدهون.
أخيرًا خلينا نقول إننا مع الوقت بنكتشف إن كلام الستات الكبار والجدات كان صح، وإن الطعام المُصنع وسريع التحضير دايمًا بيحتمل وجود خطر ما مرتبط بيه، وإنه من الافضل إننا نركز على صحة أطفالنا جدًا، ونخلي جسمهم ياخد احتياجاته الكاملة للنمو بشكل طبيعي، ومن غير ما نأثر على صحتهم بمعادن تقيلة ومواد حافظة وغيرها.
المصادر