.
ليه وإزاي؟

بابا سنفور وموت الرجل الأزرق!

كتب: أحمد حسين

في أواخر الخمسينات، ابتكر الرسام البلجيكي ”بيير كوليفورد“ شخصيات السنافر، اللي تركت أثر ولاقت نجاح كبير جدًا وقتها وحتى الآن. وعلى سبيل الاحتياط لو كان في حد بيقرا ومش عارفهم، السنافر دول مجموعة من الشخصيات الصغيرة زرقاء اللون عايشين في الغابة، كلهم أسمهم سنفور، بس كل واحد فيهم له شخصية مختلفة عن التاني.

السنافر

بول كاراسون الرجل الأزرق !

في بقى رجل اسمه ”بول كاراسون“ أو بابا سنفور زي ما وسائل الإعلام بتطلق عليه، كان شاب عادي، لون جلده أبيض وعنده نمش وشعره أحمر. بس بعد فترة، تحوّل لونه للأزرق، وشعره ودقنه تحوّلوا للأبيض، فمن هنا جت فكرة التسمية ببابا سنفور، واللي على حسب كلام مراته ”آنّا“ فكاراسون بيفضّل أوي اسم بابا سنفور ده إلا من الأطفال.

بابا سنفور من الفضّة إلى الأزرق

طيب إيه اللي حصل؟ وليه بقى لونه أزرق كده؟ اللي حصل إنه بدأ يستعمل العلاج بالفضّة علشان يعالج مجموعة الأمراض اللي عنده، واللي منها التهابات في الجلد والمفاصل، اللي كانت بتخليه من كُتر الألم مابيقدرش يغيّر هدومه، فقرر إنه ياخد علاج الفضّة ده ويشرب منه جزء بسيط كل يوم، وحالته فعلًا اتحسنت لكنه ماكنش يعرف إيه اللي مستنيه!

احساسه بإن الإلتهاب قلّ، وإنه بقى قادر يغيّر هدومه ويتعامل في حياته بشكل طبيعي كان شيء كويس لكن اللي مش لطيف، إنه بقى فيه شيء بيتغيّر. في يوم من الأيام، كاراسون راح الشغل، فزميله سأله عن اللي حاصل في وشه ده، فكاراسون استغرب لإنه مش عامل حاجة في وشه، فزميله قال له: ”شكلك كأنك عامل تمويه أو حاجة زي كده“.

فضل كاراسون لشهور، مش حاسس بأي تغيير، ومش ملاحظ أي شيء غريب، لكن بعد ما زميله لفت نظره، اكتشف كاراسون الموضوع، وقال ساعتها إن الأمر شكّل بالنسبة له صدمة قوية. وعلى الرغم من إن الآلام اللي كانت عنده راحت، إلا إنه ماكنش مبسوط بتحوّل لونه للأزرق، لحد ما رضي بالأمر الواقع.

قبل التلاتينات، كانت الفضة بتُستخدم في علاج الالتهابات، لقدراتها المضادة للبكتيريا والالتهابات. لكن بعد كده لما ظهر البنسلين، قلّ استخدام الناس للفضة في العلاج، وفضل يقل لحد سنة 1999، لما منعت إدارة الأغذية والدواء (FDA) العلاج بالفضة، لأنه بيسبب مرض اسمه ”التصبّغ بالفضة – Argyria“.

كيري جرين.. الطفل الأزرق

المرض ده بيكون نتيجة لإن الفضة بتتفاعل مع الضوء زي ما بيحصل في التصوير الفوتوغرافي، فبتتجمّع في مكان واحد في الجلد أو في الأعضاء، ومش بتتوزع، والتراكم ده بيخليها تصبغ الجلد والأعضاء دي بلونها، واللي في النهاية بيتحوّل على الجلد للأزرق.

وبالمناسبة، الفضة مش بس هي اللي بتسبب تغيّر لون الجلد للأزرق. في مثلًا الطفل “كيري جرين“ اللي اتولد سنة 1964 وأطلقوا عليه لقب ”الطفل الأزرق“. جرين اتولد بمرض نادر اسمه ”ميتهيموجلوبينية الدم – Methemoglobinemia“، وده اضطراب للدم بيحصل عن طريق خطأ في الجينات.

جرين قال إن الأطفال في المدرسة كانوا بيضايقوه كتير بسبب لونه الغريب ده لأنه كان بيشبه الميتين، لون شفايفه كان بنفسجي، ولون جلده أزرق، ولون أطرافه غامق جدًا. وعلى الرغم من إن المرض اللي كان مصاب بيه مش خطر، واللي كان بيصاب بيه من عيلته كان بيعيش لسن التمانين فما فوق، إلا إن جرين كان مرهق جدًا ومابيقدرش يتنفس كويس، نظرًا لإن الجسم بيحتاج أكسجين كتير، والمرض أو الاضطراب ده بيعمل خلل في نسب الأكسجين في الجسم.

سنة 2013، توفى بابا سنفور، أو بول كاراسون، عن عمر يناهز 62 عامًا، وبأمراض عديدة من ضمنها مثلًا الالتهاب الرئوي والأزمة القلبية، لأن كاراسون كان مُدخّن شره جدًا. بالمناسبة، بول كاراسون اتشهر في أواخر العقد الأول من الألفينات، وده كان سبب إطلاق لقب بابا سنفور عليه.


المصادر:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى