.
ليه وإزاي؟

البيدوفيليا باسم الحب أدنى معاني الحاجات يا يسرية!

الميل الجنسي للأطفال: توجه جنسي أم مرض قد يتحول لجريمة يعاقب عليها القانون ؟

كتب: أحمد حسين

“البيدوفيليا مش مرض ده توجّه عادي يعني!”

جملة اتكتبت في مقال، في جريدة الاندبندنت البريطانية، بينقل وجهة نظر أحد علماء النفس الجنائيين، وده الشخص اللي بيكون مسؤول عن علاج المجرمين نفسيًا، واللي بيقول إن الميل الجنسي للأطفال أو البيدوفيليا دي مجرد توجّه جنسي، زيه زي اختيار الإنسان إنه يكون مُغاير أو مِثلي الجنس مثلًا.

وجهة نظر العالم ده بتقول إن الشخص ده سواء اختار التوجّه الجنسي ده، أو تعرّض لحادثة ما وهو صغير أدت لإنه يبقى ده اتجاهه، وهو ما يعتبر توجه جنسي مش مرض! لكن عالم النفس الجنائي ده علشان يرضي ضميره برضه كتّر خيره، قال إن الأشخاص اللي عندهم ميل جنسي تجاه الأطفال لازم يتعالجوا في حالة لو كانوا مغتصبين، إنما غير كده لو دخلوا البيت من بابه، يبقى مفيش أي مشكلة.

زائد رأيه إن البيدوفيلك (الشخص اللي عنده بيدوفيليا) مش لازم يكون شخص يستحق عقاب القانون يا جماعة، لأنه ممكن يكون شخص طيب وهي بس ميوله اللي مسوّحاه مش أكتر، وإنه ممكن يكون بيدوفيلك ومايل جنسيًا للأطفال بس مابياخدش أي خطوة تجاه التعبير عن الميل ده، يبقى راجل تمام ويستاهل كل خير!

البيدوفيليا

طيب بعيدًا عن الرأي ده، خلونا نطرح كام سؤال كده، هل البيدوفيليا أو الميل الجنسي للأطفال غلط؟ ولو غلط يبقى غلط ليه وإيه عواقبه؟ طيب لو الطفل القاصر اللي تحت السن القانون موافق يبقى مش فعل خاطئ؟ وإيه السن القانوني ده ومعمول ليه أساسًا؟ كل دي أسئلة لازم نحاول نجاوب عليها قبل ما نحدد موقفنا من الميل الجنسي للأطفال، وقبل ما نقول حاجة عن كلام الجدع ده.

خلينا نبدأ من الأخر للأول، إيه مصطلح «السن القانوني» ده؟ وليه عملوه من الأساس؟ ما يسيبوا الناس في حالها. والحقيقة، إن رأي «مايسيبوا الناس في حالها ده»، رأي مجموعة من البشر فعلًا فيما يتعلق بممارسة الجنس وغيره بمعنى إنه مايبقاش فيه قانون بيحكم الموضوع، بس لهم شرط إن الاتنين اللي هيمارسوا الجنس يكونوا موافقين على الممارسة، بس الحقيقة الموضوع ده غالبًا مش هيحصل لأكتر من سبب.

اعرف أكتر| إزاي أحمي طفلي من التحرش الجنسي؟

سن الرُشد وقانون الـ +18

القانون بيقول إن الشخص اللي تخطى الـ18 سنة، يقدر يمضي على عقود، ويفتح حساب في البنك، ويكون له تأمين صحي خاص به، يعني ببساطة شخص مش محتاج وصاية ولا ولاية من حد، وقادر على الاعتماد على نفسه. ساعتها الشخص بيكون وصل للسن اللي بيُطلق عليه «سن الرُشد – Age of Consent»، واللي بيختلف من بلد لبلد، وكل حكومة بلد معينة مسؤولة عن إنها تحدد السن ده، بحسب بقى عوامل كتير جدًا ودراسات وأبحاث وكده.

لما الشخص يوصل لسن الرُشد، بيعتبر إنسان مسؤول عن نفسه، ساعتها بقى يقدر يدخل في علاقات زي ما يحب، إن شالله مع شخص عنده 80 سنة، ساعتها هو حر ومسؤول تمامًا عن نفسه، ويقدر يتحمّل عواقب قراره. طيب ليه بقى الأصغر من السن ده مالوش نفس الحق؟ علشان ببساطة ده طفل فاقد للأهلية، لسه شخصيته بتتكوّن وعقليته بتتكوّن، يعني مش بصدد إنه ياخد قرار زي مين يبقى شريك حياته ولا يقدر يتحمّل عواقب العلاقة الجنسية دي.

البيدوفيليا

يعني حتى الطفل لو كان موافق على ممارسة الجنس مع شخص أيًا كان عمره، فهيكون الأمر خاطئ برضه، لأنه مش بصدد أصلًا إنه يختار شيء زي ده لا عقليًا ولا نفسيًا. زائد إن تبعات الأمر النفسية على الطفل كتيرة. يعني لو اعتداء من شخص بيدوفيلي أو مايل للجنس مع الأطفال، فالطفل غالبًا بيصاب بصدمة نفسية بتأثر عليه طول حياته، وده اضطراب بيطلق عليه اضطراب ما بعد الصدمة. زائد طبعًا إنه ممكن يتعقّد تمامًا من العلاقات، أو إنه يبقى مايل للعنف بشكل كبير، أو حتى يبقى مايل جنسيًا للأطفال هو كمان لما يكبر.

طيب، إحنا كده تقريبًا جاوبنا على كل الأسئلة، البيدوفيليا وعرفنا إنها الميل الجنسي تجاه الأطفال، وإن سن الرُشد بتحدده الحكومات بموجب القانون، وإن الأطفال قبل سن الرُشد لا يحق لهم ممارسة الجنس، لأن في إمكانية إن ينتج عنها إما طفل أو مرض جنسي، وفي الحالتين الطفل مش هيقدر يتصرف ولا يتحمّل عواقب ده.

زواج القاصرات والاغتصاب باسم القانون

نرجع بقى للجدع بتاع علم النفس الجنائي ده، وخلينا نبدأ بقصة إنه يكون في شخص حاسس بميل جنسي ناحية الأطفال لكنه طيب وابن حلال يعني ومابيأذيش حد، ببساطة لو بدأنا نتعامل مع الموضوع على إنه مرض نفسي، وأتاحنا للمريض فرصة إنه يتقدّم للعلاج ويقول إنه بيحس بميل جنسي تجاه الأطفال وبيحاول يتعالج، فده هيساعده أكتر من إنه يفضل ساكت ومايقولش هو بيعاني من إيه، لأنه ساعتها هيبقى عامل زي المريض اللي جات له قرحة مثلًا ورفض يتعالج، القرحة هتبدأ تأثر عليه وتسبب ضرر بشكل أكبر.. وهكذا.

طيب، موضوع إنه البيدوفيلي يدخل البيت من بابه، لو فكرنا فيه شوية هنلاقيه بياخدنا لزواج القاصرات اللي شغّال عندنا ده، هل دي فيها مشكلة؟ الحقيقة أيوه برضه، ما ده نفس الطفل اللي ماقررش يكون مع الشخص ده، يعني ببساطة البنت هتكون متجوزة غصب عنها، وده بيطلق عليه اسم «اغتصاب باسم القانون – statutory rape»، ودي جريمة يعاقب عليها القانون برضه لأنه بيعتبر اغتصاب في النهاية لأن البنت ماوافقتش ولو حتى وافقت برضه الشخص التاني هيتحاسب، لأنه بيرتكب جريمة. فيمكن بره بيسموه بيدوفيليا وإجنا بنسميه زواج قاصرات، اختلفت المسميات والمرض واحد بس إحنا مش واخدين بالنا!

البيدوفيليا

وأخر حاجة بقى، الميل الجنسي تجاه الأطفال ماينفعش نقول عليه توجّه جنسي، لأنه ببساطة مؤذي وأذاه مؤثّر جدًا وطويل المدى ده أولًا، وثانيًا لأنه ماينفعش غير إنه يتوصم بوصمة عار وسلبية، لأنه لو اتشاف من وجهة نظر تانية أكثر إيجابية وأصبح شيء عادي، ده هيفتح باب لجريمة جديدة في حق الأطفال.

فالحقيقة يعني، كتر خير عالم النفس الجنائي ده جدًا، وياريت ينقطنا بسكاته ويخليه في علاج المرضي المساجين وخلاص.


المصادر: independent  avert  unicef

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى