.
النشرة

ومضات الضوء سلاح جديد لمواجهة إرهاق السفر

كتبت: مها طه

اختلاف التوقيت يصيب الساعة البيولوجية بالاضطراب ولذا نتعرض للضيق نتيجة للسفر من مكان لآخر يختلف عنه فى التوقيت. يحاول الجسم التغلب على ذلك الاضطراب بإقامة دورة جديدة للنوم، ولكن قد يستمر هذا الشعور عدة أيام، فى النهاية يتكيف الجسم على هذا الجدول الزمنى الجديد ولكن ببطء، بمعدل ساعة واحدة يوميًا. حتى بعض الطرق التى يمكننا استخدامها للتغلب على هذا الأمر، والتى تتراوح بين الصيام و استعمال أقراص البابونج، أظهرت نتائج متباينة فى أحسن الأحوال.

ولكن الباحثون فى جامعة ستانفورد للطب أظهروا أن العلاج عن طريق الضوء يمكن أن يساعد فى ضبط الساعة البيولوجية، فالساعة البيولوجية تضبط إيقاعها وفقًا للمعلومات التى تصل للمخ عن كمية الضوء، فتحدد وقت النهار والليل بناءًا على ذلك.

أوضح ”جيمى زيتزير“، أستاذ مساعد العوم السلوكية فى جامعة ستانفورد ورئيس فريق البحث، أن التعرض للضوء خلال النوم يخدع المخ بصورة كبيرة، ويُعطيه إيحاء بأنه فى النهار، حتى و لو كانت عيون الشخص مُغلقة.

قاد ”زيتزير“ فريق من الباحثين لمعرفة الوقت، وتردد الضوء الأكثر فاعلية لإعادة تقويم وضبط إيقاع الدورة اليومية للساعة البيولوجية. تضمنت الدراسة 39 شخص من أصحاب النوم المنتظم، مع ضمان أن تخلد المجموعة كلها للنوم، وتستيقظ فى اليوم التالى فى نفس الوقت لمدة أسبوعين متتاليين، ثم تم تقسيمهم لمجموعات، وتعريضهم للضوء لمدة ساعة قبل الاستيقاظ، بعضهم لضوء متواصل، والبعض الآخر لومضات ضوئية متتابعة فى فترات مختلفة.

أظهرت الدراسة أن تعرض المتطوعين لهذه الومضات المتتابعة فى أثناء النوم كل 10 ثواني لمدة ساعة كان هو الأسلوب الأكثر فاعلية لخداع الدماغ وإيحاءه بأنه فى وضع النهار، ظهرت النتائج فى أن ظهور التعب عليهم قد تأخر لمدة ساعتين.

من الناحية النظرية فسيتم تطبيق هذه الطريقة فى وقت النهار ”الافتراضى“ الموجود فى بداية الجدول الزمنى الجديد، بمعنى آخر إذا كنت مسافر لبلد تشرق فيها الشمس فى وقت سابق بساعتين للمدينة التى سافرت منها، فإن العلاج سيبدأ قبل ساعتين من شروق الشمس فى اليوم السابق للرحلة.

يُعتقد أن العلاج بومضات الضوء هو أكثر طرق العلاج فاعليةً لأن الفترات بين الظلام وومضات الضوء تسمح للمُستقبلات الموجودة فى العين بأن تتجدد، وتنشط مرة أخرى قبل أن تشرق الشمس ويأتى الضوء، وأضاف ”زيتزير“ أن معظم المشاركين فى هذه التجربة لم يعانوا أى صعوبة فى النوم خلال التعرض للومضات.


المصادر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى