.
ليه وإزاي؟

عن الشيكولاتة مصدر السعادة وبدائلها

كتب: أحمد حسين

لماذا نحب الشوكولاتة؟ هل لأن مذاقها في الفم جميل؟ أم لأنها بالفعل تعطي بهجة غير متوقعة؟ ما علاقة الشوكولاتة بالحب؟ لماذا عندما نشعر بالآسى نأكل الشوكولاتة؟ هل الشيكولاتة مصدر السعادة فعلًا؟

تقول ”د. إيمي جو ستافنزر“ أستاذة علم النفس والأعصاب، أننا نحب الشيكولاته فعلًا، ومن ضمن أسباب حبنا للشيكولاتة أنها حلوة المذاق، لكن هذا ليس السبب الأساسي للحب، فلماذا إذن نشعر بأننا نحبها؟ تقول د. ستافنزر أن الشوكولاتة تساعد على زيادة مستويات هرمونات ”الدوبامين“ و ”السيروتونين“ هذه الهرمونات هي المسئولة عن درجة السعادة والنشوة في دماغنا. فهرمون “الدوبامين” يُفرز في حالات الحب والإحساس بالسعادة نتيجة مشاهدة شيء تحبه أو ممارسة فعل محبب للنفس.

لهذا يُعتبر فبراير هو شهر الحب والشيكولاتة، لأنه _ومع اقتراب عيد الحب_ ترتفع نسبة الدوبامين في المخ بشكل كبير، وذلك بسبب تناول الناس للشوكولاتة في هذا الوقت بكميات كبيرة، لأن الشيكولاتة تدخل كشيء أساسي في الهدايا بين المحبين، وهذا ما يؤدي لزيادة الإحساس بالحب في هذا الوقت.

لكن في حالات اخرى، تدخل الشيكولاته في المعادلة كعامل مساعد لتغيير الحالة النفسية،فعندما نشعر بالآسى، نتيجة تغيّر في كيمياء الدماغ،فيقل مستوى ”السيروتونين“ و ”الدوبامين“، نحتاج إلى الشيكولاته كي نعطي دفعة لهذه الهرمونات بحيث نشعر مرة أخرى بالسعادة.

إذن الشيكولاته سببًا للسعادة، فهل هناك نوع معين من الشيكولاته أفضل من نوع آخر فيما يخص نقطة إفراز السيروتونين؟

الشيكولاته مكوّنة في الأساس من شجر الكاكاو، والكاكاو يحتوي على الكثير من المواد والتركيبات الكيميائية التي تؤدي إلى رفع مستويات ”السيروتونين“ و ”الدوبامين“ في المخ، فنشعر بالسعادة، لذلك الشيكولاته التى تتكون معظمها من الكاكاو وتقل فيها نسبة السكر والدهون تكون أفضل من ناحية الإحساس بالسعادة.

لكن ماذا لو اختفت الشيكولاته؟ ماذا لو _في المستقبل القريب_ لم يعد هناك مخزون من الشيكولاته يمكن استهلاكه؟

الشيكولاته _كما ذكرنا في السابق_ تأتي من شجر الكاكاو، وهذا النوع من الشجر يمكن أن ينقرض ويختفي تمامًا نتيجة لنسبة الاستهلاك الضخمة التي يستهلك بها البشر الشيكولاته، ففي يوم الحب في أمريكا وحدها يتم صرف حوالي 700 مليون دولار على الشيكولاته، أما بالنسبة لبقية العالم، فيتم صرف حوالي 90 مليار دولار عليها. وبشهية مفتوحة كهذه، ومع زيادة عدد السكان وقلة عدد أشجار الكاكاو، يتوقع المزارعون أن أشجار الكاكاو لن تقدر على تغطية احتياجات هذه الاعداد، وأنها ستختفي إذا ظل معدل الاستهلاك مرتفعًا بهذا الشكل.

فما البدائل التي يمكننا أن نفكر فيها إذا اختفت الشيكولاته؟

هناك الكثير من المواد يمكن أن نعتبرها كبديل للشيكولاته منها:

– البروتين: إن البروتين من المواد التي تعمل على استقرار نسبة السكر في الدم، وتعطي شعورًا بالطاقة والسعادة بحسب كلام ”د. مارسل بيك“ مؤلف كتاب ”هل أنا السبب أم هرموناتي؟“.

– الموز: من المواد التي تعمل على زيادة مستوى ”الدوبامين“ بشكل كبير وتعطي إحساسًا بالسعادة بحسب كلام العالِم ”كريس كِلهام“ عالم متخصص في علم النباتات الإنساني، وهو علم مختص بدراسة تأثير النباتات على الإنسان.

– القهوة والشاي: بحسب ”كِلهام“ فأن الكافيين مادة جيدة ومفيدة لنا، فهي تعزز من حالتنا المزاجية ووظائفنا الإدراكية بشكل كبير، فنشعر بأننا أفضل.

– الكركمين: وهو المكوّن الأساسي للكركم، الذي يعتبر من أكثر التوابل استخدامًا في الطعام في بلاد شرق أسيا كالصين واليابان وكوريا الجنوبية. الكركمين يعتبر ايضًا من محفزات المخ، فتساعده على إفراز هرمونات ”السيروتونين“ و ”الدوبامين“ التي تعمل على مقاومة الاكتئاب وزيادة الشعور بالسعادة.

في النهاية، يمكننا أن نقول أن الشيكولاته بالفعل سر من أسرار السعادة، ويمكن اعتبارها أحد أسباب البهجة ومقاومة الاكتئاب، لكن الإفراط في تناولها قد يسبب زيادة في الوزن أو تسوّس الأسنان، لذلك يُفضل ممارسة الرياضة بعد تناولها، لأن الرياضة ايضًا عامل من عوامل تحسين الحالة النفسية والمزاجية للإنسان.


المصادر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى