.
حيّ يرزق

الوجه الآخر للدولفين: “سقطت الأقنعة يا منى!”

كتب: أحمد حسين

طبعا فكرتك عن الدولفين زيك زي ناس كتير بتشوف الدولفين واحد من ألطف وأذكى الكائنات اللي موجودة على وجه الأرض. بالنسبة لموضوع من أذكى الحيوانات ده تمام، هو فعلا مخهم قادر على التعلّم وتعليم غيرهم من الدلافين كمان، ده غير تكوين الشراكات والتخطيط وغيرهم من التصرفات اللي بتدل على الوعي الذاتي والتفكير المنطقي. لكن موضوع من ألطف ده فيه شك شوية.

الحقيقة، إحنا عرفنا كام حاجة كده عن الدولفين مش ولابد خالص، إحنا مش بنحب نجيب في سيرة حد بس لازم، وربنا يستر على كائناته، بس ضروري تعرفوا اللي عارفينه علشان ماحدش يقع في اللي وقع فيه الدولفين رغم ذكائه لولا بس دماغه اللي ساحلاه بقى 😀

كيف تحارب الملل؟

خلينا نبدأ بالحاجة اللي مش غريبة أوي، بس كانت مبهرة بالنسبة للمراقبين لسلوكيات الدولفين، واللي قال عنها أحد العاملين بملاهي (SeaWorld) إنها استوقفته وشاف إنها شيء مُذهل. إيه اللي بيحصل بقى؟ اللي بيحصل إن الدولفين بيصنع فُقاعات من فتحة النفس اللي موجودة في راسه، ويفضل يلعب بيها.

الدولفين

الغريب في الموضوع إنه ده مش سلوك عام، يعني إناث الدلافين بس _حسب كلام العاملين في مدينة الملاهي المائية دي_ اللي شافوها بتعمل الحركة دي والذكور لأ، ويُقال إن السبب في ده هو إحساس الإناث دول بالملل، فبيحاولوا يسلوا نفسهم بأي حاجة، ودي طريقة من طرق التسلية. بعد ما ينفخوا فقاعة يبدأوا بقى يلعبوا بيها، ويحركوها في دواير، ويصغروها ويكبروها ويفضلوا يلعبوا بيها.

في شيء غريب تاني بيحصل، هو إنهم مابيشاركوش بعض باللعبة دي، يعني لما دولفين منهم يعمل فقاعة ويفضل يلعب بيها، لو دولفين تاني حاول يقرّب من الفقاعة وقتها، كل اللي هيعمله الدولفين صاحب الفقاعة إنه يفرقعها، يدمرها بنفسه قبل ما التاني يشاركه فيها. الموضوع ده لحد دلوقتي ماحدش عارف يفسره، بس ممكن نعتبرها من قبيل “ما تجيب كورة لنفسك يا أخي وتلعب بيها وماتوجعلناش دماغنا بقى” 😀

الدولفين

بس الحقيقة علشان مانكونش ظالمين، الدلافين بتشارك بعضها برضه، بس في حاجات تانية خااااالص

يخرب بيتك يا كيف، ويخرب بيت معرفتك!

الدولفين

خلينا نقول إننا عندنا تصور عن قعدات الكيف منقول من السينما والتليفزيون، ومن خلالها عرفنا “إن الكيف مناولة مش مقاولة” برضه. بس الدلافين اللي ماعندهاش لا تليفزيون ولا سينما وصلوا للقاعدة الكونية المهمة دي إزاي بقى؟!

كلنا بنسمع عن ناس بتضرب مخدرات، الدلافين بقى بيضربوا سمك ينفوخيات! سمك الينفوخيات في الأساس سمك سام _ودي وسيلة دفاعه عن نفسه هي مع نفخ جسمه ومن هنا جه اسمه الينفوخ. الدولفين لو أكل من سمك الينفوخيات واحدة هيتسمم، بس الدلافين مابيعملوش كده، هما بيمتصوا جزء صغير من السم اللي موجود على جلد سمكة الينفوخيات ويباصوها لبعض، وده بيصيبهم بنشوة لأن الجرعة الصغيرة دي تأثيرها بيكون مُخدّر مش سام.

السلوك ده منتشر أكتر بين الدلافين الأصغر سنًا، اللي حابين يجربوا كل حاجة ومنفتحين على الحياة. وهما فعلًا بيناولوا السمكة لبعض ده مش كلام هزار وخلاص، الدلافين بيشاركوا بعض السمكة علشان كل واحد فيهم يعمل دماغ، وبعد ما بيعملوا دماغ بقى بيفضلوا يلفوا حوالين بعض فعليًا وهما بيصدروا أصوات أشبه بنغمات موسيقى عشوائية جدًا كده.

إبراهيم الأبيض: حد ليه شوق في حاجة؟

طيب، ممكن نتخطى موضوع المخدرات ده، هما حُرّين ناس بتضرب مخدرات ويفضلوا يلفوا حوالين نفسهم وهما بيغنوا براحتهم طبعًا، بس ماتوصلش للأذية. وعلشان بس نتكلم بشكل دقيق، هما مابيعملوش كده بسبب المخدرات، هما بيعملوا كده علشان هما سلوكهم عنيف تجاه بعض في أحيان كتير، زي إنهم بيدخلوا خناقات مع بعض، والكبيرة بقى، بيقتلوا صغار الدلافين كمان!

أيوة، الكائنات الكيوت اللطيفة دي بتعوّر وتقتل كمان. خلونا نتكلم الأول عن موضوع التعوير ده. عارفين فيلم إبراهيم الأبيض؟ عارفين خناقة إبراهيم مع عبد الملك زرزور وولاده؟ أهوه بيحصل حاجة شبه كده بالظبط، لأن السلوك التنافسي العنيف ده جزء من المملكة الحيوانية، والدلافين مش استثناء، فالذكور معظم الوقت بيتخانقوا مع بعض، وبيعوّروا بعض فعليًا وسنانهم _السلاح الأبيض اللي يخصهم_ بتبقى معلمة على جسم بعض.

الدولفين

سبب الفعل ده مجهول، يعني ساعات بيكون لفرض هيمنة على المنطقة اللي هو فيها مش أكتر، زي خناقات الفتوات زمان علشان يشوفوا مين هيبقى كبير المنطقة. وساعات بتكون للدفاع عن النفس مش أكتر، وساعات بتكون مرازية ورخامة وخلاص. وهما الحقيقة مابيهتموش كتير بمعرفة السبب، هما بيضربوا بعض من غير ما يفكروا في كل ده.

في سلوك تاني بيمارسوه برضه بس أعنف بكتير من الخناقات، وهو إنهم بيقتلوا صغار بعض. الموضوع ده بيحصل إزاي؟ خلينا نقول مبدئيًا إن الام بتكون مرتبطة بأطفالها وبتحتضنهم لمدة تقترب من الـ4 سنوات، بس إذا حصل لحد فيهم حاجة أو مات مثلًا لأي سبب، بتكون مستعدة للتزاوج بعد فترة أسبوع، هو أسبوع وتكون جاهزة لتبادل الحب مع دولفين علشان تحمل مرة تانية.

الدولفين
والدلافين الذكور عارفين الموضوع ده، في منهم بيعملوا إيه بقى؟ بيروحوا يقتلوا الصغار دول، ويستنوا أسبوع وبعد كده يتقرّبوا للأنثى دي على يتزاوجوا معاه. ليه بقى بيعملوا كده؟ بيكونوا عايزين ينقلوا جيناتهم لأنثى علشان يتأكدوا إن جيناتهم دي هتفضل موجودة ويجيب دولفين صغير يشيل اسمه حاجة كده زي فريد شوقي في فيلم يارب ولد، لما كان عايز ولد من صلبه ويحمل اسمه علشان اسمه يفضل في الدنيا، ذكوريين شوية الدلافين برضه مش كيوت يعني.

اعرف أكتر| 10 معلومات لا تعرفها عن الدبدوب اللي مش ”كيوت“ خالص

يا متحرشين يا ولاد الـ…

الحقيقة، هما مش ذكوريين تجاه بعض وبس (ولو إني ماينفعش أقول عليهم ذكوريين أو غيره لأن ده جزء من طبيعتهم في المملكة الحيوانية يعني، بس هي قلشة 😀 وأنا حاليًا بوظتها تمامًا *ايموشن خالد الصاوي في الباشا تلميذ*). خلينا نسأل سؤال، إيه أكتر حاجة ممكن تكون بتضايق البنات في الشارع؟ التحرش، أهو الدلافين متحرشين، سواء ببعض أو بالبني آدمين.

شوفوا، إحنا كلنا ثدييات، إحنا والدلافين أقصد، لذلك هما بيكونوا قادرين على التقارب مننا، وعندهم كمان القدرة على استنشاق/شم الروائح النسائية والفيرمونات، لذلك لو هما في فترة نُضج جنسي، ممكن يتحرشوا بأي أنثى بشرية عادي جدًا. من فترة كده كان في فيديو انتشر لسائحة، كانت قاعدة قريب من حمام سباحة فيه بعض الدلافين، وبعد شوية راح طالع دولفين من الميّه، وتحرّش بيها بشكل يوحي بإنه بيمارس معاها الجنس.

ساعتها بقى، ظهرت الكثير من المناقشات والجدالات، حول ما إذا كان الدولفين كائن متحرش ولا لأ. الموضوع ده له رأيين، رأي بيقول إنه يا جماعة ماتبالغوش أوي كده، اغتصاب وتحرش إيه بس؟ ده بيهزر، أصل الدلافين بيحبوا يهزروا هزار سافل شوية كده، وده العادي بتاعهم يعني حتى مع البشر. بس الحقيقة الأمر يظل مُربك، هو أينعم كائن بزعانف، بس فيه شيء مخيف، وهو إن قضيبه قادر على الإمساك بالأشياء، غريب صح؟ أيوة قضيبه فيه مرونة بتخليه يقدر يلتف حوالين الأشياء ويمسكها، فهل ده كائن ينفع نهزر معاه هزار خارج.. ينفع نهزر معاه أصلا؟! 😀

زائد إنه في بعض السُلطات منعت الناس من الاقتراب والهزار مع الدلافين للسبب ده. سنة 2002، حذرت السُلطات السبّاحين في خليج واينموث بإنجلترا، من الاقتراب من الدلافين في الوقت ده، وبالذات دولفين اسمه جورجس، لأنه معروف عنه سلوكه الجنسي العنيف جدًا، وكذا مره مدربه يبلّغ عنه إنه بيحاول “يتزاوج” مع بعض الغوّاصين.

يعني طيب الدلافين دي كائنات شريرة؟ مانقدرش نقول كده برضه، لأنهم في النهاية جزء من المملكة الحيوانية ولهم سلوكيات موروثة، مابيقدروش يستغنوا عنها إلآ لو وجدوا إن السلوكيات دي مش هتبقى مفيدة في أثناء تطوّرهم. يعني صعب نحكم عليهم بمعايير البشر.

فيعني خلينا نقول إنه أحسن لك لو شفت دولفين والظرف يسمح، إنك ماتهزرش معاه بقى وتلاعبه وكده، خصوصًا لو ماكنش متدرب ومعاه المدربين بتوعه، ده لمصلحتك يعني عشان ماترجعش تزعل أه.

اعرف أكتر| 10 حيوانات الشر فيهم بس ربنا هاديهم!


المصادر: news slate washingtoncitypaper BBC

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى