
صوتي ما يشبهنيش .. خالص!
كتب: أحمد حسين
في أحد الأيام جلست مع أصدقائي نستمع لتسجيل قديم لنا وجدناه صدفة على موبايل أحدنا، لحظات تهييس معتادة بها من الضحك والألش الكثير، ولكن كان غريبًا على كلّ منا أن يستمع إلى صوته، في تلك اللحظة قال أحد أصدقائي ”أكيد اللي بيتكلم دة حد غيري، أنا صوتي وحش كده؟!“.
غالبًا صديقي ليس الوحيد الذي تعرض لتجربة مماثلة، شعر فيها بأن صوته غريبًا عنه عند سماعه من تسجيل أو ماشابه. لكن قبل أن نعرف سبب عدم إعجابنا بأصواتنا بعد سماعنا لها من مصدر خارجي، علينا أن نعرف كيف تسمع أذاننا الأصوات من حولنا عمومًا.
ينتقل الصوت عبر الهواء على شكل موجات، تدخل هذه الموجات إلى القناة السمعية عن طريق الأذن الخارجية، ثم تنتقل عبر القناة السمعية إلى طبلة الأذن، ثم تدخل إلى القوقعة وتتحول _بشكلٍ ما_ إلى إشارات عصبية يفهمها المخ كي يستطيع ترجمتها فنسمع الأصوات.
لكننا نستمع إلى أصواتنا بشكل مختلف، فنسمعها عن طريق الأذن الخارجية وأيضًا الداخلية، بمعنى أننا نستمع إلى الذبذبات/الترددات التي تحدثها حركة الأحبال الصوتية، ونستمع معها أيضًا إلى تأثير هذه الترددات على عظامنا، هذا التأثير يسمى ”التوصيل العظمي“ أو Bone-conducted sound” (يستخدم في تقنيات حديثة مثل صناعة سماعة الأذن). معنى ذلك أننا نستمع إلى صوتنا بطريقتين، مما يجعل الصوت أكثر عمقًا بالنسبة لنا.
لماذا نتعجب من أصواتنا عندما نستمع إليها مسجلة؟
لسببين، الأول أنه عندما يخرج الصوت من السماعة/الهاتف، يخرج بتردد أعلى مما نسمعه لأنفسنا، فنسمعه كما يسمعه الناس لا كما اعتدنا أن نسمعه نحن، لذلك عندما يسمعه غيرنا لا يستغربه، وإنما يخبرنا أنه صوتنا كما في الطبيعي.
السبب الثاني أننا تعودنا طوال حياتنا على سماع صوتنا بشكل معين، هذه الحالة تسمى حالة ”تأثير التعرّض المجرد“ أو Mere-exposure effect” “، يشرحها العلماء على أنها حالة الألفة أو التعوّد التي تنشأ بيننا وبين ما نراه/نسمعه يومًا، بمعنى أننا نتعود على سماع صوتنا بطريقة معينة، أو رؤية هيئتنا في المِرآه مثلًا، فعندما نستمع إلى صوتنا من مصدر خارجي نستنكرهأونتعجب منه، تمامًا كما نرى هيئتنا في الصور للمرة الأولى، نتعجب منها ويمكن أن نكرهها ايضًا، لأننا في النهاية تعودنا على رؤية أنفسنا بشكلٍ مختلف، فالمِرآه ما هي إلا أنعكاسًا لأشكالنا بما نراه نحن لا كما يرانا الأخرون.
فإذا أردت أن تستمع إلى صوتك من مصدر آخر دون أن تتعجب منه، يجب عليك التعود على سماعه من هذا المصدر مِرارًا وتكرارًا، حتى تألفه، عندها لن يصبح غريبًا عليك، وربما سيلقى إعجابك .
المصادر