.
النشرة

العلماء يعلنون أفضل طريقة لإنهاء مقاومة المضادات الحيوية حتى الآن

كتبت: مها طـه

طوّر العلماء جزئ يُمكنه أن يعكس مقاومة المضادات الحيوية في سلالات متعددة من البكتيريا في آنٍ واحد، مما يجعله أحد التطورات الواعدة حتى الآن في مجال مكافحة الجراثيم. يأتي هذا الإعلان في وقته المناسب وذلك بعد وفاة امرأة أمريكية نهاية الأسبوع الماضي، نتيجة إصابتها ببكتيريا مقاومة لكل المضادات الحيوية المتاحة، ويأتي ذلك في الوقت الذي تنتشر فيه مقاومة المضادات الحيوية بشكل أسرع وأكثر خلسة مما كان متوقعًا.

تتمثل المشكلة حاليًا في أن الالتهابات البكتيرية التي كنا قادرين على التعامل معها بسهولة في الماضي مثل الإلتهاب الرئوي والإي كولاي والسيلان تطورت قدرتها على البقاء على قيد الحياة ومقاومة المضادات الحيوية بشكل سريع، وإذا لم يتم التوصل في أقرب وقت إلى دواء جديد، فلن تكون لدى البشر طريقة لحماية أنفسهم في مواجهة الجراثيم.

قال «بروس جيلر»، الباحث بجامعة ولاية أوريجون، أننا فقدنا القدرة على استخدام العديد من المضادات الحيوية السائدة، حتى أصبحت كل البكتريا مقاومِة للمضادات الحيوية، وهو ما يجعل الباحثون في محاولات مستمرة لإيجاد عقاقير جديدة لتجنُب هذه المقاومة.

وأضاف، أنه كلما نظرنا في مسألة إيجاد عقاقير جديدة لم نتوصل إلى جديد، ولذلك كان الحل المتبقي لدى العلماء هو إجراء تعديلات على المضادات الحيوية الحالية، ولكن بمجرد إجراء تغيير كيميائي، تتحور البكتيريا بشكل يجعلها مقاومة، فيتم تعديل المضادات الحيوية الجديدة كيميائيًا.

أحد الطرق التي تتبعها البكتيريا لمقاومة المضادات الحيوية تنتشر عبر الجينات التي تُنتج إنزيم «New Delhi metallo beta-lactamase» والمعروف باسم (NDM-1). هذا الإنزيم خطير للغاية، حيث أنه يجعل البكتيريا مقاومة لفئة من البنسلين تُسمى الكاربابينيمات والمعروفة لدينا باسم «مضادات الملاذ الأخير». بسبب هذا الإنزيم أخذت مضادات الملاذ الأخير في الفشل بسرعة.

قال «جيلر» أن أهمية هذا الإنزيم تأتي من قدرته على تدمير الكاربابينيمات، لذلك اضطر الأطباء إلى العودة لاستخدام نوع من المضادات الحيوية مُسمى بالكوليستين، والذي لم يُستخدم منذ عقود لأنه سام للكلى، ولكن هذا هو المضاد الحيوي الأخير الذي يُمكن أن يُستخدم على كائن حي، ويُمكن لجيناته التعبير عن الإنزيم NDM-1، حيث أصبح لدينا الآن بكتيريا مقاومة لكل أنواع المضادات الحيوية المعروفة.

باستخدام هذه المعلومات، قام جيلر وزملاؤه بتطوير جزء جديد يُمكنه أن يهاجم NDM-1، وعكس مقاومة المضادات الحيوية في كثير من سلالات مختلفة من البكتيريا، وهو ما يعني أنه يمكن استخدام المضادات الحيوية الموجودة مرة أخرى.

يُسمى هذا الجزئ (PPMO) ويعمل على تعطيل إنزيم (NDM-1). في السابق حاول الباحثون استخدام هذا الجزئ في صورته الطبيعية ضد الجراثيم، ولكنه كان يعمل على سلالة واحدة فقط من البكتيريا، ولكن هذا الجزء جديد مختلف.

قال «جيلر» أنهم يستهدفون آلية المقاومة التي تتشارك فيها جميع مُسببات الأمراض، حيث أنه نفس الجين الموجود في أنواع مختلفة من البكتيريا، ولذلك طوّر الباحثون جزئ (PPMO) يصلح لها جميعًا وليس لنوع واحد فقط منها.

قام الباحثون باختبار هذا الجزئ على ثلاثة أنواع مختلفة من البكتيريا _مقاومة جميعها للكاربابينيمات_، وبالإضافة لنوع من المضادات الحيوية يُدعى الميروبينيم، أظهر المضاد الحيوي استعادة القدرة في مواجهة البكتيريا.

ومن ثم تم استخدام المزيج الجديد على الفئران التي كانت مصابة ببكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية القولونية، وأظهرت النتائج أنه يمكن أن يكون علاجًا فعالًا للعدوى وتحسين معدلات البقاء على قيد الحياة بالنسبة للفئران، وهو ما يُشير أنه في المستقبل يُمكن استخدامه مع المضادات الحيوية الحالية لجعل البكتيريا والجراثيم حساسة لها مرة أخرى.

وعلى الرغم من ظهور هذه النتائج الواعدة، إلا أنها مازالت في مرحلة التجربة على الفئران، وحتى الآن لا توجد أدلة كافية لتجربته على البشر، لكن فريق البحث قال أنه يمكن أن يكون جاهزًا للتجارب السريرية على البشر خلال الثلاث سنوات المقبلة.

المصادر: academic  oregonstate  sciencealert

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى