.
حيّ يرزق

الكشف عن 5 من سلاحف النينجا بقدرات حقيقية خارقة!

كتب: أحمد حسين

ارجع بذاكرتك معايا وتخيل نفسك طفل وقاعد في عيادة الدكتور مع باباك، وفجأة تشوف في الركن اللي في أخر العيادة حوض إزاز منور، فتفتكره حوض سمك ملون وتقوم عشان تتفرج عليه، فتلاقي سلاحف صغيرة بتعوم. طبعًا كطفل الموقف ده بالنسبة لي كان شيء عجيب جدًا ومثير للاهتمام. وحبيت السلاحف جدا لدرجة كنت بحب أروح عند الدكتور علشان أتفرج على السلاحف دي من ورا الإزاز. وقتها كنت فاكر إن دول زي سلاحف النينجا اللي كنت بتفرج عليهم. بس لما كبرنا عرفنا إن سلاحف النينجا أونطة ومش حقيقة.. أسكت أنا بقى؟ لاء، فدلوقتي أكلمكم عن 5 سلاحف تانيين بقدرات خارقة ومدهشة ولا سلاحف النينجا بس حقيقيين المرة دي.. يلا بينا.

سلاحف الماتا ماتا

الصورة: Wikipedia

سلاحف الماتا ماتا (Mata Mata Turtles) نوع من أنواع السلاحف البرمائية الضخمة اللي بتعيش في الأمازون. طول الواحدة فيهم ممكن يوصل لمتر تقريبًا، ووزنها ممكن يوصل لـ17 كيلو. ماشي سلحفاة حجمها كبير إيه الغريب فيها بقى؟ الغريب إن عندها قدرة خاصة على التنكّر والتمويه، لأن تكوينها بيشبه جذع الشجر، وإيديها ورجليها ورقبتها بيشبهوا ورق الشجر كمان.

التمويه ده مفيد جدًا جدًا بالنسبة لها، لأنها بتقف في مكان فيه شعاب مرجانية وزلط وأشياء من هذا القبيل وبتفضل ثابتة مكانها. تيجي بقى السمكة/ الضحية تعدّي من جنبها، فماتاخدش بالها منها وتقول ده جذع شجرة، وهوب تلاقي نفسها بين فكّين أقوى ما يمكن والبقية معروفة للجميع. مشكلة التمويه ده إنه بيجبر سلاحف الماتا ماتا على البقاء لأطول فترة ممكنة على هذه الوضعية، من غير ولا حركة.

حاجة كمان ممكن تكون خارقة ومهمة في سلاحف الماتا ماتا، وهي إنهم بيمتلكوا رقبة طويلة. الرقبة دي بتساعدهم على حاجتين، أولهم إنهم يطلّعوا راسهم فوق الميّه فيقدروا يتنفسوا من غير ما يضطروا يطلعوا بره الميّه. تاني حاجة إنهم لما بيمدّوا رقبتهم للآخر، بتتحول الرقبة دي لأنبوبة بتسحب أي حيوانات بحرية صغيرة حواليها، ومن هنا العلماء استمدوا فكرة صُنع الماكينات اللي ممكن تُستخدم في الصرف وفي تنظيف الميّه.

سلاحف رقبة الثعبان

الصورة: Flickr

سلاحف رقبة الثعبان أو السلاحف الشرقية ذات الرقبة الطويلة (Eastern Long-Necked Turtle)، زي ما هو واضح من اسمها هي سلاحف عندها رقبة طويلة لما بتخبّيها في الصَدَفة بيبقى شكلها على حرف “S” وعاملة زي الثعبان. ودي مش أغرب حاجة فيها، الأغرب إنه جنسها سواء ذكر أو أنثى بيتحدد بناءً على كروموسوم معين عندها. هتقولوا ما ده العادي، هاقولكم لأ ده العادي بالنسبة للبشر مش السلاحف. في العادي، أغلب السلاحف بيتحدد جنسها بناءً على حرارة المكان اللي بيتولدوا فيه، يعني مثلًا لو المكان اللي فيه البيض بارد يبقى جنس الصغار أنثى، لو في مكان حرّ يبقى الجنس هيبقى ذكر وهكذا.

مشكلة النظام ده بقى لما يكونوا السلاحف في مكان حرارته متغيرة بشكل عشوائي أو مكان اتأثّر بالتغير المناخي، وده معناه إنه هيكون عندك جيل كامل من السلاحف ذكور بس أو إناث بس ومش هيكون فيه تنوّع. لكن سلاحف رقبة الثعبان عندها زي ما قولنا ميزة تحديد جنس الصغار عن طريق الكروموسومات، وده بيخليهم يولدوا أجيال متوازنة بين الإناث والذكور، بغض النظر عن حرارة الجو عنهم. وبالتالي بيكونوا قادرين على إنهم يعيشوا في أي ظروف مناخية وأي بيئة، لذلك من المتوقع إنهم مايتأثّروش زي غيرهم بالتغيّر المناخي اللي حاصل حاليًا.

سلحفاة البحر جلدية الظهر

الصورة: Wikimedia Commons

سلحفاة البحر جلدية الظهر (Leather-back Sea Turtle) تعتبر من أكبر السلاحف اللي عايشة على وجه الكوكب. أكبر واحدة فيهم طولها وصل لأكتر من 3 متر، ووزنها وصل لما يقرب من 1000 كيلوجرام. لكن مش دي الميزة اللي فيهم، الميزة إنهم قادرين يعيشوا في أماكن كتير جدًا على كوكب الأرض، من أول الميّه المتلجة اللي في آلاسكا، لحد السواحل الغربية في أفريقيا.

سلاحف البحر جلدية الظهر هي النوع الوحيد من الزواحف اللي دمها حار، واللي رغم كده هي الوحيدة اللي بتقدر تعيش في ميّه درجة حرارتها أقل من الصفر، لأنهم بيقدروا يرفعوا درجة حرارة جسمهم 18 درجة مئوية أعلى من درجة حرارة الميّه اللي عايشين فيها. طبعًا حجم السلحفاة الضخم بيلعب دور كبير قدرتها على الاحتفاظ بدرجة حرارة جسمها، بالإضافة إلى إن نسبة الزيوت في جسم السلحفاة عالية جدًا، وده بيحبس الحرارة اللي جسمهم بينتجها جوّاه.

درجة حرارة جسم سحلفاة البحر جلدية الظهر بتكون عادةً أقل من درجة حرارة عضلاتها، ومع حركة السباحة المستمرة بعض الحرارة بتتنقل من العضلات للجسم. السيستم ده بيضمن لعضلات السلاحف البحرية إن درجة حرارتها تفضا دافئة عشان تقدر تعوم للمسافات الطويلة في رحلات الهجرة.

حاجة كمان بتخلي السلاحف جلدية الظهر تحتفظ بالحرارة في جسمها؛ وهي الأوعية الدموية اللي موجودة في أطرافها. على عكس الوضع في أغلب السلاحف البرمائية، لما حرارة الجو بتنخفض، الأوعية الدموية عند السلاحف جلدية الظهر بتسحب الدم من الأعضاء الداخلية وبتوجهه للأطراف عشان تحميها من درجات الحرارة المنخفضة. ودي ميزة تانية تخليهم يقدروا يسافروا مسافات كبيرة جدًا ممكن توصل لـ 20 ألف كيلومتر في أقل من سنتين من غير ما يتعبوا ولا يتجمّدوا.

السلاحف الصينية رقيقة الصدفة

الصورة: Flickr

السلاحف الصينية رقيقة الصدفة (Chinese Soft shell Turtle) عندها ميزة غريبة جدًا جدًا، وهي إنهم بيقدروا يعملوا حمّام -تحديدًا يتبوّلوا- من بُقهم ولا مؤاخذة. مدرك تمامًا إن ده شيء مقرف ومقزز جدًا، لكن استحملوني لأن الموضوع فعلًا مبهر ومثير للاهتمام. العلماء دايمًا كانوا فاكرين الفتحات اللي في بُقّهم دي بيستبوا عن طريقهم الأكسجين من الميّه، وساعتها مايضطرّوش يطلعوا برّه الميّه.

لكن سنة 2012 العلماء اكتشفوا إن الفتحات دي بتخرّج اليوريا بره الجسم. علشان كده اللُعاب الخاص بيهم فيه يوريا 250 مرة أكتر من دمّهم. الموضوع مقرف، صح، بس الفكرة إنهم عايشين بسبب الموضوع ده تحديدًا. السلاحف الصينية بتعيش في مياه مالحة، وعلشان يعيشوا في مياه مالحة -أو عذبة- لازم يشربوا ميّه، بس لو أي سلحفاة تانية (ما عدا سلاحف البحر) غيرهم شربت ميّه مالحة جسمها مش هيتحمّل وهتموت.

أما دول بقى، فعندهم القدرة على إنهم مايشربوش ميّه كتير علشان ينتجوا البول، يكفيهم شوية ميّه صغيرين، وجسمهم كده كده بيعرف يتعامل مع الملح عادي، بما إن البول ده موجود أغلب الوقت في بُقهم. مشكلة الموضوع ده بقى إنه بيخليهم مش قادرين يعيشوا بره الميّه لمدة كبيرة، علشان مش هيقدروا يعملوا حمّام إلا لو كانوا في الميّه، لذلك لو اضطرّوا يطلعوا على اليابسة واتزنقوا، هيدوّروا على أي بِركة صغيرة ينزّلوا راسهم فيها ويصرّفوا نفسهم.

سلاحف نهر فيتزروي

الصورة: Wikimedia Commons

سلاحف نهر فيتزروي (Fitzroy River Turtle) عندها قدرة عجيبة، وهي إنهم يقدروا يفضلوا تحت الميّه لمدة كبيرة جدًا ممكن توصل لأيام وأسابيع كمان. القدرة دي حصلوا عليها من خلال أعضائهم التناسلية. السلاحف عندها حاجة اسمها “Cloaca”، دي فتحة بيقدروا يتناسلوا منها، ويعملوا عملية الإخراج، وأخيرًا يتنفسوا.

في الـCloaca فتحة صغيرة اسمها “Bursae”، الفتحة دي بتجمّع الميّه العذبة وتدخّلها جوة الجسم، ومن هنا بقى الأوعية الدموية اللي موجودة فيها بتقدر تمتص الأكسجين اللي موجود في الميّه. لذلك استهلاكهم للأكسجين بيكون كبير، والسلاحف الصغيرة منهم بيقدروا يحصلوا على 70% أو أكتر من الأكسجين اللي بيحتاجوه من الـCloaca.

وزي ما قولنا سابقًا، كل السلاحف دي ممكن تعيش لأسابيع تحت الميّه، وخصوصًا الميّه الباردة المليئة بالأكسجين. دي ميزة مريحة جدًا بالنسبة للسلاحف، خصوصًا الكسالى اللي زي حالاتي، اللي ممكن يكسلوا يطلعوا بره الميّه علشان يتنفسوا، بعيدًا يعني عن فكرة إنهم بيتنفسوا من فتحاتهم التناسلية، بس مش مشكلة، البقاء له أحكام.


المصادر:  youtube  nature  sciencemag  livescience  Ifls

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى