الـ Period policy: بيريود في البيت وفي الشغل؟!
هما بتوع حقوق المرأة ناويين يخربوا بيتنا بالأفورة!
كتبت: جيلان صلاح سلمان
في حوار ليا مع صديقة، وهي شخصية شديدة الخجل عن مشاكل الدورة الشهرية خاصةً في مجال العمل؛ حكيت لي موقف سخيف واجهته في أول شهر لها في مقر عمل جديد، مع زمايل وزميلات غرباء عنها تماماً.
طبّت عليها الزائرة السخيفة قبل ما تكون عاملة حسابها، ولأنها كانت فعلاً خجولة ومش خبيرة بالعمل في الشركات، وهل ينفع تستأذن أثناء ساعات العمل ولا لأ، سألت رئيستها في العمل وقتها لو عايزة تشتري حاجة تعمل إيه، فقالت لها بمنتهى الهدوء إنهم بيبعتوا ساعي المكتب يشتريلهم كل اللي عايزينه ولو عايزة “ممكن تكتبي معانا في الورقة انتي عايزة إيه”. أكيد هي مش هتبعت عمو ساعي المكتب اللي ما تعرفهوش أصلاً لشراء فوط صحية، بس ممكن لو كانت قالت لرئيستها كانت ساعدتها أو ساندتها. طبعاً هي مشكلة صاحبتي اللي ماقالتش للريسة إنها عايزة أولويز مش كيس شيتوس، بس عشان هي خجولة أصلاً والموضوع محرج اضطرت لإنقاذ الموقف بصورة مؤقتة، ومانزلتش تشتري الفوط الصحية إلا وقت البريك، عشان محدش يعرف إنها جاتلها، بس الموقف كان سخيف جداً وخلاها متكدرة طوال ساعات الشغل قبل البريك.
اعرف أكتر| النساء ربما لا يحتاجن الدورة الشهرية!
بعد كلامها، اكتشفت قد إيه حاجات صغيرة وتافهة ممكن تكون مؤثرة في حياة الانسان، يعني مثلاً، لو كل مكان كان فيه period policy لمساندة النساء العاملات زي ما فيه parenting policy أكيد العالم هيكون أفضل كثير.
يعني إيه period policy ؟
وهل الفيمينست دول داخلين وهما ناويين يخربوا بيتنا بالأفورة؟
جايز.
ماشي، هو الموضوع مهم للدرجة دي؟
بما أننا الآن في مرحلة فيصلية لتغيير العالم بما يتواءم مع المساواة والتمكين للمرأة اقتصاديـ…بلا بلا بلا، لازم نعرف إيه هي الأمور اللي بتحدد حدود المرأة فعلاً، من قوانين الأمومة ورعاية الطفل، لقوانين أحوال الأسرة، وأخيراً، وضع المرأة في مكان العمل؛ بدايةً من أبسط الأشياء زي الدورة الشهرية.
بتختلف طبيعة الدورة الشهرية أو البيريود من كل ست لست تقريباً، غالباً بتكون الأعراض طفيفة وسهلة، لكن كثير من الستات بيعانو من مشاكل جسدية زي الغثيان، الصداع، آلام المعدة والإسهال بصورة عنيفة، ممكن تمثل أزمة في أداء وظيفتهن بصورة طبيعية…
عارفين يا حلوين إنه “يع”!
…أو الأعراض النفسية والمصاحبة بالذات لمتلازمة ماقبل الحيض PMS واللي معظم الكوميكس والميمز حوالين الفيمينزم بتدور حوالين معاناة الست معاها ومع تبعاتها؛ دي بقى بلوة سودا؛ نكد مستديم، غضب مالهوش مبرر، إحباط السنين، نهم للسكريات وأي أكل بيتخن عامةً، رغبة ملعونة في الاستماع لكوليكشن الهارتبريك بتاع عمرو دياب أو حتى أي أغنية فيها جراح سواء جورج وسوف بقى هاني شاكر أو أديل؛ مش هتفرق.
اعرف أكتر| إيه هي أسباب الآلام الشديدة للدورة الشهرية؟
الحوار ده بيفكرني بموقف مريت بيه أنا شخصياً أثناء شغلة سابقة. كنت بتكلم مع زميلة في مركز أعلى مني وقالت لي إنها بتفكر تحسن وضع النساء في المكتب اللي كنا بنشتغل فيه وتساعدهم بأنها تعمل upgrade لمستلزمات الحمام وتتأكد من تجديد الفوط الصحية، والمناديل، والجليد، باستمرار؛ بحيث أننا كنساء عاملات ما نبقاش بنشوف المُر في الشغل وكمان يُضاف ليها متاعب مفاجأة زي البيريود تقوم تجيب ضُرفها.
لكن الفكرة الطموحة للأسف طلعت فشنك، وبقي الحال على ما هو عليه، وانشغل الجميع في التارجتس والتيمز، وأنا سبت الشغلة دي :D. ولكن، فضل السؤال عاملي هسس؛ إزاي نطور من منظومة الاعتناء بالمرأة في مجال العمل أثناء البيريود؟ يعني يكون مفهوم إن ضمن كماليات المكاتب واحتياجات الموظفات فوط صحية جنباً إلى المناديل الورقية، وأطنان البُن وأكياس الشاي.
نفهم عن الموضوع أكثر:
طبقاً لدراسة في مجلة International Journal for Equity in Health إن النساء والبنات في سن الحيض بيمثلوا النسبة الأكبر والمتزايدة في كتلة 1,2 بليون امرأة عاملة حول العالم؛ مع الأخذ في الاعتبار أن النساء يمثلن نصف العمالة في سوق العمل عالمياً.
كمان في إحصائية أمريكية أجريتها مؤسسة “Free the Tampon” أو أطلقوا سراح التامبونز (السدادة القطنية)، 86% من النساء الأمريكيات العاملات بيكتشفو البيريود فجأة من غير ما يكونوا مستعدين؛ بالبلدي مش عاملين حسابهم. وطبعاً في تواليت الشركة أو المكتب أو أي شيء يستحيل يكون هناك فوط صحية متخزنة زي الكلينكس أو الصابون، وده معناه خراب ديار على واحدة فاجأتها البيريود فجأة قبل البريزينتيشن أو الميتنج مع العميل، ويإما هتستلف من واحدة من زميلاتها أو هتبعت تشتري، أو هتشتري بنفسها، وفي جميع الحالات، الموضوع هيزيد من توترها والدنيا أصلاً مش بتكون ناقصة توتر 😀 كفاية إننا نعرف مدى العذاب اللي بتضطره الستات اللي مش بتلجأ لأي من الحلول دي لإصابتها بالهلع المفاجئ، واللي بيخليها تفتكس فوطة صحية من أي شيء صالح للاستخدام حواليها (كلينكس، قماشة، إلخ) على غرار الحاجة أم الاختراع. 79% من النساء العاملات الأمريكيات بيعملوا كدة طبقاً للإحصائية إياها، والأنيل إن عدد الستات اللي بيستلفو من زميلاتهم فوطة إضافية 53% بس! يعني 79% بيعملوا مراكب ورق من الكلينكس، و53% بس هما اللي بتجيلهم الشجاعة يستلفو!
مش بقولكو حوسة!
اعرف أكتر| الفوط الصحية: سلعة ترفيهية أم ضرورة صحية؟!
ويبقى السؤال؛ إيه اللي يقدر مكان العمل إنه يقدمه للنساء أثناء فترة البيريود؟
وهنا بقى هنجاوب على السؤال المحوري اللي سألناه فوق خالص. اللي يقدر مكان العمل إنه يوفره لللنساء اللي بيتشغلوا إن يكون في period policy، يعني مجموعة من اللوائح أو القوانين اللي بتنظم سير العمل بالنسبة للمرأة العاملة في مقر عملها، والمفروض إنها تشمل menstrual leave أو إجازة مرضية مخصوص للنساء اللاتي يعانين من أعراض عنيفة ملازمة للدورة الشهرية، وده طبعاً بيكون بتقارير طبية ولكن إلزامية على أصحاب الأشغال مراعاتها مع العاملات عندهن.
كمان إن أماكن العمل تكون period friendly للسيدات. تخيلوا معايا أماكن عملنا وهي بتسهل علينا حياتنا اليومية، وبتخليها أكثر سلاسة في موضوع بسيط لكن أساسي عند أي ست ومافيش مهرب منه زي ده. ممكن كمان يكون مكان العمل جاهز ببقية مستلزمات البيريود؛ يعني لو شرائط الكيتوفان متوفرة في الصيدلية، وباكيتات النعناع بنفس وفرة الشاي والسكر؛ لو كانت هناك مناقشات مفتوحة عن طلبات الستات في مقر العمل، أكيد هيتحسن الأداء الوظيفي لمعظمهن، وثقتهن في مقر عملهن هتتزايد. الشركات العظيمة بتهتم بأدق التفاصيل لموظفيها، وفي كيان عملاق زي Apple اكتشفت باحثة في موضوع سياسة البيريود في مجال العمل، إن كل الحمامات مليانة عن آخرها بالفوط الصحية والتامبونز… آمال عالية لكن مش بعيد ما وفروا البين باجز عشان دلع الموظفين.. هنيجي عند الأسياسيات ونتكسف؟
وطبعا، الموضوع مش محاولة للستات إنهن يتهربن من العمل وياخدوا أجازات وخلاص بحجج شهرية دورية؛ الموضوع أهم بكثير من التفكير في مين هيغيب وليه، لازم نفتح مجال من الشفافية والانفتاح لمناقشة مواضيع حساسة زي البيريود بدون حساسية، ومحاولة نقلها من إطار الخارق للطبيعة إلى العادي لإن دي الحقيقة.
أما بالنسبة للنسوية الحقيقية، فبتبدأ من مساندة الزميلات لبعضهن البعض، مش بالانستجرام فوتوز؛ بالأفعااال!
المصادر: huffingtonpost menstrupedia fastcompany wash-united ibtimes