.
ليه وإزاي؟

النوم وأهميته لصحتنا النفسية والجسدية يا ناس!

كتب: أحمد حسين

مبدئيًا، خليني أقول إني بحب النوم جدًا، بحبه كفعل في أغلب الأوقات مابيحتاجش مجهود، وفي نفس الوقت جميل ومريح وهادي. النوم مش مجرد فعل بنعمله بشكل غير واعي وخلاص، ده كمان مهم جدًا لحالتنا الصحية سواء الجسدية أو النفسية، للدرجة اللي تخلّي 3 علماء (جيفري هول ومايكل روباش ومايكل يونج)، يكسبوا جائزة نوبل في الطب سنة 2017 عن طريق ما يُسمى بالـ “نظم اليومي – Circadian Rhythm”. إيه ده بقى.. خليكوا معايا

الصورة: Wikipedia

النوم وصحتنا يا ناس!

“النظم اليومي” اللي العلماء التلاتة دول أخدوا عليه نوبل هو ببساطة العمليات الحيوية اللي بتتم على مدار اليوم زي الهضم والنوم، وفقًا لإيقاع الساعة البيولوجية مع البيئة المحيطة. يعني ببساطة أكبر، الصبح بنصحى وبيكون عندنا طاقة أكبر _المفروض_ لأن المخ بياخد إشارات من العين إن الشمس موجودة، وده الوقت اللي بيقلل فيه إفراز هرمون الميلاتونين (الخاص بالنوم) وبالتالي بنفوّق ونصحى ونبقى في كامل تركيزنا، وبالليل التركيز بيقل وبننعس علشان المخ بيعرف إن الضوء قل، وبالتالي بيفرز ميلاتونين علشان ده وقت النوم.

اعرف أكتر| الموبايلات وصراع الساعة البيولوجية!

طيب ده مهم في إيه؟ مهم في تنظيم كل العمليات الحيوية اللي بتحصل في جسمك، واللي قلة النوم ممكن تأثّر عليها بشكل واضح. أيوة ما إحنا فاهمين الكلام ده إيه الجديد؟ الجديد إن النوم بدأ يُلتفت له علميًا، مش على إنه نشاط سلبي بنعمله لما بنكون تعبانين أو متضايقين وبس، بل على إنه نشاط إيجابي ومهم، بيحتاجه الجسم علشان يجدد خلاياه، ويجدد نشاط النواقل العصبية في المخ. بصريح العبارة، النوم مهم زي الصحيان.

الصورة: Public Domain Pictures

هتقدروا أهمية النوم بشكل واضح في أمراض زي الأرق (Insomnia)، وللي مش عارف، ده مرض بيسبب قلة النوم أو النوم بشكل متقطّع. أما اللي بيسبب عدم النوم، فده نوع من أنواعه واسمه “الأرق الوراثي المميت – Fatal Familial Insomnia”، اللي بيسبب تيبّس العضلات وفقدان الشهية وأعراض قاسية كتير، وللأسف مالوش علاج للأسف وبيؤدي في النهاية للموت.

اعرفوا أكتر| 8 حقائق «زائفة» عن النوم!

فالموضوع مش بسيط، ومش هزار ومش حاجة بنعملها كده بشكل دوري ومتعودين عليها وخلاص. النوم حاجة مهمة جدًا يا جماعة لازم نديله وضعه وحقه ونتعامل معاه باهتمام واحترام. وماقصدش أنصح، أقصد ألفت انتباهي وانتباهكم لحاجة مهمة زي دي. ممكن حد يفكر ويقول: “أيوه يعني، لو مانمناش يوم ولا اتنين هيحصل لنا إيه يعني؟” وعنده حق، خلونا نشوف ممكن يحصل إيه.

النوم = صحتنا النفسية وأعصابنا

لو فرضنا إن في شخص بيشتغل عدد ساعات كبير، ليكن 16 ساعة يوميًا، قول في 4 ساعات صحيان وغدا ونسكافيه ومواصلات، بقوا 20 ساعة يوميًا، وبينام 4 ساعات بس. ببساطة لو جسمه ماخدش كفايته من النوم، هو مُعرّض للإصابة بأمراض زي الاكتئاب واضطرابات القلق، وبحسب جامعة هارفرد، الأرق وقلة النوم كانوا سبب رئيسي في حوالي 27% من حالات اضطراب القلق، وحوالي 69% من حالات الاكتئاب، ودي أرقام كبيرة وتخض.

اعرف أكتر| معجزة الأكل .. طبق ملوخية يحميني من الاكتئاب؟

الصورة: LifeHacker

ده غير التأثيرات الأقل وطأة، زي الصداع والزغللة والشعور الدائم بالإرهاق، اللي في النهاية بيتسببوا في عدم أداء مهامك خلال اليوم بشكل طبيعي، زي إنك ماتبقاش عارف تشتغل كويس، أو مش مركّز في السواقة، أو مش قادر تتفاعل كويس مع أصدقائك، أو حاسس بالعصبية والتوتر أغلب الوقت، ودي كلها حاجات مؤثرة على المستوى الاجتماعي، وكمان على المستوى العملي.

على جانب آخر، النوم ضروري جدًا ومفيد في تشكّل هرمون التسيتوستيرون (هرمون الذكورة)، اللي له دور مهم جدًا في بناء العضلات وكثافة العظام، واللي لو مابيُنتجش بشكل جيد، هنصاب بإجهاد في العضلات، وده هيخلينا برضه مش قادرين حتى نتمشى لحد التلاجة نشرب ميّه. ده غير إنه هيأثّر على الحياة الجنسية، فممكن يزوّد التوتر بين الأزواج، اللي هو زيادة أساسًا بسبب قلة النوم وأسباب أخرى، وبالتالي يؤدي لنتايج سيئة جدًا ومش مطلوبة.

إيه العمل في الوقت ده يا صديق؟

السؤال المهم هنا، نعمل إيه؟ مبدئيًا أول حاجة نفكّر فيها في حالات الأرق واضطرابات النوم المستمرة هي إننا نزور طبيب مختص، علشان نقدر يشخّص ويحدد الحالة ويقول لنا على العلاج. ثانيًا، ممكن نحاول نجرب بعض الحاجات اللي ممكن تفيدنا، لو بنعاني من النوم القليل.

الصورة: Bustle
  • نحاول على قد ما نقدر نثبّت وقت معيّن للنوم والاستيقاظ، وبكده جسمنا يتعود على تنظيم عملياته الحيوية في أوقات محددة، فيعمل العمليات دي بصورة أفضل، وبكده صحتنا الجسدية ونظامنا المناعي يبقى أحسن.
  • نحاول مانشربش حاجة فيها كافيين قبل وقت النوم، سواء قهوة أو شاي أو بيبسي، وممكن نستبدلها بميّه، أو مشروبات سخنة اللي بتتعمل مع أو بالأعشاب الطبيعية، وبتساعد على النوم زي الكاموميل أو الينسون.
  • نحاول ماندخلش على فيس بوك أو نتفرج على التليفزيون قبل ما ننام، علشان تأثير الضوء اللي خارج من الشاشة على المخ، بيخليه يقلل من إفراز هرمون الميلاتونين اللي بيساعد جسمنا على الارتخاء. ويُفضّل مايكونش في تليفزيون في أوضة النوم، وتكون خاصة بالنوم والراحة وبس.
  • نحاول نلعب رياضة بشكل يومي، أو أي نشاط جسدي عمومًا زي المشي، علشان ده بيساعد جسمنا على الارتخاء أكتر، فنقدر ننام عدد ساعات مناسبة لجسمنا، ومانصحاش متكدرين ومش فايقين.
  • لو في مشاكل في التنفس ممكن تؤدي لصعوبة النوم، يُستحسن نعمل تمارين للنفس والاسترخاء قبل النوم، اسمها “Relaxation Techniques” هتلاقوا منها على يوتيوب كتير، ولو المشكلة كبيرة وماتحلّتش ساعتها لازم نزور الطبيب.
  • نحاول نعامل النوم على إنه شيء إيجابي في يومنا، ونستعد له ونهيأ جسمنا له، ونستمتع بيه ونديه وقت مناسب، ومانتعاملش معاه على إننا بنلجأ له وقت التعب والضيق بس، ده فعلًا هيحسّن من شعورنا بيه وبالتالي هيحسّن من نومنا.

وفي النهاية، أتمنى فعلًا نتعامل مع النوم على إنه شيء إيجابي ومهم في حياتنا على قد ما نقدر، علشان نقدر نحس بتحسّن في صحتنا النفسية والجسدية خلال اليوم، ومانحسش إننا بندور في ساقية، بلا راحة ولا هدف.

وفي نهاية المقال، لازم أوجه شكر خاص للدكتور همام يحيى، على البوست اللي كتبه عن نفس الموضوع، وفتح لي مجال أكبر ومساحة أوسع من البحث عن العلاقة بين النوم والصحة النفسية.


المصادر: sciencedaily nobelprize healthline harvard

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى