أنا أم لشاب جميل مصاب بمرض نفسي!
كتبت: نجوى رسمي
أنا أم لشاب جميل مُصاب بمرض نفسي. مرض ابني يُصنف كأحد أمراض اضطرابات الشخصية؛ اضطراب وجداني ثنائي القطب. أحكي هنا عن تأثير المرض عليّ شخصياً، فابني مستقر _حالياً_ ويتناول أدويته بانتظام، ويدرس بأحد كليات القمة.
أنا من أسرة بسيطة، والدي فني ميكانيكا ووالدتي فني معمل. لم نسمع في أسرتنا كلمة المرض النفسي من قبل، بل تعودنا أن نسمع كلمة مجنون! حال معظم مجتمعنا _للأسف_ يوصم المريض النفسي ونعتبره مجنونًا. مع العلم أن الجنون وصف غير علمي وغير دقيق بالمرة.
اعرف أكتر| الفرق ما بين المرض النفسي والعقلي والعصبي
لم أترك كلمة مكتوبة عن مرض ابني إلا وقرأتها، مع الحرص المستمر على سؤال طبيبه وكل أطباء المستشفى المُعالج عن المرض، وعن أسبابه، وكيفية تجنب نوبات المرض والتي تُسمى “تروما” أي الصدمة النفسية.
معايشة المرض
كأم.. أعيش مع الإحساس بالذنب المتواصل. أعود بالذاكرة لسنوات طفولته وطفولتي، إحساس مستمر بلوم النفس والتأنيب على كل كلمة تفوهت بها أمامه، وسببت له ألم أو جرح. كنت أتصور وأسعى دائماً للكمال. حلم كل أم أن يكون ابنها سيد هذا العالم. لكن اكتشفت أنه خطأ كبير. يجب أن نربي أبنائنا على القيم الأخلاقية مع ترك مساحة كبيرة لهم من الحرية في اتخاذ كل القرارات. يجب أن نتقبل الخطأ والعيوب في شخصياتهم. تصالح مع كون ابنك إنسان يخطئ ويصيب.
في حديثنا الشهري، يخبرني الطبيب بأن علاقة الإنسان بأمه هي انعكاس لعلاقته بنفسه، أما علاقته بأبيه هي انعكاس لعلاقته بالله سبحانه وتعالى. أحد أسباب المرض للأسف؛ كانت تعرض ابني لمشهد صادم، مشهد وفاة والده، انشغلنا جميعاً في الحدث نفسه ولم ننتبه لتأثيره عليه هو شخصياً.
تجربة مرض الأبناء عموماً صعبة، وأعتقد ان المرض النفسي أكثر خطورة وألماً من المرض العضوي بسبب وصمة المجتمع، وعدم كفاءة الأطباء في هذا المجال، أن تجد طبيباً حكيماً في مصر حالياً لهو أمر شديد الصعوبة، مع تحول أسمى مهنة لتجارة رابحة للأسف.
كأم.. أريد أن أراه دائماً سعيد ومستقر، أعيش وسط بحر من الهواجس والأسئلة، هل سيجد الحب؟ كيف أوفر له بيئة عمل بل بيئة حياة خالية من كل أشكال الضغط النفسي؟ أعرف جيداً انه حلم صعب المنال… ولكني أحاول.
اضطراب ثنائي القطب
أما عن الاضطراب الوجداني ثنائي القطب، فهو مرض شهير في علم النفس، يعرف أيضا بالهوس الاكتئابي ويعتاد الشباب أن يطلقوا عليه “بايبولار” نسبةً لاسمه بالإنجليزية “Bipolar disorder”. معظم الفنانين وأصحاب المواهب مصابين بالمرض للأسف، وسجلت الاحصائيات العديد من حالات الانتحار بسبب المرض. أسباب المرض 30% منها أسباب وراثية، ويوجد نسبة من المرضى أُصيبت بالمرض بعد فترات اعتقال وتعذيب في السجون. الضغط النفسي عموماً سبب شائع للعديد من الأمراض النفسية.
اعرف أكتر| الهوس الاكتئابي: طريق السعادة والحزن رايح جاي!
كطفل، لم تظهر أي أعراض للمرض حينها أثناء فترة الطفولة والمراهقة، فقد تم تشخيص المرض بعد تعرضه لذلك الحادث الأليم، والذي أدى إلى إصابته بصدمة عصبية شديدة. أخبرنا الطبيب المعالج أن الحادث كان بمثابة الضوء الكاشف لاكتشاف مرض كامن لم نلتفت أبداً لوجوده، فقد كنا نتصور ميله للمشاكسة ولفت النظر هو عرض لفترة المراهقة ولكن اتضح أنها أحد علامات الاضطراب الوجداني.
كأي مرض نفسي، لايجب أن يتعرض المريض لأي شكل من أشكال الضغط النفسي، كما يجب أن يُعامل بشكل طبيعي ولا يتم تمييزه عن أشقائه بالسلب أو الايجاب؛ إذا أخطأ يتم عقابه كالجميع، تلك كانت تعليمات الطبيب. حذرنا الطبيب من تكرار التروما، وهي نوبة الهياج العصبي، حيث تتكرر سنوياً في نفس موعد حدوثها أول مرة، لذا يجب الحرص على تناول الدواء في هذه الفترة بالذات وعدم تغيير جرعات العلاج. يخبرنا الطبيب ويؤكد على شغل وقت الفراغ ، فـ “نفسك إن لم تشغلها بالحق، شغلتك بالباطل”. معظم مرضى الاضطراب الوجداني ثنائي القطب، يمتلكون نزعة فنية وهوايات، ممارسة الرياضة أيضاً في منتهى الأهمية.
معروف طبعاً أن شهادة الأم في ابنها مجروحة، ولكن “مؤمن” وبكل صدق من أجمل الشخصيات، فهو مُحب للخير والناس. لم أعرف هذا الجانب فيه إلا بعد ذهابي للكلية للحصول على أجازة مرضية، حيث اكتشفت أنه يقوم بأعمال خيرية سراً وبدون إعلان، لذا تحرسه عين الله التي لاتنام، فلقد تقبل المرض بصدر رحب، وكما أقول دائماً، أن الله يمنح العطايا السماوية مع الابتلاء . أما عن أخوته، فيحرصون دائماً على تشجيعه ومساندته رياضياً ومعنوياً. فأي مرض عضوي أو نفسي على وجه التحديد، يحتاج فيه الشخص لأهله مساندتهم ودعمهم، ونحن نحاول وسنظل …..والله المستعان.
معي bipolar desorder desactive
اريد عندا النكسا ماذا اذي او اخذ دواء لكي لا يتاخر وقت ال dowen وتمر خفيغة