.
ليه وإزاي؟

هلاوس القراءة: هل الأصوات اللي بسمعها دي في دماغي بس؟

كتب: أحمد حسين

بعيدًا عن كل ما توصل إليه العلم والعلماء من تشريح وفهم للجسم البشري وطريقة المخ في إدارته، إلا أن هناك بعض الأشياء والمواقف لازالت محيرة لنا جميعًا، مثل سماعنا لأصوات في أثناء قراءة رواية أو مجموعة قصصية، فهل تعني هذه الأصوات أن خيالنا قادر على خلق موسيقى تصويرية في مخيلاتنا لما نقرأه تمامًا كما يخلق صورًا بصرية أم أننا فقط مجانين لا أكثر ولا أقل؟

أجريت دراسة على شبكة الإنترنت تقول أننا لسنا مجانين، وأننا لسنا وحدنا الذين نسمع هذه الأصوات، فهناك الكثير من البشر يستمعون إلى أصواتٍ في أثناء القراءة. غالبًا يرتبط سماع الأصوات بمرض يسمى الهلاوس السمعية، بمعنى أنك تسمع أصواتًا لا أصل لها في الواقع وتتفاعل معها، لكن سماع الأصوات في أثناء القراءة شيء مختلف، حتى لو كانت هذه الأصوات التي نسمعها مختلفة عن صوتنا الذي نعرفه.

وجدت الطبيبة النفسية ”روفني فيلهاور“، بجامعة نيويورك، 160 منشور على موقع (Yahoo! Answers) يتحدثون عن هذا الأمر، وأنهم جميعًا يسمعون أصواتًا تتحدث داخل عقولهم أثناء القراءة. كما وجدت كذلك أن 82.5% من البشر الذين نشروا على الموقع قصصهم يستمعون إلى صوت أو أكثر أثناء القراءة. بعض هؤلاء البشر افترضوا أنهم بخير، لكن 10.6% فقط هم من قالوا أنهم لم يستمعون إلى أي أصوات في أثناء القراءة ابدًا، في تأكيد على كونهم طبيعيين.

البعض قال بأنه سمع صوتًا واحدًا في أثناء القراءة، والبعض الآخر قال أنهم سمعوا عِدة أصوات، كما تمكن بعضهم من أن يصف الأصوات التي سمعها من حيث العمق واللكنة، بالإضافة إلى البشر الذين ذكروا هذه الأصوات على أنها أصواتًا مرعبة.

عمومًا، رأي فيلهاور يُعتبر منصف لهؤلاء الذين يستمعون إلى بعض الأصوات في أثناء القراءة، فنتيجة بحثها دعّمت الفرضية التي تقول أن الهلاوس السمعية التي تصيب البشر في أثناء القراءة ما هي إلا أصواتًا بداخل الإنسان فقط والتي يتم تعريفها بالخطأ على أنهم تخص شخصًا آخر.

لذلك، عندما تبدأ في قراءة رواية ما، وتسمع أصواتًا حولك، اطمئن، هذه الأصوات هي فقط أصواتًا بداخل عقلك. لكن إذا زاد الأمر عن الحد وبدأت في سماع هذه الأصوات بلا قراءة أو بعد انتهاءك من الرواية، فمعنى ذلك أنك قد تحتاج لرؤية الطبيب.


المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى