تحلية بسعرات أقل: هل السكر الصناعي أفضل لصحتك؟
كتب: أحمد حسين
كل فترة بتظهر دراسة جديدة، بتقول إن استهلاك السكر (السكروز) بشكل كبير بيتسبب في مشكلات صحية كتير، زي أمراض القلب والسمنة المفرطة وداء السكر (السكري) من النوع الثاني. لذلك بدأت بعض شركات السكر والمشروبات الغازية تعلن عن منتج جديد، وهو السكر الصناعي منخفض السعرات، اللي هتقدر تستهلكه من غير ما تُصاب بالسمنة ويساعدك كمان على خسارة الوزن. فهل الكلام ده حقيقي؟
اعرف أكتر| عايز تخس؟ اهدم العشر خرافات دول!
بداية السكر الصناعي
السكر الصناعي اكتُشف بالصدفة البحتة، ومش مرة ولا اتنين، تلات مرّات العلماء يلاقوا مركبات كيميائية لتصنيع السكر. مرة سنة 1897 لما اكتُشف السكارين (Saccharin) من تجربة على القطران، ومرة سنة 1937 لما اكتُشفت سيكلامات الصوديوم (Sodium Cyclamate) من تركيب دواء لعلاج الحُمّى، ومرة أخيرة سنة 1965 لما اكتُشف الأسبرتام (Aspartame) من تركيب دواء لعلاج قرحة المعدة. لو حبيتوا تعرفوا تفاصيل أكتر عن قصة اكتشافهم ادخلوا هنا.
من بداية التسعينات تقريبًا بدأ ظهور السكر الصناعي بقوة في منتجات كتير، أشهرها المشروبات الغازية ذات السعرات الحرارية القليلة، اللي بدأ الترويج ليها بإنها حلوة وفي نفس الوقت مش مؤذية وهتساعدك تفقد الوزن، وكذلك أنواع كتير جدًا من السكر الصناعي ذو السعرات الحرارية القليلة. يعني ممكن ناكل كيكة ونشرب بيبسي من غير ما يبقى فيه خطورة على صحتنا صح؟ خلونا نعرف الإجابة.
علشان يجاوب العلماء على السؤال ده، عملوا دراسات كتير جدًا، كلها بتدور حوالين أسئلة زي هيحصل إيه لو بطلت استعمل السكر واستعملت سكر صناعي بداله؟ وإيه مدى تأثير ده على النظام الغذائي الخاص بيا؟ وساعتها ظهرت الخلافات بين العلماء، ناس تقول أيوة مفيد فعلًا وده بيشجع الشركات على الاستمرار في إنتاجه أكتر، وناس تقول لأ مش مفيد. طيب آخر كلام إيه؟
الدراسات بتقول إيه؟
أول صدمة للمجتمع فيما يخص المركبات الكيميائية الخاصة بصناعة المُحليّات الصناعية كانت مع سيكلامات الصوديوم، لما خرجت دراسة سنة 1969 بتقول إن المادة أصابت فئران التجارب بسرطان المثانة، وده اللي خلّى إدارة الغذاء والدواء (FDA) تمنع استعماله في صناعة السكر لحد دلوقتي. لكن بعدها ظهر العديد من الدراسات اللي بيقولوا إنه آمن فيما يخص السرطان، هو والمركبات الكيمائية الأخرى. جميل، يعني هينفعنا فعلًا في خسارة الوزن؟
سنة 2014 اتعملت دراسة كبيرة على عدد كبير من الناس، علشان يشوفوا هل فعلًا المُحليّات الصناعية ممكن تساعدنا في خسارة الوزن ولا لأ؟ واكتشف الباحثين إنها مؤثرة بنسبة بسيطة جدًا جدًا، يعني ممكن تؤدي لخسارة 800 جرام خلال فترة الدايت (شهر أو أكثر). ده غير إن بعض الناس كانوا ممكن يكتسبوا وزن خلال التجارب دي مش بس يفقدوه. ليه ممكن يحصل ده رغم السعرات الحرارية القليلة؟
ببساطة السبب في إن بعض الأجسام مابتبقاش عارفة إزاي تتعامل مع السكر الصناعي. بالأساس، تأثير السكر على مخ جميع الثدييات، بيكون إنهم بيستهلكوه علشان ياخدوا الطاقة اللازمة للنجاة. بعض العلماء بقى قالوا إن لما المخ يلاقي تحلية ومايلاقيش سعرات حرارية ياخد منها طاقة بيبدأ يرتبك، والارتباك ده بيأثر على مناطق الجوع والشبع في المخ، فجسمك مابيبقاش عارف امتى يقول لك إنك شبعت، وبالتالي بتاكل أكتر بكتير من المطلوب.
دراسة كمان اتعملت سنة 2014 واتنشرت في مجلة “Nature”، بتقول إن السكارين اللي في السكر الصناعي أثّر بشكل سلبي على بكتيريا المعدة الخاصة بالفئران. والأغرب بقى لما العلماء نقلوا البكتيريا دي لفئران خالية من البكتيريا (فئران مولودة في المعمل ومحفوظة بشكل مخليها خالية من البكتيريا)، وبعد النقل لقوا إن الفئران دي -من غير ما يستهلكوا أي سكريات- بدأتتظهر عليهم أعراض مرض السكر.
اعرف أكتر| الوزن المثالي يبدأ بتمرين المخ!
انقسام انقسام
الدراسات دي خلقت حالة من الجدل بين العلماء، جزء قال إنه مفيش أي حاجة تخلينا نقول إن الدراسات دي تنطبق على البشر، لأنه ببساطة القوارض/الفئران مش بشر، وده شيء غريب الحقيقة لإنهم فئران تجارب بالأساس عشان نختبر عليهم المركبات الجديدة. ومع ذلك جزء آخر من العلماء قالوا إنه لأ، فيه دراسات اتعملت بالفعل على البشر، لكنها دراسات مراقبة مايقدروش يجبروا فيها البشر على تعاطي السكر الصناعي بكثرة لأسباب أخلاقية. والدراسات البشرية دي أثبتت إن تأثيره على البشر كان سلبي.
ودعموا رأيهم ده بدراسة اتعملت سنة 2017 على أكتر من 64 ألف ست، والباحثين اكتشفوا إن اللي فيهم بيستهلكوا كميات كبيرة من السكر الصناعي غالبًا بيطوّروا داء السكر من النوع الثاني، بنسبة 21% أعلى من اللي مابيستهلكوش كمية كبيرة منه. وهنا بقى تدخل الفريق المخالف للكلام ده، وقالوا إن دي حالة بيُطلق عليها “السببية العكسية – Reverse Causation”.
يعني إيه بقى السببية العكسية دي؟ يعني يقصدوا إن استهلاك السكر الصناعي بكميات كبيرة مش السبب في الإصابة بداء السكر من النوع الثاني، إنما الإصابة بداء السكر هو السبب في زيادة استهلاك السكر الصناعي. ودعموا رأيهم بدراسات اتعملت سنة 2011 على 40 ألف راجل، وقالوا الباحثين إن استهلاك السكر الصناعي لوحده مش السبب، وإنما الوزن والوراثة وعوامل أخرى ليها دور في الإصابة.
وبعد الكثير من الدراسات اللي رايحة، والدراسات اللي جاية، قرر العلماء إنهم يقولوا إن الموضوع مُعقد، وإن الحسابات مش دايمًا هتقدر تحسم المواجهة لصالح دراسة منهم. جميل، العلماء اتفقوا إن الدراسات الغذائية على البشر صعبة، طب الناس اللي بيستهلكوا المُحليّات الصناعية برضه يعملوا إيه؟
نستعمله ولا مانستعملوش؟
خلينا نقول إن الحقية المتفق عليها بعيدًا عن الجدل، هي إن السكر الصناعي مش حل سحري لإنقاص الوزن. وإنك لو بتستعمله بدل السكر علشان تقلل وزنك، فالأفضل إنك تقلل استهلاك السكريات عمومًا، سواء سكر صناعي أو عادي بقى. استعمال أي شيء بمعدل منضبط أفضل من استعمال المنتجات اللي بيقولوا إنها خاصة بالدايت بكميات كبيرة. فيعني حابب تستعمله براحتك، مش حابب برضه براحتك، الأهم بس إنك ماتستعملوش بكميات كبيرة.
اعرف أكتر| هي كيرفي، إذن هي سيكسي!
المصادر: youtube harvard healthline nature