رقمًا قياسيًا لمايكروسوفت في تخزين البيانات على الـDNA
كتبت: مها طـه
أعلنت شركة مايكروسوفت يوم الخميس الماضي أنها سجلت رقمًا قياسيًا جديدًا من خلال تخزين 200 ميجابايت من البيانات على خيوط من الحمض النووي الاصطناعي، أي ما يُعادل 20 ضعف الرقم القياسي السابق.
في أبريل من هذا العام، اشترت مايكروسوفت للبحوث 11 ألف جزئ من الحمض النووي الاصطناعي حسب الطلب من ”تويست للعلوم البيولوجية“، وبدأت في العمل عليها في سان فرانسيسكو. تنطلق هذه الفكرة من فكرة استخدام جزيئات الحمض النووي كوسيلة لتخزين كميات هائلة من البيانات، وخلافًا لمعظم الوسائل التكنولوجية الحالية لتخزين البيانات، فإن البيانات التي يتم تخزينها على الحمض النووي تبقى سليمة وقابلة للقراءة لمدة من ألف إلى عشرة آلاف سنة.
كانت مايكروسوفت قادرة على تشفير ثم فك شفرة مجموعة من البيانات على شريط من الحمض النووي، بما فيها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان مكتوبًا بأكثر من 100 لغة، وأعلى 100 كتاب في المجال العام من مشروع جوتنبرج، وقاعدة بيانات كاملة لـCrop Trust’s seed، بالإضافة لمجموعة من الفيديوهات والموسيقى.
قد يبدو 200 ميجا بايت من البيانات كرقم صغير، ولكن في النهاية، فإن جهاز كالآيفون مثلًا يحمل 16 جيجابايت من البيانات، أو 16 ألف ميجا بايت. وبالنظر لمتوسط سعر الجيجا بايت والذي ينخفض عن 0.03 دولار في عام 2016، فإنه أرخص وأسهل من استخدام فكرة مجنونة كالحمض النووي، وهذا ما دعى مايكروسوفت للتفكير بشكل أكبر.
في البداية فإن أحد اهم مميزات الحمض النووي في التخزين هو قدرته الأرشيفية على التخزين، حيث أن البيانات تترتب بشكل معين يسهل معه استرجاعها في أي وقت، كما أنها لا تتحلل بمرور الوقت. في حين أنها سوف تأخذ وقت طويل قبل أن تصبح هذه الوسيلة سريعة ورخيصة مثل الأقراص الصلبة المُستخدمة في الهواتف الذكية، فإن الحمض النووي لديه قدرة مثالية على تخزين الملفات الكبيرة كالأفلام والفيديوهات، لمدة طويلة من الزمن.
لهذا السبب تم اختيار الكتب وأشرطة الفيديو لهذا المشروع بالذات، قالت مايكروسوفت إنه لتسليط الضوء على كيفية استخدام الحمض النووي لتخزين البيانات بما يحفظ الهوية والحضارة لفترة طويلة، حتى في ظل تغير وتحديث تكنولوجيات أخرى للتخزين، ففي النهاية ما دام هناك بشر سيكون هناك حمض نووي وعلى الأرجح أيضًا الأدوات اللازمة لتحليله.
وفقًا لتقدير أبحاث مايكروسوفت، فإن الملليمتر مكعب من الحمض النووي يمكن أن يُستخدم في تخزين مليار جيجابايت من البيانات، ولكن العلم يقف أمام عقبة تخزين كل هذا القدر من البيانات، لإنه في الواقع مازال من الصعب جدًا تخزينها من الأساس.
تخزين البيانات على الحمض النووي يمكن أن يكون مفيدًا بشكل خاص مع تصاعد عصر الهواتف الذكية، بما يعني أننا يمكن أن نوّلد المزيد من الصور والفيديوهات والموسيقى. في حين أن هذه التكنولوجيا حقيقية جدًا، فإن العلماء يحتاجون إلى معرفة أفضل الطرق لتشفير البيانات بسرعة وتلقائية في الحمض النووي.
حتى الآن مازالت عملية تخزين البيانات بطيئة وشاقة، وهذا هو السب وراء تخزين حوالي 200 ميجابايت فقط، ومع ذلك فإن العلماء واثقون من أن الطريقة التي تطورت بيها الأقراص الثلبة وغيرها من وسائل التخزين على مر السنين، ستحدث أيضُا مع الحمض النووي.
المصادر: