التنويم المغناطيسي: «أنا مش قصير أوزعة أنا طويل وأهبل»
كتب: أحمد حسين
في الأفلام والمسلسلات، سواء الأجنبية أو العربية، بيظهر التنويم المغناطيسي، كفعل من طبيب نفسي في الأغلب، تجاه أحد مرضاه، علشان يعمل لهم غسيل مخ، فيخليهم يعملوا حاجات بغير إرادتهم الحرة، زي فيلم المنزل رقم 13 مثلًا، لما محمود المليجي نوّم عماد حمدي مغناطيسيًا علشان يقتل شخص ما.
في أفلام أو مسلسلات تانية التنويم المغناطيسي فيها بيكون وسيلة للإقناع بأشياء مش حقيقية، زي مشهد عبد المنعم مدبولي في فيلم ”مطاردة غرامية“، لما وقف قدام شخص بيعاني من قصر القامة وعايز يطول، ففضل يحرّك ساعة كاتينة قدامه، وخلاه يردد جملة ”أنا مش قصير أوزعة، أنا طويل وأهبل“، وأقنعه إن طوله زاد خمسة سم!
لكن هل التنويم المغناطيسي حقيقي؟
ببساطة أيوه، التنويم المغناطيسي حقيقي، بس هو مش زي ما بيظهر في التليفزيون والسينما كده، يعني هو مش عبارة عن شخص بيفضل يقول كلام وهو بيحرك شيء أو ساعة دائرية قصاد عين الشخص، وبعدين يسقف فيناموا كلهم والكلام ده. بالعكس، المفروض في حالة التنويم المغناطيسي دي بيكون الشخص منتبه، بس لشيء واحد فقط، بل يمكن كلنا بنتعرّض للتنويم المغناطيسي غالبًا بشكل يومي.
طيب إزاي بنتعرّض للتنويم المغناطيسي؟
التنويم المغناطيسي بيكون أشبه بأحلام اليقظة اللي بتنتابك لما تسرح، أو حالة الاستغراق والتركيز التام في شيء زي قراءة كتاب أو مشاهدة فيلم أو مسلسل إنت بتحبه. كل دي حالات تعتبر تنويم مغناطيسي، لأنك بتكون في حالة عقلية بيطلق عليه حالة الغشية (Trance State of mind).
الحالة دي معناها إنك بتكون مركز تركيز كامل مع الكتاب لدرجة إنك بتتخيل كل مشاهده في القشرة الدماغية، أو فيلم مركز معاه تمامًا لدرجة إن القشرة البصرية (Visual Cortex) مش مركزة مع أي شيء غيره، ولو عدى حواليك أي حد، مش هتحس بيه أصلًا، وهتفضل مركز ومستغرق في الحاجة اللي بتتفرج عليها.
طيب ليه الحالة دي اسمها ”تنويم مغناطيسي؟“ علشان إنت بتكون شبه نايم لأنك مابتتحركش ولا بتفكر في شيء، إنت بس مستغرق في الفيلم اللي أشبه في الحالة دي بالنسبة لك بحلم.
ومغناطيسي علشان ببساطة قادر على تحريكك وتحريك مشاعرك حتى وإنت بتتمتع بإرادتك الحرة.
يعني مثلًا لما تتفرج على مشهد درامي مُبكي، مش بتتأثر وتعيط؟ ليه؟ علشان بتتفاعل بكل حواسك مع اللي بتشوفه وبتكون مستغرق فيه.
طيب فرضنا إن بطل الفيلم قال حاجة مستفزة جدًا بالنسبة لك، هتحس إنك متضايق، على الرغم من إنك مُدرك إنه بيمثل، ومُدرك إنه مابيوجهش الكلام ليك من الأساس، بس إنت خلاص تفاعلت مع الفيلم، وبقى بيأثر فيك اللي بيحصل على الشاشة، يعني لو اللي بيحصل ده شيء لطيف هتفرح، لو شيء حزين هتبكي، لو شيء مرعب هتترعب، وهكذا بقى.
يعني، ينفع أروح للطبيب النفسي وينوّمني مغناطيسي؟
أيوه، ينفع جدًا، وساعات كمان التنويم المغناطيسي بيستخدم في حالات زي التخلص من الألم المزمنة أو التخلص من المخاوف زي الفوبيا أو التخلص من ذكريات أليمة ممكن تكون مؤثرة بشكل كبير على المستقبل أو تستخدم في حالات فقدان الذاكرة الجزئي.
فالدكتور ممكن فعلًا يخليك تركز على شيء واحد، ويخليك تتخيل في دماغك سيناريو ما لحد تتخلص من مخاوفك أو تتخلص من ذكرياتك، أو حتى تفتكرها مرة تانية. باختصار، الدكتور في الحالة دي بيدخل للاوعي، ويحاول يخليه يأثر على العقل الواعي.
يعني باختصار يقدر يخليك مثلًا ترفع إيدك، بس مش غصب عنك، كل ده بيحصل بإرادة حرة منك وإنت واعي ومدرك مش نايم يعني، حاجة كده زي ما بتتأثر بالأفلام وبتبكي أو بتخاف أو لما بتحصل حادثة بترجع بدماغك لورا، حاجات بتعملها بإرادتك الحرة تمامًا، بتتنقل من اللاوعي للعقل الواعي، فالدكتور مايقدرش يخليك تعمل حاجة إنت مش راضي عنها.
بس عيب الموضوع ده، إنه ممكن يتم استخدامه بشكل مش أخلاقي، لما الشخص اللي بيقوم بعملية التنويم المغناطيسي يحاول يزرع أفكار وذكريات في دماغ الشخص أو المريض اللي بيكون في حالة استغراق تخليه أشبه بتربة خصبة لأي فكرة مش غسيل مخ طبعًا، بس مجرد دخول الفكرة للاوعي وتخيلها والتفاعل معاها بالمشاعر ممكن يحولها لفكرة واعية في وقتٍ ما.
لكن عمومًا يعني، لو الدكتور قال هيعالج حد بالتنويم المغناطيسي، فمش معنى ده إنه هيخليه يعمل حاجات هو مش راضي عنها، لأنه فعلًا ممكن يكون علاجه في جلسات التنويم المغناطيسي دي، فيعني سيناريوهات أفلام المنزل رقم 13 دي مش حقيقية خالص، وصعب جدًا تتحقق على أرض الواقع.
المصادر: