لو مدمن موبايلك، دوبامينك هو السبب!
كتب: أحمد حسين
الموضوع كالآتي، تخرج مع أصحابك وتقعدوا في مكان ما، تطلبوا أكل أو أي حاجة تشربوها، تتكلموا شوية وتهزروا وتضحكوا شوية، بعدها تيجي فترة بسميها فقرة الصمت العظيم، ودي بتبدأ بعد ضحكة آخر واحد بيتكلم وأول واحد هيقرر يبص في موبايله. مع بداية الموجة التانية _اللي هي بداية النظر في الموبايلات_ بيبدأ الصمت يفرض نفسه كواقع لا يستطيع أحد إنكاره، والكلام والضحك بينسحبوا كبطل مأزوم ومهزوم!
بعض الناس، أو خلينا نكون أكثر تحديدًا، بعض الناس والعلماء بيعتبروا موضوع النظر في الموبايلات ده ممكن يوصل لحد الإدمان، وإنه في ناس كتير ماتقدرش تستغنى عن الموبايل لمدة خمس دقايق مثلًا من غير مايبصوا فيه على الأقل مرة واحدة. طيب الموضوع ده بيحصل ليه أساسًا؟ ”د. ديلان راستون“ طبيبة أمراض الباطنة، قالت إن موضوع إدمان الموبايل ده مشكلة عامة ومنتشرة بشكل كبير جدًا بين البشر، والسبب يرجع للدوبامين!
السبب في إنه في حاجة اسمها إدمان موبايل هو الدوبامين، واللي بيعتبر هرمون السعادة والمتعة. طيب إيه علاقة الدوبامين بالموبايل من الأساس؟ د. راستون كان رأيها إنه إحنا لما بنبص في موبايلاتنا، غالبًا بيحصل حاجة من الاتنين، إما إننا بنشوف حاجة تعجبنا (معلومة جديدة مثلًا أو صورة حلوة)، فبنفرح أو بيكون في حد بنحبه بيكلمنا، فبنحس إنه في حد مهتم بينا وبنتبسط، وطالما بنفرح يبقى المخ بيفرز الدوبامين.
لذلك، بنحس إننا كل شوية محتاجين نحس بإحساس الاهتمام الممزوج بفرحة ده، فنقوم نبص في موبايلاتنا معظم الوقت. علماء نفس قالوا إن إحساس إن حد يعجبه اللي إنت بتعمله على مواقع التواصل الإجتماعي، بيخليك واثق في نفسك ومبسوط، وده برضه بينتج عنه إن مخك يفرز الدوبامين.
أضافت د. راستون، إن الأمر مش نفسي فقط، الأمر فسيولوجي (بيأثر على أداء وظائف الجسد). في فيلمها ”Screenagers“ بتتكلم فيه د. راستون عن إدمان المراهقين للموبايلات، وبتقول إن عقل المراهقين أو الأطفال دول بيكون متقبل جدًا لإفراز الدوبامين في وقت تعدد المهام، وتعدد المهام ده ممكن يحصل نتيجة إنك بتبص على الموبايل وبتدور في أكتر من تطبيق (Application) في وقت واحد. لذلك الموضوع صعب إن الشخص يبطله.
لكن كون الموضوع صعب، ما يخليهوش مستحيل. في فيلمها بتعرض د. راستون، نموذج لمراهق قال لها إنه علشان يجبر نفسه هو وأصحابه على إنهم مايبصوش في موبايلاتهم طول ما هما قاعدين مع بعض، بيتفقوا إنهم يحطوا موبايلاتهم في نص الترابيزة، واللي هيبص في موبايله أول واحد هو اللي هيدفع الحساب كله، وده بيكون حافز كبير جدًا ليهم إنهم مايبصوش في الموبايل.
بعض العلماء نصحوا بإنه يبقى في فترة معينة، يتفق فيها الأطراف كلها إنهم يبصوا في موبايلاتهم فيها ومايبصوش تاني طول ما هما قاعدين مع بعض. يعني مثلًا، يتفقوا كلهم إنهم يبصوا في موبايلاتهم لمدة 10 دقايق بس، وبعدها يقفلوا الموبايلات ومايبصوش فيها تاني طول ما هما موجودين في المكان مع بعض.
المشكلة الأكبر، إنه في أزواج وزوجات أصبحوا بيشتكوا من الموضوع ده، لدرجة إنه مؤثر على حياتهم بشكل مباشر. والموضوع فعلًا ساعات بيكون مؤثر بدرجة كبيرة مش بس على حياتهم مع بعض لكن على حياة أولادهم كمان. العلماء نصحوا النوع ده من الأزواج، إنهم يحددوا وقت معين للموبايل، وكمان يحاولوا يتكلموا ويتفاعلوا مع بعض بشكل طبيعي أطول وقت ممكن، وإنهم مايعتبروش المشكلة بسيطة وهتعدي، لأنها ممكن ماتكونش بسيطة، ومش هتعدي.
هو الموضوع ممكن في النهاية يكون مش محتاج لطبيب نفسي أو حاجة، بس ممكن تحاول تحط نفسك في اختبار زي ”أنا مش هبص في الموبايل في اليوم كله غير مرة أو مرتين بس“، ولو قدرت تتخطى الاختبار، ده معناه إنك قادر تسيب الموبايل ومش مدمن ولا حاجة، أما لو حسيت بصعوبة الاختبار ده وفشلت، فمعناها إنك محتاج تلحق نفسك وتركز معاها أحسن ما توصل لمرحلة لازم فيها تدخل نفساوي حضرتك.
المصدر