.
ليه وإزاي؟

عن ”العماص“: ابقى اغسل وشك قبل ما تخرج للضيوف!

كتبت: مها طه

أكيد مرة على الأقل فى حياتك اتعرضت للموقف السخيف اللي فيه بتكون لسه صاحيى من النوم بتحاول تستقبل يومك، وتلاقى ماما داخلة عليك بتقول لك ”اغسل وشك قبل ما تقابل الضيوف، ماتخرجش عليهم وعينيك معمصة كده!“ بس ثانية واحدة معلش، هو يعنى إيه عيني معمصة، إيه هو العماص ده أصلًا؟ هذا الشئ العجيب اللى بيظهر فى جوانب عينينا؟

إيه هو العماص؟!

لو جينا نتناقش فى الموضوع ده من الناحية العلمية، هنلاقى إن العلماء نفسهم مش قادرين يسموا ”العماص“ ده بإسم علمى محدد، لكن فى بعض العلماء بيطلقوا عليها اسم ”rheum أو المُخاط“، ورغم إن التعبير ده ضايقني شخصيًأا لارتباط الوصف بحاجات مش عاطفية متعلقة بالمناخير، لكنه بيُستخدم لوصف الإفرازات الخفيفة اللى بتفرزها الأغشية المخاطية فى الأنف أو العين مع بعض، والعماص بيخص العين بس طبعًا.

العماص بيتكون من توليفة لطيفة كدة من حاجات كتير، زى المُخاط، الخلايا الميتة، الزيوت، التراب، والبكتريا طبعًا. كل ده بيتجمع مع بعضه، ويعمل الميكس اللي بتصحى تلاقيه على جوانب عينيك ده، والحقيقة إنه مش مرتبط بس بالناس اللى بتنام لفترات طويلة، إنت عادى ممكن تنام نص ساعة بس و تصحى تلاقي عينيك بالشكل ده، طب ما هو طول الوقت عنينا موجود حواليها بكتريا و تراب و بتفرز مواد مخاطية، ليه العماص مرتبط بالنوم فعلًا؟

العماص مرتبط بالنوم .. ليه بقى؟!

الحقيقة العماص ده موجود معظم الوقت أصلًا، لكن إحنا اللى مش بنبقى واخدين بالنا. العين محتاجة طول الوقت للترطيب عشان تقدر تقوم بوظايفها بشكل جيد، وعشان كدة مُقلة العين بتبقى محمية بطبقة من الدموع فوقها.

الطبقة الدمعية دى بتتكون من جزئين: الجزء الداخلى عبارة عن مخاط مائى، وده اللى بيغطى القرنية وبيخلى العين رطبة طول الوقت، والجزء الخارجى اللى بيتكون من طبقة زيتية رقيقة عشان تقدر تخفظ ترطيب العين وتمنع تبخر المياه منها وبالتالى تحميها من الجفاف.

طبعًا طول ما إنت صاحى عينك بتتفاعل مع اللى حواليها من تراب و بكتريا و غيرهم، لكن كل ده بيتم تنظيفه أول بأول، بفضل الطبقة الدمعية وحركة جفونك طول الوقت، وهو ده السبب فى إننا بنرمش كتير ومن غير ما نلاحظ حتى، لأن هى دى الآلية اللى العين بتنضف بيها نفسها، طبعًا لما بننام مابيبقاش فى حركة للجفون تقريبًا، وبالتالى عملية التنضيف المستمر دى بتقل جدًا.

في الحالة دي الشوائب بتتراكم وبتتجمع مع بعضها وبعديها بتختلط بالطبقة الدمعية والمخاط والزيت اللى فيها، ليتكون الشئ العجيب المُسمى بـ”العُماص“ اللي بيتجمع فى جانب العين لأن العين فى الحالة دي لازم تتخلص من الإفرازات.

 

جدير بالذكر كمان إن العُماص نفسه أنواع، يعني في منه اللي بيبقى جاف وممكن يتفتت لو ضغطت عليه، وفي منه اللي ممكن يبقى رطب ولزج، كل ده طبعًا على حسب نوع الشوائب اللى اتجمعت فى عينيك.

الناس اللى بيكون عندهم حساسية فى العين مثلًا، وخصوصًا فى الأيام اللى إحنا فيها دي و الربيع داخل علينا بترابه وحركاته، دايمًا عينهم بتتهيج وبتكون حمرا وملتهبة ، وبيكون في حالة دعك مستمر فيها، ده غير إنه فى الحالة دى الإفرازات المخاطية فى العين بتزيد عشان تنضف العين أول بأول بصورة أكبر، وطبعًا ده معناه إنهم غالبًا بيعانوا من تكوّن العُماص بشكل كبير. كل اللى فات ده أكيد مقرف لكن السؤال الحقيقى:

يا ترى العُماص ده خطير؟

الحقيقة لأ، لكن لو لقيت الموضوع زيادة أوى، اعرف إن ده دليل على وجود مشكلةٍ ما مش طبيعية، زى عدوى بكتيرية أو انسداد فى الغدد الدمعية، أو غيره من المشاكل. فى الحالة دي، ننصحك تروح لدكتور عيون من غير تأخير.

الإفرازات اللى فى الحدود العادية، اللى بتصحى تلاقيها بعد يوم طويل من العفرة والتراب، أو وإنتِ نايمة بمكياج عينيكِ من غير ما تكوني مسحتيه كويس مش خطر ولا مؤذية بأى شكل، عشان كده ابقى اسمع كلام ماما وماتخرجش للضيوف غير لما تغسل وشك لأن محدش ضامن يا ترى عينك هاتبقى معمصة ولا لأ.


 

المصادر
allaboutvision

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى