طفيليات الشمبانزي تسمح بالخوض في التاريخ التطوّري للملاريا
كتب: أحمد حسين
اكتشف العلماء أصل الملاريا المنجلية الموجودة في البشر عن طريق العثور عليها في طفيليات القردة الأفريقية. قال العلماء أن هذه الملاريا على ما يبدو قد تطورت من واحدة من الأنواع الموجودة في الشمبانزي البري.
تتسبب طفيليات ”المتصورة المنجلية – Plasmodium falciparum“ في ما يقدر بنحو 214 مليون حالة إصابة بالملاريا كل عام، ويُعتقد أيضًا أنها تسببت بمقتل نحو 438 ألف شخص في عام 2015. تعتبر هذه الطفيليات واحدة من عدد قليل من الأنواع المختلفة من المتصورة المنجلية لكن لم يتبين للعلماء السبب الذي يجعل هذه الطفيليات مميتة بشكل خاص.
لذلك قرر العلماء البحث مرة أخرى في تاريخ هذا الطفيل التطوّري، ووجدوه بالفعل في أحد أنواع الغوريلا البرية. ومن المعروف أن القردة الأفريقية بشكل عام لديها ما لا يقل عن ستة أنواع من المتصورات المختلفة التي تصيبهم، ثلاثة منهم يصيبون الشمبانزي وثلاثة يصيبون الغوريلا.
قالت ”بياتريس هان“ التي شاركت في كتابة الدراسة المنشورة في مجلة (Nature)، أن الجواب يكمن في المخطط الرئيسي ”جينوم“ أبناء الشمبانزي والغوريلا. أضافت هان أنهم فكروا في كيفية قفز طفيليات المتصورة المنجلية من الغوريلات والشمبانزي إلى البشر، ولفهم هذه الأمور نظروا في نوعين من المتصورة الموجودة في الشمبانزي.
عُثر على هذين النوعين اللذين لا يمكن تمييزهما عن طريق النظر فقط، ما دفع بعض العلماء للشك في أن هذه الطفيليات انقسمت مع انقسام البشر والشمبانزي منذ حوالي 5 مليون سنة لكن ما أظهرته التحاليل كان مختلفًا، إذ أن الطفيليات التي عُثر عليها كانت مختلفة ومتنوعة وراثيًا، مما يعني أن الطفيل وصل إلى البشر منذ حوالي 10 الآف سنة فقط.
وجد العلماء أيضًا أن هذه الطفيليات لديها القدرة على إصابة كرات الدم الحمراء مما يصعب مهمة الجهاز المناعي في التعرف عليها. المشكلة حاليًا بالنسبة للعلماء أنهم غير متأكدين من كيفية استخدام هذه النتائج في الكشف عن مسائل تطوّر الطفيل عبر الزمن، لكنهم يأملون أن تكون البحوث المستقبلية أكثر إفادة في اكتشاف أنواع من المتصورة المنجلية تكون وثيقة الصلة أكثر وتساعد على فهم الأمر بشكل أكبر حيث يمكنهم الكشف عما إذا كانت الملاريا ستتطوّر أم لا، فيمكنهم حينها إيجاد آلية دفاعية للحد من خطورة المرض.
المصدر: iflscience