البعوض يقتل أحيانًا!
كتب: أحمد حسين
تقريبًا، لا يوجد إنسان على وجه الأرض لا ينزعج من البعوض، صوت الزنّ في أذنيه، سحب الدم من أوردته، والإحساس السيء الذي يشعر به الإنسان بعد سحب الدم منه عن طريق هذا الكائن المزعج، لكن هل هذه أسوأ صفاته؟
بالطبع، جميع الكائنات الحية تلعب دورًا مهمًا في الحفاظ على التوازن البيئي لأن كل كائن له وظيفة معينة يؤديها كي يبقى النظام متوازنًا. في البداية، يجب أن نوضح أن هناك نوعين من البعوض، نوع جائع، ونوع كسول. وبالرغم من وجود أنواع كثيرة من البعوض يتخطى عددها 3000 نوع، إلا أن عددًا كبيرًا منهم لا يهاجم البشر من الأساس.
جدير بالذكر، أن أنثى البعوض هي التي تهاجم دائمًا لتحصل على بروتين الـ”إيسوليوسين“ والذي يوجد في دم الحيوانات بكثرة كي يستطيعوا إنتاج البيض، أما ذكر البعوض فيعيش لمدة 10 أيام كي يتزواج فقط ثم يموت.
البعوض غالبًا ما يختار فرائسه بدقة كبيرة، فالبعوض يبحث دائمًا عن ثاني أكسيد الكربون وحرارة الجسم. بالنسبة لهم، إذا كنت تتنفس، وقلبك ينبض، إذن أنت وجبة شهية، ويجب سحب دمك فورًا. كلما كان الإنسان أكثر تنفسًا وإخراجًا لثاني أكسيد الكربون، كلما تم اختياره بسهولة. نوعان من البشر يتم انتقائهم بسهولة عن طريق البعوض، النساء الحوامل والذين يعانون من زيادة مُفرطة في الوزن بسبب إنتاجهم لثاني أكسيد الكربون بشكلٍ أكبر.
كما يمكن للبعوض تمييز نوع الدم، فكل شخص منّا له نوع دم مختلف نتيجة لوجود الـ”المستضد –Antigen“، والتي تتكون على خلايا الدم الحمراء. يميز البعوض الدم عن طريق السوائل التي تخرج من أجسادنا (سواء عرق أو غيره) مما يتيح للبعوض شمّها. الغريب، أن البعوض يفضل سحب الدم من فصيلة O.
أكبر خطر يمكن أن يمثله البعوض بالنسبة لنا، هو أن يقتلنا أو يصيبنا بأمرض كثيرة، بسبب سحبهم للدم وإمكانية انتقال الأمراض معهم من شخص إلى آخر. يموت حوالي 30 ألف شخص كل سنة بسبب هذه الأمراض المنقولة من خلال الناموس. ومن أخطر الأمراض التي ينقلها البعوض ”المالاريا“، وهي مرض خطير مزمن وعلاجه صعب جدًا، والمشكلة أنه لا ينتقل عن طريق أي شيء إلا البعوض.
المصادر
