البلاستيك والحيتان.. الزيادة تعني النقصان
كتب: أحمد حسين
يوم الاتنين 18 نوفمبر قوات الإنقاذ على واحد من شواطيء أندونيسيا لقوا حوت ميت على الشط. الحوت ماكنش بس ميت لكنه كان متفسخ يعني بدأ في التحلل، وخرجوا من جوه الحوت حوالي 1000 قطعة بلاستيك، منهم 115 كوباية و25 شنطة و4 زجاجات ميّه وشبشبين بلاستيك، بيوزنوا حوالي 6 كيلوجرام. المشكلة مش في الخبر ده وبس، المشكلة إنه بقى خبر عادي ومألوف بقينا نقراه بشكل متكرر وعابر.
إيه هو البلاستيك وبنستخدمه إزاي؟
البلاستيك مادة لدنة بتتصنع من البوليمر (Polymer)، أهميتها بالأساس بتكمن في كونها ممكن تتصنّع على أي شكل من أول جسم العربية مرورًا بقاعدة الحمام والأزايز والشنط وألعاب الأطفال وصولًا إلى فرش الأسنان وجسم اللابتوب. المفروض إن كانت من ضمن أهم مميزات البلاستيك إنه بيفضل موجود لفترة طويلة وبيستحمل، وكمان رخيص وممكن يتم استخدامه أكتر من مرة، بس فعليا المميزات دي في حقيقتها عيوب.
وللمميزات/ العيوب اللي اتذكرت فوق، في آخر 65 سنة أو أكتر بقينا نستعمل فيهم البلاستيك بشكل أساسي. بحسب مقال منشور على الـ BBC صنعنا واستخدمنا ما يعادل حوالي 8.3 مليار طن من مختلف أنواع البلاستيك خلال الفترة دي. متخيل الرقم ده قد إيه؟ يعني ما يعادل ثقل 25 ألف مبني على شاكلة مبنى الـempire state في أمريكا العملاق أوي ده أو بلاش دي يا سيدي.. ما يعادل وزن مليار فيل!
%9 بس من الكمية دي كلها أُعيد إنتاجها مرة أخرى، و12% اتحرقوا، والباقي اللي بيُعادل 79% راح للمحيطات وأماكن من اليابسة، وده عدد كبير جدًا، ومتوقع يوصل لحوالي 12 مليار طن في سنة 2050. ده إيه علاقته بالحيتان؟
البلاستيك والحيوانات البحرية
في بداية 2018، نشرت جريدة الجارديان خبر عن حوت يُدعى (Pilot Whale)، لقوه نافق/ميت في أحد شواطئ تايلاند، وبالع ما يقرب من 80 شنطة بلاستيك، وده اللي خلاه مايعرفش ياكل بشكل طبيعي ولا ياخد الغذا الخاص بيه، فمات في النهاية. والمشكلة الأكبر، إن ده بيحصل مع أكتر من 300 حيوان بحري تاني من الدلافين للسلاحف وغيرهم، واللي معناه ببساطة _وللأسف_ إنه كل ما هايزيد عدد البلاستيك، هيقل عدد الحيوانات البحرية.
اعرف أكتر| التنوع البيولوجي: “كلنا متصلين في دايرة الحياة الكبيرة”
دول آسيا بالأساس بتُعتبر من أكتر البلاد المنتجة والمُستعمِلة للبلاستيك. أندونيسيا، اللي لقوا فيها الحوت الميت على الشط اللي ذكرناه في الأول، بتيجي في المركز التاني في إنتاج البلاستيك بعد الصين اللي بتيجي في المرتبة الأولى، بحسب تقرير نُشر سنة 2015، وبيجي بعدهم الفلبين وفيتنام وسريلانكا وتايلاند، اللي نفق فيها الحوت التاني، ده غير بلاد أمريكا الشمالية وأوروبا كمان.
أغلب الإنتاج ده لا بيُعاد إنتاجه ولا بيتحرق زي ما ذكرنا سابقًا، وأغلبه بيروح لليابسة والبحر، وده بيأثر بشكل سلبي جدًا على الحيوانات. لكن للأسف البلاستيك بقى مادة مهمة جدًا ومانقدرش نستبعده بسهولة. خصوصا لو عايزين مادة رخيصة وسهلة التشكيل، وبيتعمل منها ألعاب أطفال وأجهزة كمبيوتر ومعالق وأطباق وكابلات ألياف ضوئية، وأنابيب الميّه ومواد طبية وأطراف صنايعة وغيرهم، فمانقدرش نقول إننا مش هنستخدمها تاني.. طيب إيه الحل بقى؟
الحل جماعي ولا فردي؟
الحل ممكن يكون من الناحيتين، جماعي وفردي كمان. مثلًا، أندونيسيا أعلنت حاليًا على إنها بتطمح إلى تقليل استخدام البلاستيك بنسبة 70% في سنة 2025، وهيرصدوا حوالي مليار دولار في الميزانية لمواجهة المشكلة. الأمر نفسه حصل قبل كده في بلاد وولايات كتير، وحسب المصادر نجحوا بالفعل في تقليل نسبة استخدام البلاستيك.
مثلًا، سنة 2015، أعلنت المملكة المتحدة عن زيادة الضرائب على الشنط البلاستيكية، مما أدى إلى تقليل استهلاكها بنسبة 80% تقريبًا. أما في الصين مثلًا، فالحكومة فرضت عدم التعامل بالشنط البلاستيكية اللي بتستخدم مرة واحدة، والشركات أو المحالات اللي هتتعامل بيها، هتواجه عقوبة ممكن توصل إلى 10 آلاف يوان (حوالي 1440 دولار)، وده نجح بالفعل في إنه يقلل الاستهلاك بنسبة 66% تقريبًا.
برضه من ضمن الحلول الجماعية المبتكرة، اللي عملته دولة أستراليا في مواجهة النفايات البلاستيكية، وهي إنهم حطّوا شبكة شبه المصفاة كده على مواسير الصرف الصحي، فالبلاستيك يتجمّع فيها ويقدروا يتصرفوا فيه، سواء عن طريق الحرق أو إعادة التصنيع وهو الحل الأفضل.
أما الحلول الفردية، فبتتمحور حوالين رفضنا لاستخدام الشنط البلاستيكية اللي بتُستخدم مرة واحدة، ونستخدم بدالها شنط قماش يُمكن استخدامها أكتر من مرة، ومش بتضر البيئة، وممكن يتعمل لها إعادة إنتاج/تصنيع بسهولة، زائد إن تمنها فيها، لأنك مش هترميها بعد مرة أو اتنين من الاستخدام، وده اللي بيسموه Win-Win Situation، هتحاول تنقذ البيئة وتحافظ على التنوع البيولوجي وتعمل خير، وفي نفس الوقت مش هتخسر الشنطة بسرعة. أو على الأقل لو مش هتكون حل، فماتبقاش سبب للمشكلة من الأساس. من الأخر نلم زبالتنا ونفاياتنا وبواقينا ومانستسهلش رميها في البحر أو نسيبها على الشط والمية تاخدها. وسؤالا حوالين هل تصرف فردي واحد ممكن يقتل كائن أو يخليه يعيش حياته الطبيعية؟ فالإجابة أيوه، والصورة دي دليل بسيط عليها..
المصادر: explainthatstuff nytimes theguardian bbc earthday