دراسة: النمو بلا أشقاء قد يؤثر على تطور المخ
كتب: أحمد حسين
اقترحت دراسة جديدة أجراها باحثون في جامعة “شونجكين” العامة بالصين أن نمو الأطفال دون وجود أشقاء قد يؤثر على تطور المخ وبنيته، مما يجعل هؤلاء الأطفال ميّالين بشكل أكبر إلى أن يكونوا أكثر إبداعًا وأقل اجتماعية.
ركزت الدراسات السابقة على الاختلاف في السلوكيات والوظائف المعرفية والسمات الشخصية بين الأطفال الوحيدين والأطفال ذوي الأشقاء، وكانت نتائج الدراسات منطقية، إذ أن الأطفال الوحيدين لم يشاركهم أحد في اهتمام والديهم بهم، ومن المُرجّح أنهم يحصلون على تشجيع أكبر، لكن تفوتهم خبرات مبكرة فيما يخص المشاركة والمنافسة.
ركّزت الدراسة الجديدة على معرفة ما إذا كان الاختلاف في السلوكيات له علاقة بأساس عصبي، وأيضًا أظهرت أن البيئة العائلية التي يعيش فيها الطفل تؤثر على نمو وتطور المخ. جدير بالذكر أن الصين وضعت سياسة الطفل الواحد في الفترة بين 1979 إلى 2015 للسيطرة على الزيادة السُكانية، مما أدى لزيادة أعداد الأطفال الوحيدين.
درس الباحثون 250 طالبًا جامعيًا، نصفهم كانوا أطفالًا وحيدة وفحصوا أدمغتهم في أثناء اختبارهم بعض الاختبارات الشخصية والإبداعية. أكدت نتائج الدراسة الحالية الدراسات السابقة، حيث تفوّق الطُلاب الوحيدون على الطُلاب ذوي الأشقاء في الاختبارات الإبداعية، لكنهم سجّلوا نتائج متأخرة فيما يتعلّق بالاختبارات الشخصية.
وأظهر مسح الدماغ بالأشعة أن أجزاء المخ المرتبطة بالسمات الشخصية لم تتطور بالشكل الكافي كما حدث في الأجزاء المسؤولة عن القدرات الإبداعية، حيث زاد حجم المادة الرمادية في الفص الجداري للمخ في الأطفال الوحيدين، وهي المسؤولة عن المرونة العقلية والخيال، فيما قل حجم المادة الرمادية في الفص الجبهي (Prefrontal Cortex)، وهي المسؤولة عن التفكير في الذات بالنسبة لعلاقتها مع الآخرين.
باختصار، أشار الباحثون إلى أن الأطفال الوحيدون يميلون لأن يكونوا أكثر ذكاءً وإبداعًا من الآخرين، وهذا ما يظهر في الإنجازات الفردية مثل النجاح في الدراسة أو العمل، لكن الحصول على الاهتمام بشكل مبالغ فيه أحيانًا من الآباء والأمهات والأجداد، يُخلف فيهم بعض السمات الشخصية التي قد تكون غير مرغوب فيها، مثل التبعية أو الأنانية أو عدم الكفاءة الاجتماعية، بسب عدم تطور بعض المهارات الاجتماعية والدعم العاطفي.
المصادر: iflscience springer