7 أسباب علمية عشان تكون فنان!
كتبت: مها طـه
في مرة وأنا صغيرة وبقرأ عن ”ألبرت آينشتاين“ عرفت إنه كان بيحب المزيكا وبيلعب كمانجا، مع إنهم دايمًا كانوا يقولولنا إن الناس يا إما بيحبوا الفنون يا إما بيحبوا العلوم، يعني مثلًا يا إما تكون أديب أو شاعر أو رسام، يا إما تكون عالم أو مُدرس أو أستاذ جامعة، لكن إنك تكون الاتنين فده ماينفعش أو تبقى ساحر بقى، مع إن في الحقيقة بقى العلم نفسه بيقول غير كده خالص.
حتى بالنسبة للأشخاص العاديين أو غير الموهوبين في نوع معين من الفن، العلم بيقول إننا كلنا كبشر لازم نمارس نوع من الفن، وده لأن ممارسة الفن بتطور من قدرة المخ على التفكير والتحليل العميق ده بالإضافة طبعًا للمتعة اللي بنحققها كنتيجة لممارسة الفن نفسه، وأيًا كان نوع الفن اللي هتمارسوا سواء كتابة أو موسيقى أو حتى رقص، فالمحصلة النهائية هي إنك هتستفيد منه وبشكل كبير.
في المقال ده هنتعرف على 7 أسباب علمية تخلينا من بكرة نمارس الفن:
-
الفن بيقلل من التوتر والقلق:
في دراسة حديثة، نُشرت في دورية العلاج عن طريق الفن، كانت النتيجة اللي توصل ليها الباحثين هي إن ممارسة أي نوع من الفن لمدة 45 دقيقة بس يوميًا كفيل يخفض مستوى هرمون الكورتيزول _هرمون التوتر_ في لعاب المشاركين في التجربة، بغض النظر عن مستواهم في ممارسة الفن ده.
وفي دراسة تانية قالت إن تقضية حوالي 30 دقيقة بس من ممارسة الفن، خاصةً الرسم، ارتبطت بمستويات أقل من القلق في طلبة الكليات اللي بيستعدوا للامتحانات. كمان دروس الرسم والمزيكا كانت مفيدة جدًا في تقليل التوتر والقلق عند الأشخاص المسئولين عن رعاية مريض من أفراد عائلتهم، واللي طبعًا بيولد كمية توتر وقلق لا بأس بها عند المسئول عن الرعاية.
ومع ذلك فالتأثير المُهدئ للفن، محتاج لسة دراسات كتيرة عالمية عشان يتم إثباته، لكن لحد دلوقتي كل الدراسات اللي إتعملت والأشخاص اللي خضعوا للعلاج بالفن، قالوا إن ممارستهم لأنواع الفن المختلفة قللت إحساسهم بالتوتر والقلق أقل، بالإضافة لشعورهم بتحسن في قدرتهم على التفكير.
-
الفنون المرئية بتحسن من الاتصال في المخ:
خلايا المخ عشان تقدر تقوم بوظايفها بشكل سليم بتبقى محتاجة للتواصل بينها وبين بعضها طول الوقت. في دراسة اتعملت سنة 2014 ونُشرت في مجلة PLOS ONE، بتقول إن الفنون المرئية بتحسن من التواصل بين خلايا المخ وكأنها شبكة متصلة ببعضها.
العلماء لاحظوا إن في بعض الأشخاص بيقولوا إن لوحة معينة مثلًا لمست روحهم وحركت مشاعرهم، ولأن المشاعر ما هي إلا نشاط في المخ، فالفن المرئي له قدرة على التحكم في نشاط المخ والتواصل بين خلاياه، وبالرغم من إن الأبحاث دي لسه محتاجة تدعيم أكتر إلا إنها كمان بتشرح فكرة التناغم ما بين العالم الخارجي ومؤثراته ما بين البيئة الداخلية جوا المخ. لكن كمان الدراسة قالت إن درجة التأثير بتبقى أعلى بكتير لما يكون الشخص نفسه هو اللي بيمارس الفن، مش مجرد بيشوفه.
-
ممارسة الفن بتساعد في تخطي الحزن:
أحيانًا لما نشعر بالحزن نتيجة لفقدان عزيز مثلًا أو لأي مشكلة كبيرة، بتبقى النصيحة دايمًا إنك تحكي عن المشكلة، وده مفيد جدًا في التنفيس عن الحزن، لكن الحقيقة إن ممارسة الفن في حالة الحزن تأثيره أكبر بكتير. في دراسة نُشرت في مجلة ”علم النفس الجمال والإبداع والفن“، تم عرض فيلم وثائقي حزين جدًا على المشاركين، بعدها تم تقسيمهم لـ3 مجموعات، الأولي طُلب منهم يرسموا أو يكتبوا حاجة ليها علاقة بالفيلم، واتطلب المجموعة التانية يرسموا أو يكتبوا حاجة ملهاش علاقة بالفيلم، وطلبوا من المجموعة التالتة إنهم يفضلوا ساكتين وميعملوش حاجة.
الباحثين اكتشفوا إن تشتيت النفس عن طريق الفن، إنهم يرسموا حاجة ملهاش علاقة بالفيلم، كان ليه التأثير الأكبر، أكتر من الفن عن نفس الموضوع، أو حتى السكوت خالص والهدوء.
-
الشخبطة بتساعد على التركيز:
فوايد ممارسة الفن مش بس هتيجي مع الفن الحقيقي واللي له قيمة معينة، حتى مجرد الشخبطة ورسم خطوط وألوان مش مفهومة، أو حتى كتابة كلمات ملهاش علاقة ببعضها كفيلة بإنها تزود تركيزك وإنت بتسمع أي حاجة حتى لو مملة، تخيل إنك لما تفضل تشخبط بالشكل ده، فمخك هيزيد تركيزه ويفتكر كمان الكلام الممل اللي كنت بتسمعه.
في دراسة نُشرت في دورية علم النفس المعرفي التطبيقي، قالت إن العبث والشخبطة ممكن تساعد في استرجاع حوالي 29% معلومات أكتر في اختبارات الذاكرة المفاجئة، ومع ذلك في دراسة تانية نُشرت في تقرير بحثي لدورية البحث المعرفي قالت إن الشخبطة ممكن تتسبب في ضعف الذاكرة البصرية، لأنها هتخليك تعتمد على السمع أكتر. مع ذلك الاعتماد على الشخبطة على جوانب الأوراق غيرها ممكن يساعد في زيادة التركيز لكن من غير ما تكون بشكل مبالغ فيه.
-
تحويل المشاكل لروايات هيساعد في حلها:
الكتابة أحد وسائل ضع المشاكل في إطارها الصحيح والتفكير فيها بشكل أحسن، يعني مثلًا الكتابة عن اليوميات بشكل فيه سرد إبداعي من أي نوع، بيحسن كتير من القدرة على التفكير.
دراسة لمجلة علم النفس الإكلينيكي قالت إن وضع مشاكلنا في إطار قصة ممكن تساعد في حل المشاكل دي بشكل أفضل، المشاركين في التجربة طُلب منهم إنهم يقضوا كل يوم ربع ساعة بيكتبوا عن أي حاجة تخصهم لمدة 4 أيام متواصلة، وتم تقسيمهم لمجموعتين، المجموعة الأولى ودول كتبوا عن حاجات خالية من المشاعر، زي مثلًا إنهم كتبوا عن تفاصيل المعمل اللي هما قاعدين فيه، أما المجموعة التانية فطُلب منهم يكتبوا عن أكبر صدمة في حياتهم.
المجموعة التانية أصبحوا عاطفيين أكتر في أثناء الجلسات، لكنهم قالوا إن التجربة كانت مفيدة جدًا بالنسبة لهم، لدرجة إن 98% منهم قالوا إنهم هيعيدوا التجربة تاني لو اتكررت.
وبكدة كانت النتيجة اللي توصل ليها الباحثين إن الأشخاص لو فكروا يكتبوا عن مشاكلهم في شكل قصص فهما غالبًا هيلاقوا الحل، وده لأنه في الحالة دي الشخص بيتحول تلقائيًا للتفكير المنظم، لأنه بيحس بإحساس المؤلف وقدرته على التحكم وتنظيم الاحداث، وبالتالي ده بينعكس على طريقة التفكير نفسها والتعاطي مع المشكلة.
-
عزف الموسيقى بيزود من المعرفة:
على مدى عقود، الباحثين قالوا إن ممارسة العزف والتدريب والتأليف الموسيقي بيعملوا على تقوية المخ وزيادة قدراته، لأن ممارسة الموسيقى بتحسن من القدرات اللغوية، وبتحسن الأداء الدراسي والذاكرة، وخصوصًا في الأطفال اللي بيمارسوا الموسيقى باستمرار.
الباحثين قالوا إن ممارسة الموسيقى بتحسن كمان من الأداء الإجتماعي، ده غير تحسين الصحة النفسية وبالتالي الصحة الجسمانية. وده طبعًا معناه إن الموسيقى مش تضييع وقت، ولا هي رفاهية.
-
الفن بيساعد على تدفق الأفكار:
ممارسة الرسم على سبيل المثال بتساعد على التفكير بشكل منطقي ومرتب أكتر زي ما قولنا، لكن كمان ممارسة الفن بشكل عام بتساعد المخ على تدفق الأفكار. تدفق الأفكار ممكن يساعد عليه أي نشاط لكن الفن كتجربة مستقلة مش مقصود منها أي هدف، بيساعد على تحسين عملية التفكير نفسها.
في دراسة اتعملت على مجموعة من الطلبة في سن المراهقة، اكتشف الباحثين إن دروس الموسيقى والرسم وغيرهم حفزت نشاطهم في باقي المواد، ده غير تأثيرها بشكل قوي على حالتهم المزاجية بشكل عام، لكن معلش عندنا بس بيلغوا حصة الموسيقى والرسم عشان نلحق نخلص المنهج.
المصادر: