.
ليه وإزاي؟

ليه بنحلم بكوابيس وإزاي نتخلص منها؟

كتب: أحمد حسين

بعيدًا عن كون الكوابيس أشياء مزعجة إلى أقصى حد، إلا أنها راودتنا جميعًا في أحد مرات نومنا. بالرُغم من أن الكوابيس عند تذكرها تبدو مضحكة أحيانًا، إلا أن الإحساس السيء الذي نشعر به بعد الاستيقاظ من النوم قادر أن يعكر مزاجنا بشدة. وكما هو معروف فالكوابيس ليس لها ميعاد ثابت أو وقت محدد، فبحسب ”الجمعية الأمريكية للنوم – American Sleep Association“، فإن الكوابيس والأحلام هي جزء من عرض عاطفي لبعض محطات الحياة.

الكوابيس هي مزيج من العاطفة والذاكرة، فمعظم الكوابيس تكون عن شيءٍ أو شخص تعرفه. يمكن أن تصاب بكابوس عن شخصٍ ما تعرفه يصيبه مكروه، أو غرق سفينة وأنت على متنها، أو أن تحلم بأن شخصًا ما قد حصل على جميع كتبك المفضلة، وقام بحرقهم أمام عينيك. هذا أمر طبيعي وعادي، لأن الجزء الأكبر من الكوابيس _أو الأحلام_ غالبًا ما يكون من الذاكرة، أو شعور ما مررت به في وقتٍ قريب.

الكوابيس غالبًا ما تجلب جميع الأشياء التي تخاف منها، من يخاف من العناكب يحلم بالعناكب، من يخاف من المرتفعات يحلم بالسقوط من ارتفاع عالٍ وهكذا. لكن غالبًا ما يكون وقت الكابوس أقل كثيرًا من الحلم، لأن العقل يستيقظ قبل حتى أن تحدث المصيبة، فتستيقظ قبل الارتطام بالأرض أو قبل أن يمس طرف السكين قلبك، لذلك تجد صعوبة في تذكر الكوابيس بعدها بفترة أكثر من الأحلام.

الكوابيس أيضًا تتضخم بالضغط، فعندما تشعر أنك مضغوط بسبب شيء ما غالبًا ما تصاب بكوابيس تخص هذا الشيء، ككوابيس عدم النجاح في الثانوية العامة، أو عدم اكتمال طلب سفرك لرحلة تحلم بها لأي سبب. يقول ”د. مايكل بريوس“ أنك يمكن أن تصاب بكابوس الضغط العصبي عندما تقترب من أكثر مخاوفك في هذه الفترة بشكل يجعلك تفكر بها بشكلٍ مستمر. لذلك عليك محاولة تخفيف الضغط العصبي عليك كي تبتعد عن الكوابيس.

بالمناسبة، لا يمكن للكوابيس توقع مثلًا موت أحد أقاربك في وقتٍ ما، كل هذه الأشياء هي مجرد مخاوف بداخل عقلك لا أكثر. فالخوف محرك أساسي للكوابيس، لأنك عندما تخاف مثلًا من فقدان شيء أو فقدان شخص فغالبًا ستصاب بكوابيس تخص هذه المسألة فلا تخف، الموضوع كله يحدث في عقلك فقط.

فالكوابيس لا تستطيع قتلك ولا قتل من تحب، أفلام ”فريدي كروجر“ هي مجرد خيال مؤلف لا أكثر، ففي أقصى حالات الخوف من الكوابيس يمكن للإنسان أن يصاب بحالة من حالات القلب، لكن _وبحسب د. بريوس_ حدوث هذا أمر صعب. بالمناسبة، هناك بشر عُرضة للإصابة بالكوابيس أكثر من غيرهم، المصابون بالاكتئاب أو من يعانون من القلق وغيره نسبة إصابتهم بكوابيس أعلى من غيرهم.

عمومًا المعركة بيننا وبين الكوابيس ليست دائمًا محسومة لصالحه، فالأمور يمكن أن تكون في صالحنا إذا تعاملنا مع مخاوفنا/قلقنا عن طريق مواجهتها أو استشارة طبيب إذا كان الأمر يفوق قدرتك على المواجهة. لذلك فكر دائمًا في تحاشي الضغط العصبي، وليس معنى هذا أنك لن تصاب به، فكلنا عرضة لذلك، لكن من الأفضل لك أن تتعامل مع الضغط العصبي بشكل سريع ولا تتركه يؤثر عليك أو يسيطر على تفكيرك بأي شكل من الأشكال. ولكن، إذا كنت تعاني بشكل يومي من الكوابيس، فعليك استشارة طبيب فورًا لوصف العلاج اللازم.


المصادر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى