”الاستجماتيزم“ الحياة بقع ألوان سايحة من غير خطوط!
كتبت: يارا كمال
مرة وأنا صغيرة كنت هسلّم على ولد على إنه واحدة صاحبتي! كل الفكرة إنه كان لابس نضارة زيها وفارق شعره زيها، وده شئ غريب، بس لا يعني أبدًا إني أشوفه هي. وقبل ما أوصل للولد ييجي بنص متر، قمت رافعة دراعاتي ورجعت نزلتها، وكملت طريقي في أداء عبيط لأي حد ممكن يكون شافني بعمل كده!
طبعًا تلاقي الولد قال عليا هبلة، بس أرحم ما كنت دخلت عليه بغشومية وحضنته! ومن هنا عرفت إن هتحصل بلاوي وكوارث لو معملتش لنفسي نضارة. قبل كده كنت برضه بعاني، يعني مثلًا ممكن أشوف كلب، وأتخض وممكن أجري، ويطلع في الآخر كيس أسود كبير مرمي على الأرض، يلا ربنا لا يعيدها أيام!
المهم، بعد كده جبت نضارة وبالنسبة لي كانت عيني، لحد ما ربنا كرمنا وعملت ليزك والحمد لله. طلع كل ده من إيه بقى؟! أيوه هو الاستيجماتيزم. حد من أصحابي مرة سألني يعني إيه استيجماتيزم، فقلت له إني مابقدرش أشوف التفاصيل، يعني الدنيا بالنسبة لي عبارة عن بُطَش ألوان من غير خطوط. المهم مافهمش برضه، فقلت أما ندوّر على هو إيه بالظبط بقى بكلام تفصيلي.
في جزء في عينينا اسمه القرنية. الضوء بيخش من بؤبؤ العين، والقرنية بتكسره، بعدين عدسة العين تكسره أكتر، عشان أشعة الضوء دي تنزل على الشبكية وتتركز عليها، والشبكية بتحوّل الأشعة دي لنبضات توصل للمخ عن طريق العصب البصري، عشان المخ يحوّلها لصورة.
القرنية الطبيعية بتبقى مدوّرة بشكل متساوي ومنتظمة زي كورة عادية، أما في حالة الاستجماتيزم، بتبقى بيضاوية شوية. اللي بيحصل، إن الضوء اللي بيتكسر من الجزء العلوي والسفلي من القرنية بينزل في نقطة على الشبكية، مختلفة عن النقطة اللي بيتكسر فيها الضوء من يمين وشمال القرنية، فالضوء بيتركّز في نقطتين غير بعض. ده معناه إن الأشعة اللي داخلة على الشبكية عشان تكوّن الصورة ما بتنزلش في نفس المكان.
نتيجة لكده الصورة المشتتة دي لما بتتجمّع، بتطلع في الآخر مش واضحة أوي. فإنت تشوف الصورة مش واضحة، وهتحسها أكتر لو بتقرا حاجة على سبورة مثلًا، فتلاقي نفسك شايف لون القلم اللي مكتوب بيه الكلام، بس مش عارف تقرا الكلام.
سبب الاستيجماتيزم بيكون وراثي أو من وقت الولادة، وأحيانًا بيبقى من ضغط الجفن على القرنية، وممكن كمان من الاستخدام الخاطئ أو الزيادة للعين في أعمال دقيقة. غير إن الواحد مابيبقاش شايف بدقة، ممكن الاستيجماتيزم كمان يبقى معاه صداع وتعب، يبعده ربنا عنّا وعنكم.
المصدر
