.
ليه وإزاي؟

كُل الأيس كريم في ديسمبر وخد الشاي في جليم

كتب: أحمد حسين

في التسعينات، كان عمرو دياب هو أول من بدأ موضة انتشار أكل الآيس كريم في ديسمبر، في بداية الشتاء، عندما تشعر بالبرد، تسمع نصائح تقول لك بأن ”كُل آيس كريم وهتحس بالدفا“ أو العكس، إذا كنت تريد بعض الآيس كريم اللذيذ ستسمع نصائح تقول لك ”لا بلاش آيس كريم في الشتاء، مضر اسمع مني“ لكنك لا تعلم بالتحديد ما إذا كانت المثلجات عموما مضرة في الشتاء أم مفيدة؟

قبل الإجابة على السؤال، علينا أن نعلم كيف يتعامل جسدنا مع المثلجات من الأساس. الموضوع يبدأ من الفم، عندما نتناول المثلجات، تبدأ الأعصاب الموجودة على اللسان وفي سقف الحلق (سقف الفم) في إرسال إشارات إلى المخ. يبدأ المخ بعدها في إرسال إشارات إلى الأوعية الدموية لإرسال الدم إلى المعدة وانتظار القادم من المثلجات.

عندما تنزل المثلجات إلى المعدة، يبدأ الدم في محاولة موازنة الحرارة، فيعمل على تدفئة حرارة المثلجات كي تتناسب مع حرارة الجسم الداخلية (Core temperature) فتبدأ المعدة بعد ذلك في هضمها.

عندما تبدأ الحرارة الخارجية في الانخفاض، فمن الطبيعي أن يكون تناول المثلجات مفيدًا في موازنة الحرارة الداخلية للجسم بالخارجية، لكن الأمر ليس كذلك، فعندما تبدأ في تناول المثلجات، غالبًا ما سيقوم جسدك بنفس العملية السابق ذِكرها، لذلك ستبقى درجة حرارة الجسم الداخلية دون تغيير مما يعني عدم تغير الحرارة الخارجية بأي شكل من الأشكال.

لكنك أيضًا يمكن أن تعاني من تجمد المخ أو صداع المثلجات (يحدث هذا نتيجة احتكاك المثلجات الباردة بسقف الحلق الدافئ مما يبرد أجزاء توزيع الدم في المخ، لذلك تبدأ الأوعية الدموية في الانقباض فتشعر بالصداع، يدوم ذلك لمدة تتراوح ما بين 10 إلى 30 ثانية، ومن الأفضل لك عندما تصاب بها أن تضع لسانك على سقف الفم حتى يعود لحرارته الطبيعية).

لذلك، فالآيس كريم (المثلجات) لن يكون مفيدًا في الشتاء، يمكن أن يكون مضرًا لكن ضرره لن يكون كبيرًا. فإذا أردت أن تشعر ببعض الدفء، فعليك تناول بعض الشاي الساخن مثلًا أو أي مشروب ساخن مفضل لديك.

بالمناسبة، المشروبات الساخنة عمومًا مفيدة، في الصيف والشتاء. في الصيف لأنها تعمل بشكل عكسي عند الدخول إلى المعدة، لأن المخ يبدأ في إرسال إشارات إلى المعدة كي توازن حرارة الجسم الداخلية، فيبدأ الجسد بإفراز العرق، الأمر الذي يجعل حرارة الجسد تنخفض.

أما في الشتاء، فيعمل على رفع حرارة الجسد بنفس الطريقة، بمعنى أنه يبدأ في رفع حرارة الجسد الداخلية، فتبدأ حرارة الجسد الخارجية بموازنة الأمر، فترتفع هي الأخرى. لكن هذا كله لا يمنعنا من تناول المثلجات، لأننا نشعر بالمتعة عندما نتناولها، لذلك لا نستطيع التخلي عن هذه المتعة في مقابل شيء سيرفع درجة حرارة الأعصاب الموجودة على ألسنتنا وفي أجسادنا لدقائق قليلة.


المصادر:  medicalnewstoday  ncbi  theconversation  smh  npr

زر الذهاب إلى الأعلى