.
حيّ يرزق

كائن وحيد الخلية قفل الأرض وفتحها تاني!

كتب: أحمد حسين

تقريبًا معظم البشر عندهم فكرة إن الأرض ماكانتش بشكلها الحالي زمان، وزمان ده يعني من حوالي 4 مليار سنة مثلًا. فالهوا كان غير الهوا، وشكل الأرض غير شكلها الحالي، وكل ده غالبًا اتغير تمامًا بسبب كائن وحيد الخلية كان عنده القدرة إنه شبه يقضي على الحياة على الأرض ويعيدها تاني، بل وتتطوّر كمان.

كائن وحيد الخلية أه، بس جبار!

الكائن ده بُيطلق عليه ”البكتيريا الزرقاء – Cyanobacteria“، وهو كائن لا يمتلك حتى النواة ولا العضيات (مجموعة هياكل بنائية مُرتبة موجودة في الخلية الحيّة). هذه البكتريا وحيدة الخلية قدرت تغيّر مناخ الأرض كله. زمان، المناخ ماكانش زي ما هو دلوقتي. من حوالي 3.5 مليار سنة، الجو في الأرض كان بيتكوّن من نيتروجين وثاني أكسيد الكربون وميثان، وماكنش فيه أكسجين خالص.

اعرف اكتر عن البكتيريا اللي مش بس بتحتل العالم، دي بتحتلك إنت شخصيًا

تقريبًا الأكسجين ساعتها كان موجود بشكل حصري في جزئيات الميّه مثلًا، وماكانش موجود في الهوا زي ما هو موجود دلوقتي. في الوقت ده، كان في كائنات محتلّة المحيط بأعداد كبيرة، كائنات وحيدة الخلية برضه قادرين إنهم يعيشوا من غير أكسجين خالص، لأنهم بيتغذوا على أي عدد من الجزيئات ممكن يلاقوه.

لكن ما بين 2.5 و3.5 مليار سنة، أحد الكائنات دي، غالبًا كان عنده القدرة على الطفو على سطح المحيط، قدر يطوّر قدرة جديدة، وهي القدرة على عملية ”البناء الضوئي – Photosynthesis”.

وكان من ضمن أغشية هيكل بناء الكائنات دي بعض الخلايا اللي عندها القدرة على إنها تاخد ضوء الشمس وتحوّله لطاقة.

الطاقة دي بقى، بتستخدمها في تحويل ثاني أكسيد الكربون والميّه لأكسجين وسكريات. فالكائنات دي تعتبر أسلاف البكتيريا الزرقاء، واللون الأزرق ده سببه الأصباغ الزرقاء اللي قادرة تسحب ضوء الشمس.

قدرة الكائنات دي على البناء الضوئي، منحتها ميزة أكبر من الكائنات الأخرى اللي عايشة على سطح الكوكب معاها، لأنهم عندهم القدرة على إنتاج طاقة خاصة بذاتها ومصدرها متجدد دائمًا.

لذلك، زاد عددها أضعاف، وده أدى لإنتشار غاز جديد في الهوا: الأكسجين. في البداية، الأكسجين ده تفاعل مع الحديد، والخلايا اللي تعفّنت. لكن بعد فترة، حوالي كام ألف سنة، بدأت البكتيريا الزرقاء تنتج كميات كبيرة جدًا من الأكسجين، أكتر من اللي تقدر باقي المواد تتفاعل معاه، مما أدى لمشكلة أكبر.

نهاية الكوكب وبدايته من جديد

الكائنات التانية اللي عايشين على الكوكب، دول بيعيشوا في الأساس من غير الأكسجين، لذلك كان بالنسبة لهم الأكسجين مش بس غريب، ده كمان سام، لذلك سُمي الحادث ده بـ”تسمم الأكسجين – Oxygen Toxication“ أو كارثة الأكسجين.

ده أدى برضه لمشكلة تانية، وهي مشكلة الحرارة لأن الميثان كان قادر يحافظ على حرارة الأرض بسبب احتباسه لضوء الشمس، لكن لما الأكسجين انتشر، اتفاعل مع الميثان وانتج ثاني أكسيد الكربون والميّه، وده ماقدرش يحافظ على حرارة الأرض زي ما هي، فتحولت الأرض لكرة تلج عملاقة، وبدأ ساعتها أول عصر جليدي على الأرض، واللي امتد لملايين السنين.

البكتيريا الزرقاء تغطي المياه

في النهاية، الكائنات وحيدة الخلية اللي على الأرض، قدرت تطوّر نفسها، وظهر نوع اسمه ”الكائنات الهوائية–Aerobic Organisms“، النوع اللي امتلك القدرة على إنه ينتج طاقة من الأكسجين، فقدر يوازن نسبته في الهوا، واللي وصلت دلوقتي لحوالي 21%، وده اللي أدى للتنوّع في الكائنات وحيدة الخلية، لحد ما تطوّرت وأصبحت كائنات أكثر تعقيدًا.

المهم، وقتها جيه أحد الميكروبات، وابتلع _بشكل ما يعني_ البكتيريا وحيدة الخلية، والخلية دي قدرت تتعايش جوّا الميكروب ده، في عملية بُيطلق عليها ”التعايش الداخلي – Endosymbiosis“.

الميكروب ده دلوقتي بقى عنده القدرة على البناء الضوئي، وفضل يتطوّر لحد ما أصبح يمتلك خلايا نباتات، والبكتيريا الزرقاء وحيدة الخلية أصبحت الخلايا المسئولة عن إنتاج صبغة الكلوروفل وعمل البناء الضوئي في النبات.

البكتيريا الزرقاء نفسها في العموم بتتواجد في أشياء تانية كتير، زي المحيطات والمياه العذبة والتربة وكمان فرو حيوان الكسلان.

 


المصادر:   berkeley   ucmp  livescience wikipedia

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى