.
نوّرها

5 أفكار لآينشتاين أدت فيما بعد لنظرياته

كتب: أحمد حسين

”الخيال أهم من المعرفة“ – ألبرت آينشتاين

في أواخر القرن العشرين، العالم استقبل واحد من أعظم العقول اللي مرت على كوكب الأرض. تقريبًا ألبرت آينشتاين من أكتر العلماء المعروفين على مستوى العالم كله. مفيش بلد في العالم مش عارفة مين هو آينشتاين.

والمهتمين بالفيزياء أو اللي درسوها عارفين إن آينشتاين من روّاد مرحلة الانتقال بين الفيزياء الكلاسيكية والفيزياء الحديثة، بل كان واحد من مؤسسي الفيزياء الحديثة أصلًا.

من أكتر الصفات اللي كانت بتخص آينشتاين بالتميّز هي قدرته على الخيال، والتفكير في الأشياء اللي تبدو للبعض مستحيلة. آينشتاين من صغره وهو بيفكر في كل شيء حواليه وبيسأل. السؤال هو أول طريق البحث، والبحث بيؤدي للمعرفة، وكل ما بتعرف أكتر، بتُدرك إنك مش عارف، وتبدأ تسأل أكتر علشان تعرف أكتر.

وهو ده بالظبط اللي عمله آينشتاين، تخيّل وسأل وأدرك إنه عايز يبحث ويعرف، وفضل طول عمره يبحث ويعرف ويسأل، علشان يرضي اندهاشات الطفل اللي جواه، واللي عمر ما فضوله وشغفه تجاه العلم توقف.

آينشتاين مد خط الخيال للأخر، والخيال ده طلع منه أفكار، والأفكار أصبحت فيما بعد نظريات، غيّرت فهم العالم للعلم، والفيزياء تحديدًا..

1- تخيّل.. إنك بتطارد شعاع الضوء

ده خيال راود آينشتاين وهو عنده 16 سنة، إيه اللي يحصل لو طاردت شعاع ضوء في الفضاء؟ لو فرضنا مثلًا إنك قدرت تراقب الضوء وتمسكه بشكل أو بآخر، ده معناه إن الضوء ثابت مكانه، وده ينفي عنه فكرة إنه ضوء أساسًا لأن الضوء المفروض شعاع مُنطلق للأبد.

آينشتاين توصل لفكرة إنه من الصعب إن الضوء يبقى ثابت أو حتى ماشي بسرعة بطئية، ساعتها برضه اكتشف إن سرعة الضوء ممكن تأثر في الزمن، وده كان أول خيط يمده آينشتاين، لحد ما ظهرت النظرية النسبية الخاصة.

2- تخيّل.. إنك واقف على قطر بيتحرك ونزل عليه برق

تخيل لو كنت واقف على قطر من فوق، وباصص على صاحبك اللي واقف على الرصيف. تعالى نفترض إن في برق نزل على القطر، في أوله وفي آخره، صاحبك اللي واقف على الرصيف، هيشوف البرقين في نفس الوقت، بس إنت هتشوف البرق اللي القطر رايح له أو الأقرب ليك ونزل أسرع.

ساعتها آينشتاين فكّر في إن الضوء علشان قطع مسافة أقل وصل أسرع، وده معناه إن المسافة اللي بيقطعها الضوء، بتأثّر في الوقت، وكمان إن الوقت بيتحرك بشكل مختلف للشخص اللي بيتحرك عن الشخص اللي واقف.

يعني إيه؟ يعني الشخص اللي فوق القطر علشان بيتحرك، شاف الضوء بدري علشان بيتحرك، عكس الشخص اللي واقف ثابت على الرصيف، شاف الضوء بعد ما التاني كان شافه. الكلام ده برضه كان ضمن النظرية النسبية الخاصة.

3- تخيّل.. إن تؤامك سافر الفضاء ورجع

التجربة دي معروفة باسم تجربة ساعة الضوء لآينشتاين. تخيل إن في تؤام، واحد فيهم سافر الفضاء والتاني فضل على الأرض. اللي سافر الفضاء ده سافر بسرعة الضوء، ورجع على الأرض بعدها بفترة بنفس السرعة. اللي هيحصل إن اللي فضل على الأرض ده، هيبقى سنه أكبر من سن اللي راجع من الفضاء.

اللي حصل إن اللي مشي بسرعة الضوء، الزمن اتحرك بالنسبة له أبطأ بكتير من اللي موجود على الأرض، فاللي على الأرض أصبح على المعاش، واللي رجع من الفضاء لسه بيدخل فترة المراهقة.

4- تخيّل.. إنك واقف جوه صندوق بيتحرك

تخيل إنك واقف جوه صندوق بيتحرك، شيء شبه الأسانسير يعني، ومش عارف الصندوق ده طالع ولا نازل، ولو فرضنا إنه نازل، هيبقى نازل بفعل الحِبال اللي ممسوك بيها، ولا بفعل الجاذبية؟ لأن إنت إحساسك بالاتنين هيبقى واحد ومش هيكون في فرق.

حقيقة إن الحاجتين بيؤدوا في النهاية لنفس النتيجة _إنك تنزل_، خلّت آينشتاين يفكر في إن الجاذبية والتسارع (Acceleration) شيء واحد ومفيش فرق بينهم. أضاف آينشتاين بعد كده أبعاد الزمان والمكان للمعادلة، واكتشف إن التسارع والجاذبية بيأثروا نفس التأثير عليهم. وده بقى كان محور النظرية النسبية العامة.

5- تخيّل.. لو بتعمل رفّة بعملة ممكن تنقسم لإتنين

آينشتاين في بداية ظهور ميكانيكا الكم، كان مُعارض ليها تمامًا، وكان شايف إنها تهريج. آينشتاين فكر بالذات في فكرة التعالق الكمّي، وهي باختصار بتتكلم عن إن في حاجتين، كل واحدة فيهم في مكان مختلف، ومتأثرين ببعض، يعني لما شيء فيهم يتحرك، التاني بالضرورة بيتحرك، وده بالنسبة له كان مُربك ومخيف.

آينشتاين تخيل إن في عُملة ممكن تتقسم اتنين، وجه منهم مع شخص، ووجه تاني مع آخر، واحد على الأرض، والتاني سافر الفضاء. اللي أربك آينشتاين كان فكرة إن اللي على الأرض معاه الوجه اللي هو الملك، والتاني معاه الكتابة، وعلى الرغم من إن الاتنين بيفصلهم مسافة تُقدّر بملايين السنين الضوئية، إلا إنك عارف ومدرك كل واحد معاه أنهي وجه.

تخيل بقى الموضوع ده، من غير ما تقسم العملة، إن كل ما واحد فيهم يعمل رفة، وتنزل عنده ملك مثلًا، يبقى بالضرورة التاني كتابة! الموضوع ده فضل غريب بالنسبة لآينشتاين فترة من الزمن، لحد ما في الأخر رضي عن النظرية، بل وأشاد بعظمتها كمان.


المصادر:  businessinsider  britannica  pitt aps

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى