عمليات بتر وقلع عين في القرن الـ19 بدون تخدير
كتب: أحمد حسين
بالرغم من أن البعض يكره فكرة الذهاب إلى العيادات والمستشفيات الطبية، إلا أننا لا نستطيع التقليل من قيمة الأطباء في حياتنا بشكلٍ عام. كره الأطباء يأتي من توقعنا لاحتمالية وجود الألم المصاحب لزيارتهم دائمًا عن طريق الحقن أو العمليات الجراحية والتي يسبقها التخدير وغيرها من أمور تصل لدرجة الرعب لدى البعض، لكن تخيل أنك ذهبت لأحد الأطباء، وليكن طبيب الأسنان، وبدأ في اجراء عملية جراحية ما في فمك بلا تخدير!
في القرن التاسع عشر، لم يكن العلم قد توصل إلى فكرة التخدير بعد، فكانت العمليات تُقام بلا تخدير. في كتاب ”التدخلات الحاسمة – Crucial Interventions“ استعان المؤلف ”ريتشارد بارنت“ بأرشيف مكتبة ويلكم الانجليزية ليبين مدى وحشية العمليات التي أجريت في القرن التاسع عشر، من بتر أطراف نتيجة وجود ورم بها إلى قلع العيون والألسنة وكل شيء، كل هذا بلا نقطة مخدر واحدة.
المشكلة في إجراء العمليات بهذه الطريقة، أن المرضى غالبًا ما يواجهون نفس المصير، إذ أن الأمر ينتهي إما بموت المريض على سرير العمليات، أو بالاصابة بمرض نتيجة تلوث الجرح الذي تمت خياطته، ما يؤدي في النهاية غالبًا إلى الموت، لأن المضادات الحيوية لم تكن مُكتشفة بعد (حتى عام 1900).
من ضمن هذه العمليات كانت عملية إعادة تصحيح/بناء الفك، والتي ظهرت في الكتب الطبية عام 1840 وتُظهر هذه الصور كم ما يمكن لنا أن نصفه بالوحشية الرهيبة والآلم الذي كان يتعرض له المريض في ظل إجراء العمليات بهذه الطريقة.
لكن هذا لا يُقارن أبدًا بكم الآلم والمعاناة الذي يعيشه المريض المصاب بالورم في ذراعه، إذ أن عمليات البتر كانت تُجرى بشكلٍ أشبه بعمليات الطعن في حروب الشوارع. حتى أكسيد النيتروس (المعروف باسم غاز الضحك) لم يكن مستخدمًا كمخدر في العمليات الطبية حتى عام 1846.
يتقدم العلم يوميًا في الكثير من المجالات، والطب تحديدًا من المجالات العلمية التي تتقدم بسرعة شديدة، فالشكر كل الشكر لأننا خُلقنا في زمن التخدير، ومن موقعي هذا وبعد ترجمة هذا المقال أوجه كل التحية لأطباء التخدير والأطباء بشكلٍ عام يعني.
المصدر