عصام حجي «مصوّراتي أحجار» ناسا
كتب: أحمد حسين
في مقال كتبه رئيس تحرير جريدة اليوم السابع الأستاذ “دندراوي الهواري” بيتكلم بشكل “ساخر” شديد الرداءة عن الباحث عصام حجّي، وبيقول إنه مجرد “موظف” في ناسا، وأنه “مصوّراتي أحجار”، بيصوّر الأحجار الموجودة على الكواكب التانية، وده بيثير في الذهن كان تساؤل كده خلينا نحاول نفنّدهم مع بعض.
أولًا: هو عصام حجّي بيشتغل إيه؟ وإيه موضوع مصوراتي الأحجار ده؟
عصام حجّي باحث وعالم شغّال في أحد المعامل التابعة لناسا اسمه “معمل الدفع النفّاث (او الصاروخي) – Jet Propulsion Laboratory”، ودي إدارة في ناسا، بتدرس طرق جديدة للحركة في الفضاء.
زائد كمان إنه أستاذ مساعد زائر في قسم الجيولوجية في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا.
دكتور عصام معاه دكتوراه في علوم الفضاء من جامعة باريس، وكمان معاه درجة الماجستير في العلوم من نفس الجامعة في تخصص اسمه أساليب القياس في علم الفلك، وبكالوريوس في علم الفلك من جامعة القاهرة. طيب بعد كل ده، هو بيعمل إيه؟
عمله الأساسي هو دراسة جيوفيزياء الكواكب، يعني طبقات التربة على الكواكب التانية وأنواع وكمان الخصائص الفيزيائية للكواكب دي، زي المريخ والكواكب المحيطة بالأرض، وبيدرس كمان العناصر الهيدرولوجية (الطبيعة المائية) والبركانية للكواكب دي.
الكلام ده هيفيدنا في إيه؟ ببساطة هيخلينا نفهم أكتر عن طبيعة الكواكب اللي ممكن يكون عليها حياة، أو اللي يقدر الإنسان يعيش فيها، وده هيخلينا برضه نفهم الكون، اللي إحنا جزء منه، وبيأثّر فينا وفي طبيعة كوكبنا، اللي ممكن في أي وقت يبقى لا يصلح للحياة، فنقدر نشوف كوكب تاني نعيش عليه، وأظن لو ناسا فكرت تبعت حد هناك، فهتبعت “موظفيها” اللي أغلبهم علماء فلك وجيولوجية فضائية، فمحدش هيحتاج أستاذ دندراوي في أي حاجة هناك.
ثانيًا: الأستاذ دندراوي مايعرفش إن دكتور فاروق الباز كان بيشتغل نفس “الوظيفة” برضه؟
من سنين، كان ولا يزال الدكتور فاروق الباز جزء مهم من تاريخ مصر، لذلك كان دايمًا متواجد في كتب التاريخ والقراءة بشكل عام، باعتباره العالم المصري والوجه المُشرّف لمصر، فهل الأستاذ دندراوي الهواري مايعرفش إنه كان بيشتغل “موظّف” في ناسا، وكمان بيعمل تقريبًا نفس اللي بيعمله الدكتور عصام حجّي؟!
دكتور فاروق الباز ساعد وكالة ناسا في التخطيط والاستكشاف الجيولوجي للقمر، علشان يقدروا يختاروا مواقع هبوط بعثة أبولو (البعثة الأشهر للقمر)، وكمان علشان يدرّبوا روّاد الفضاء على اختيار عينات مناسبة من تربة القمر علشان يدرسوها.
فهل الأستاذ دندراوي مدرك لأهمية دور عالم الجيولوجية المختص بدراسة طبيعة الطبقات الأرضية للكواكب الأخرى، واللي هو وصفه بـ “مصوّر أحجار”، وهل الدكتور فاروق الباز يعتبر برضه موظّف في ناسا ومصور أحجار ولا الوصف ده ينطبق فقط على دكتور عصام حجّي شخصيًا؟
ثالثًا: ما ذنب العلم الذي لم تدرك أهميته يا أستاذ دندراوي؟
الحقيقة اللي بتظهر لأي شخص يقرأ المقال بوضوح، هي إن الأستاذ دندراوي الهوّاري بيحاول يشخصن الموضوع في نقده لدكتور عصام، بسبب إعلانه عن نيته للترشّح للإنتخابات الرئاسية، طيب إيه دخّل العلم في موضوع زي ده؟ عنوان المقال _كعادة الجريدة/الموقع يعني_ بعيد عن متن ومحتوى الموضوع، لأن الموضوع مجرد سخرية من فكرة ترشّح دكتور عصام حجي للإنتخابات، إيه علاقة شغله بالأمر ده؟
فكرة التسفيه من العلم، ماهياش الزاوية الأفضل، أنا مش قصدي أعدّل على المقال، لكن تسفيه العلم ده “محشور” في المقال، ومش هو الأساس. فهنا إحنا قدام أمرين، إما إن الأستاذ دندراوي، مش مدرك قيمة البحث العلمي، اللي هي أساس فهمنا للكون، بحركة الأجرام السماوية، ومدى تأثير الشمس والقمر علينا، زائد كمان فهمنا لفكرة إن الأرض نفسها، اتوجدت بسبب تفاعلات كيميائية حصلت في الفضاء.
يعني كل ده ماكناش هنقدر نعرفه، من غير العلم اللي الدكتور عصام حجّي واللي زيّه بيعملوه. فالحقيقة غريب من الأستاذ دندراوي كرئيس تحرير يعني، اللي هي وظيفة من المفترض إن شاغلها يكون شخص مُثقّف وفاهم إنه يكون غير مدرك لأهمية العلم.
يعني مثلًا لو كنّا بنعتبر الصيدلي بيّاع بامبرز، والمهندس المدني مقاول وبنّا، والدكتور البيطري دكتور بهايم، والفيزيائي شخص بيشد في شعره طول الوقت في معمل، ممكن نعمل كده بينا وبين بعض، مش هتبقى أزمة، لكن لما يطلع الكلام من رئيس تحرير واحدة من أكبر الجرائد/المواقع المصرية، يبقى في ازمة، لأن الشخص اللي المفروض يكون بيفهّم الناس أهمية العلم، هو نفسه اللي بيسفّه منه، علشان يهاجم شخص فكر بس يترشح لإنتخابات.