.
ليه وإزاي؟

الديجافو: الرؤية ما بين العقل والعين!

كتب: أحمد حسين

داخل مكان بتروحه لأول مرة عشان تحضر الكورس بتاعك، حد جاي في وشك بسرعة وخبطك، اعتذر وسألك باهتمام عن مكان قاعة 4، بعد ما جاوبته شكرك ومشي، لكن إنت فضلت واقف في مكانك كل اللي بتفكر فيه في اللحظة دي، إنك شوفت المشهد ده بالظبط قبل كده، بس مش قادر تفتكر شوفته امتى وفين؟ وده بالظبط، اللي الفرنساويين بيطلقوا عليه ”ديجافو – Deja Vu“.

الديجافو: قديمة شوفناها قبل كده

كلمة ديجافو نفسها معناها حاجة شوفتها قبل كده. أول واحد قالها كان كاتب فرنسي اسمه ”إميل بواراك“. الحالة دي بيختبرها حوالي 90% من سكان هذا الكوكب، على الأقل مرة واحدة في حياتهم، بعد سن الـ10 سنين لأن قبل كده صعب تشعر بالإحساس ده.

والصعوبة هنا بتكمن في إنه مش شيء ممسكوك، يعني مايقدرش الأطباء يحددوه بالظبط نظرًا لإنه مش شيء بيغير في كيمياء المخ، فيتعرف بالرنين المغناطيسي لأ، ده شعور محدش يقدر يشرحه بالظبط ولحد دلوقتي العلم لم يتوصل إلى شرح ثابت لفكرة الديجافو نفسه، كل ما هنالك إن العلماء عملوا حوالي 40 نظرية مختلفة، منهم 3 رئيسيين هما اللي بيشرحوا الفكرة بشكل عام.

في طبيب نفسي اسمه ”إنديل تولفينج“ قال جملة عظيمة في أحد كتبه، ووصف الذاكرة على إنها سفر ذهني عبر الزمن. بمعنى إيه؟ يعني إنت لما بتفتكر حاجة، بتفكر كل حاجة حواليها، سياقها والأحداث اللي حصلت قبلها والأحداث اللي حصلت بعدها. لكن لما تحس إنك شفت الحاجة دي قبل كده، بس مش قادر تفتكر سياقها، ده معناه إن اللي إنت شوفته ده هو الديجافو.

المخ يدرك قبل الحواس أحيانًا

أحد النظريات اللي بتشرح الديجافو بتقول، إن الحواس لما بتدرك أكتر من شيء، ده كله بيتجمع مع بعضه في المخ كوحدة واحدة لذاكرة خاصة بذاتها. يعني فرضنا إنك بتعمل حاجة بتستخدم فيها حاسة الشم والرؤية واللمس، وحاستين من دول وصلوا المخ أسرع من التالتة، فاللي هيحصل إنه لما الحاسة التالتة توصل المخ، هيتعامل معها على إنها جديدة، بس إنت هتحس في نفس الوقت إنها مألوفة.

في نظرية تانية، بتقول إن الموضوع له علاقة بفكرة الذاكرة في مخنا. لما بتختبر أي موقف، بيتحول الموقف ده لذكرى، والذكرى دي بتتسجل الأول في الذاكرة قصيرة المدى، وبعدها بتتنقل للذاكرة طويلة المدى وتبقى شيء من الماضي. الديجافو بقى بيحصل نتيجة خلل في الأمر ده، فالذكريات تتنقل بسرعة إلى الذاكرة طويلة المدى، فتبدأ تشوف الحدث ده على إنه قديم، وتحاول بقى تفتكر إنت شوفته فين قبل كده.

النظرية التالتة، بتتكلم عن فكرة السرحان أو الغياب عن الوعي للحظات، لدرجة إنك تبقى بتتصرف حسب اللاوعي. في الوقت ده بقى، لو حصلت قدامك حاجة وإنت انتبهت لها، في الأغلب هتقول إنك شوفتها قبل كده، لأنك في الحالة دي سجلتها بالأساس في اللاوعي، وأول ما انتبهت شوفتها في الواقع عادي وبعقلك الواعي، حسيت إنك شوفتها قبل كده، وده برضه ممكن يكون تفسير من تفسيرات الديجافو الكتير.

دي مش كل النظريات والتفسيرات الخاصة بالديجافو. جزء كبير من العلماء والباحثين بيحاولوا يلاقوا لها سبب علمي محدد، لكن لحد دلوقتي للأسف مفيش، فعلى ما يتوصل العلماء لسبب واضح وصريح، لما تشوفوا أي شيء مألوف، تعاملوا مع الأمر بشكل عادي، إنتوا بتختبروا الديجافو يا جماعة 😀


المصادر: theconversation TexasUni

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى