.
ليه وإزاي؟

يبقى إيه ده حلم ولا علم؟ الاتنين!

كتب: أحمد حسين

ميزة الأحلام إنها الجسر اللي بنمده في اللاوعي علشان نوصل للي مش قادرين نحققه وإحنا واعيين، أو على الأقل دي ميزة الأحلام بالنسبة لي. الأحلام _بشكل عام_ ليها نوعين: الحلم غير الواعي وده اللي بتحلمه وإنت نايم، وفي الغالب مابيكونش لك أي يد فيه، يعني عقلك الباطن هو اللي قايم بكل حاجة. والنوع التاني أحلام اليقظة، اللي غالبًا بتحقق فيها كل اللي مش قادر تحققه في العالم الواقعي.

الأحلام متنوعة جدًا، والحقيقة جزء كبير منها بتكون سوريالية ولا تنطبق عليها قواعد المنطق. لكن في بعض الأحلام، مش هنقول ليها تفسير، بس ممكن يكون لها أثر في الواقع، وتتحقق وبتتحول بعد كده لقصص مهمة في حياة أصحابها. ممكن تحلم إنك بتجري في متاهة، وتصحى تكتب رواية (لو عندك الموهبة يعني). أو ممكن تحلم بمشهد لعروسة بتجري بفستانها الأبيض على الكورنيش، فتصحى تكتب فيلم وينجح فعلًا.

كل ده بيكون متوقف على قدرتك في تحويل الحلم ده لحقيقة، وفي ناس بالفعل قدروا يعملوا كده، وهنتكلم على كذا حد منهم.

لاري بيج: حلم وجنبه 100 صفر!

لمن لا يعلم، لاري بيدج هو أحد مؤسسي جوجل. لاري صرّح بنفسه في مهرجان (The breakthrough prize)، عن إزاي جات له فكرة جوجل. قال إنه لما كان في الجامعة، كان بيصاب كتير بنوبات خوف غير مبررة، وكمان كان عايش يومه في قلق دائم، وبسبب القلق ده لاري كان بينام كتير. في أحد المرات وهو نايم حلم إنه بيعمل داونلود لكل المواقع اللي على الإنترنت، وصحي وهو حاسس إن الحلم ده غريب جدًا، لكنه مش مستحيل.

الأحلام

الكلام ده كان في منتصف التسعينات. لاري في نفس الليلة بدأ يحسب الموضوع رياضيًا علشان يتأكد إذا كان قابل للتحقق ولا لأ. حسب حسبته وأدرك إن الموضوع مش صعب يتحقق خالص، وعمل زي موقع يقدر إنه يستكشف شبكة الإنترنت ويحدد الصفحات المهمة/المشهورة/المنتشرة، ويساعد كمان الشخص اللي بيدور على شيء موجود على المواقع دي. خوارزمية معقدة شوية لكنه قدر يصممها بالفعل مع صديقه وشريكه في المشروع «سيرجي برين». وبعدها، اتحول المشروع ده من حلم صغير لأهم موقع بحثي على الإنترنت حاليًا.

من حلم مرعب إلى رواية مرعبة برضه!

«ماري شيلي» كاتبة إنجليزية عاشت في القرن التاسع عشر. الكاتبة دي كانت متجوزة شاعر اسمه «بيرسي شيلي». في يوم قرروا هما الاتنين إنهم ياخدوا أجازة إبداعية، يروحوا مكان هادي يأجرّوا مكان هناك، ويفضلوا يكتبوا بقى. في الوقت ده، كل يوم جوز ماري يسألها: «كتبتي حاجة؟» فتنفى بشيء من العجز. المهم إن ماري حسّت في الوقت ده إن طاقاتها الإبداعية مش شغالة كويس، فقررت إنها تنام أطول وقت ممكن.

في أحد الليالي، ماري حلمت بحلم غريب جدًا. المفروض إنها كانت في مكان أشبه بالمدرسة، وشافت طالب قاعد جنب شيء عمّال بيجمّع فيه. ماري في الحلم توهّمت إن الشيء ده هو راجل شكله بشع جدًا، والطالب بيحاول عن طريق موتور قوي إنه يصحيه، وبالفعل الراجل البشع ده أظهر علامات على رجوعه للحياة.

الأحلام

ماري قالت إن الحلم كان مخيف جدًا، بس في نفس الوقت مثير جدًا. وبالفعل بدأت في كتابة روايتها، اللي اتنشرت في سنة 1818 تحت اسم «فرانكنشتاين»، اللي كلنا عارفينها، وفي وقتها أشاد بيها الكثير من النقاد، وحققت بالفعل وبتحقق كل يوم قراءات ومبيعات كبيرة جدًا، واتحولت لأفلام كتير في كل دول العالم، وأصبحت واحدة من أشهر الروايات في العالم.

الرماح دي بتخيّط بني آدمين؟

«إلياس هاو»، مخترع آلة الخياطة الميكانيكية عام 1845. الراجل كان عنده فكرة لطيفة، ليه مانخترعش ماكينة يكون فيها إبرة تخيّط الهدوم، من غير ما نتعب ولا نخيّط بنفسنا ولا حاجة من دي. كل اللي كان ناقصه، إنه يعرف إزاي بقى يعمل الابتكار ده وينفذه بشكل مظبوط لأنه ماكنش عنده أي تصوّر للموضوع ده.

الأحلام

في يوم من الأيام، حلم إلياس إنه مربوط في شجرة، وحواليه مجموعة من أكلي لحوم البشر، وكلهم ماسكين رِماح (جمع رُمح) وعمالين يرفعوها وينزلوها. وإن راس الرِماح دي كانت بتتحرك بشكل سلس جدًا صعودًا وهبوطًا. لما إلياس صحي وفكر في الموضوع، قال ليه ماتكونش الإبرة فيها الخيط وتفضل تطلع وتنزل كده علشان تخيّط مع تحريك الهدوم؟ وبالفعل قدر بعدها يبتكر ماكينة الخياطة الآلية.

البنزين تعابين والجدول الدوري مترتب

سنة 1858، في عالم في الكيمياء العضوية اسمه «فريدريك أوجست كيكولة»، الراجل ده هو اللي رسم رسمة البنزين الرخمة اللي ضايقتنا وإحنا في ثانوية عامة. الموضوع ده حصل برضه عن طريق الحلم. فريدريك وهو نايم حلم إن فيه مجموعة من التعابين بتاكل ديلها، والحلم ده أوحى له بفكرة البنية الكيميائية للبنزين (C6H6).. غريب! صح؟

الأحلام

في عالم كيميائي تاني، وهو «ديمتري مندلييف» وهو اللي ابتكر فكرة الجدول الدوري، اللي برضه بهدلنا في ثانوية عامة وقبل ثانوية عامة الحقيقة. المهم إن مندلييف سنة 1869 حس إنه نعسان، عادي مفيهاش حاجة، فدخل نام وكان بيفكر قبلها في طريقة لتنظيم العناصر الكيميائية حسب الرقم الذرّي. وبالفعل حلم مندلييف إنه شايف جدول فيه مربعات كتير، كل مربع مكتوب فيه العنصر ومعاه رقمه الذري. طبعًا صحي من الحلم وكتب الفكرة ورسم الجدول الدوري، وفي النهاية أصبح هو ده الأساس.

الشيطان عازفًا بنفسه!

في القرن الثامن عشر، كان في ملحن وعازف كمان إيطالي شهير اسمه «تارتيني». الراجل ده عمل مقطوعة اسمها «سوناتا الشيطان»، فلما سألوا عن سبب التسمية العجيبة دي، قال إن الشيطان هو اللي عزفها!

الموضوع حسب ما قال تارتيني نفسه، إنه سنة 1713 حلم إنه بيعقد صفقة مع الشيطان، والشيطان طلب روحه فهو اشترط عليه إنه يختبره، أيوه تارتيني عايز يختبر الشيطان. المهم إداله الكمان وقال له إعزف. تارتيني بيوصف حالته في الحلم، بإنه كان نفسه هيتقطع وقلبه هيقف من كتر ما المقطوعة اللي بيعزفها الشيطان حلوة. الراجل قام من النوم وجري على النوتة الموسيقية علشان يلحق يدوّن فيها اللي فاكره من المقطوعة.

الأحلام

طبعًا على قد ما يقدر افتكر ودوّن، لكنه قال إن اللي دونه ده، مايجيش حاجة في اللي سمعه من الشيطان في الحلم، وإنه لما دونه كان بيفكر يكسّر الكمان ويسيب الموسيقى والعزف تمامًا، ببسبب إن اللحن ماكانش مظبوط أوي زي لحن الشيطان. ومع ذلك تعتبر سوناتا الشيطان من أكتر المعزوفات المعروفة في العالم.


المصادر: sciencechannel cambridgehistory brainpickings britannica stanford brilliantdreams

Footer

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى