دقنك دي ولا مضاد حيوي؟!
كتب: أحمد حسين
تخيل أنك تبحث عن مضاد حيوي جديد لمقاومة الأمراض، فمن أين تبدأ يا ترى؟ من مستنقع؟ أم من أحد الجزر النائية في المحيط الأطلنطي؟ ماذا لو قلت لك أن تبدأ البحث في ذقنك؟
من المعروف، تقريبًا لدى الجميع، أن الذقن تعتبر مرتعًا مريحًا للبكتيريا المضرة والأمراض والحشرات الغريبة، للدرجة التي جعلت أحد الصحف المشهورة عالميًا تنشر مقالًا تحت عنوان: ”بعض الذقون تحمل بكتريا أكثر من الحمامات“.
في دراسة نُشرت في أحد الدوريات ”Journal of hospital Infection“، قام الباحثون بفحص 408 وجه من وجوه العاملين بالمستشفى سواء كانوا بذقن أو بلا ذقن، حيث يُفترض أن المستشفيات تتمتع بدرجة نظافة أكبر من الأماكن العادية لحرصهم على عدم نقل العدوى. وبما أن الأيدي والجسد والرأس والفم يمكن تغطيتهم، فماذا عن الذقن؟ هل يمكن للذقن نقل البكتيريا الضارة بين البشر؟
اكتشف الباحثون في هذه الدراسة عدم صحة هذا الأمر، فقد كانت نسبة أحد أنواع البكتيريا الشائعة والناقلة للعدوى بداخل المستشفيات أكثر بثلاث مرات عند العاملين حليقي الذقن من زملائهم الذين يمتلكون ذقون. والسبب في ذلك هو أن من يحلقون ذقونهم تخدش الشفرات الحادة جلدهم، مما يهيئ بيئة مناسبة تسمح للبكتريا بالتوالد والتكاثر.
المفاجئ في الأمر أيضًا، أنه بعد إرسال بعض العينات التي تم فحصها إلى ”د. آدم روبرتس“، عالم الأحياء الدقيقة بجامعة كلية لندن، اكتشف أكثر من 100 نوع من البكتيريا موجودة في الذقون. قال روبرتس بأن هذا أمر طبيعي تمامًا، لكن العجيب في الأمر، هو وجود بعضًا من هذه البكتيريا يمكنها _بشكلٍ ما_ قتل البكتيريا الضارة الأخرى، فاكتشف وجود ميكروبات يمكنها فعل ما تفعله المضادات الحيوية.
هناك الآن نية من د. روبرتس في استخراج نوع جديد من هذه البكتيريا التي تتواجد في الذقون، فهو يرى أن هذه الميكروبات العجيبة يمكنها أن تكون هي السبيل لتطوير المضادات الحيوية، التي لم يتم تطويرها منذ 30 عام.
المصادر