.
النشرة

دراسة: المزاج السيء سبب وجود متصيدي الإنترنت

كتب: أحمد حسين

من السهل أن نفكر في متصيدي الإنترنت (Internet Trolls) على أنهم شخصيات وحيدة، تتصيّد الأخطاء بسبب عقدة نقص عميقة خاصة بهم، لكن وفقًا لدراسة جديدة، فإننا جميعًا يمكن أن نتحوّل إلى متصيدي أخطاء إذا مر بنا مزاجٌ سيء.

أجرت الدراسة مجموعة من الباحثين بجامعة ستانفورد وجامعة كورنيل، وحاولوا إيجاد سببًا لانخراط بعض الناس في سلوك مؤذي ومسيء وتخريبي تجاه الأخرين. طلب الباحثون من أكثر من 650 شخص أن يدخلوا اختبارًا لتغيير مزاجهم، عن طريق نوعين من الاختبار إما اختبار مُحبط وصعب للغاية، أو سهل بطريقة مُثيرة للحنق، ثم طلبوا منهم الإجابة على استبيان مفصل لبيان حالتهم المزاجية الحالية، ثم طلبوا منهم قراءة خبر منشور على أحد المواقع والتعليق عليه.

بعد قراءة المادة الإخبارية، وبعد كتابتهم للتعليقات، قيّم اثنان من الخبراء تعليقاتهم ليروا ما إذا كانوا سيتصدوا الأخطاء ويتنمّروا على الخبر وكاتبه بالشتم والهجوم على شخصه. وجد الخبراء أن 35% منهم فقط هم من تعاملوا مع الأمر بعقلانية، البقيّة تنمّروا على كاتب الخبر، و50% من هؤلاء البقية كانوا ممن تعرضوا للاختبار الصعب.

في الجزء الثاني من الدراسة، نظر العلماء لمجموعة من البيانات من حوالي مليون مشترك و26 مليون مشاركة في قسم التعليقات بموقع السي إن إن في عام 2012. نظر العلماء في تاريخ التعليقات والساعة التي قيلت فيها، ووجدوا أن متصيدي الأخطاء ينشطون ليلًا وفي الأوقات المبكرة من الأسبوع، والتحليلات أظهرت أيضًا أن أكثر من يعطون علامات سلبية لتعليقات الأخرين، هم ممن يحصلون على علامات سلبية، وما يفعلونه هو رد فعل انتقامي من الجميع.

قال «جوري ليسكوفيتش» قائد البحث، إنها دوامة من السلبية، والأمر لا يحتاج سوى شخص واحد يستيقظ بمزاج عَكِر، ليخلق شرارة تُشعل فتيلًا من المناقشات المتشاحنة والألفاظ السيئة الموزّعة على الجميع مجانًا، ويبدأ الخيط في الكرّ، محادثة سيئة تؤدي إلى محادثة أسوء، وتنغلق الدائرة أكثر فأكثر.

بعض وسائل الإعلام اختارت أن تُزيل الجزء الخاص بالتعليقات في السنوات القليلة الماضية، برر بعضهم السبب في أن أغبى الآراء تحصل على أعلى العلامات الإيجابية. يأمل الباحثون أن تستمر طرق منع متصيدي الإنترنت مما يفعلونه، عن طريق إبلاغ منصات وسائل الإعلام أن تخلق مساحات أفضل للمناقشة، خصوصًا في الوقت الذي تنتشر فيه الأخبار المثيرة للانقسام.


المصادر: iflscience clr3

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى