مقاومات المضادات الحيوية تقذف جزيئات خداعية لخداع المضادات
كتبت: يارا كمال
فحص الباحثون في كلية لندن الإمبراطورية في المملكة المتحدة الخلايا البكتيرية والفئران المصابة بها وتوصلوا إلى أن بعض بكتريا المكورات العنقودية الذهبية قد تستخدم نظام الجزيئات الخداعية، ويعتقدوا أنه لهذا السبب هناك حوالي 30% من الإصابات بالمكورات العنقودية الذهبية المقاومة الميثيسيلين (MRSA) لا تُعالج بالمضاد الحيوي الدابتوميسين، فيمنكها تجنبه من خلال إطلاق جزيئات خداعية والتي يستهدفها المضاد بدلًا منها.
قال ”أندرو إدواردز“، المسئول عن الدراسة، إن هذه الجزيئات الدهنية تتصرف مثل القنابل المضيئة الخداعية التي تطلقها الطائرات المقاتلة لتجنب قذيفة. يستهدف المضاد الحيوي الجزيئات الخداعية بالخطأ، مما يسمح للبكتريا لتجنب الدمار، وهذه هي المرة الأولى التي يُرى فيها نظام الخداع هذا في بكتريا (MRSA). نُشرت هذه الدراسة في دورية ”Nature Microbiology“ الشهرية.
تعتبر هذه البكتريا السبب في آلاف الوفيات حول العالم كل عام، وهي أصعب من أن تُعالج من أغلب بقية سلالات المكورات العنقودية الذهبية لأنها مقاومة للمضادات الحيوية شائعة الاستخدام.
يقتل الدابتوميسين _وهو المضاد الحيوي الذي استعانوا به في النهاية_ هدفه من خلال الإغلاق على مادة دهنية يطلق عليها ”phosphatidylglycerol“ والتي توجد على غشاء الخلية البكتيرية، ثم يخرق المضاد الحيوي الغشاء وتموت الخلية بعدها بوقتٍ قصير. إن الدابتوميسين أظهر فعالية في إصابات (MRSA)، ولكن ليس جميعها.
بدأ ”إدواردز“ وفريقه بالكشف عن استراتيجية البقاء لدى هذه البكتريا. باستخدام تقنية تُسمى (استشراب طبقة رقيقة)، والتي تفصل المركبات مثل الجزيئات الدهنية، وجدوا أن بكتريا (MRSA) تُطلق جزيئات مصنوعة من الـphosphatidylglycerol، وهو نفس نوع المادة الدهنية التي توجد على الطبقة الخارجية من الـ(MRSA).
في الغالب، يُغلق الدابتوميسين على هذه الطبقة الدهنية، لكن عندما تُطلق البكتريا جزيئات ”phosphatidylglycerol“ الخادعة، يُغلق المضاد الحيوي عليها بدلًا من البكتريا مما يُبطل مفعوله.
وأظهرت مزيد من التجارب إنه يمكن تجنب ذلك جزئيًا باستخدام مضاد حيوي ثانٍ مشابه للبنسيلين يُدعى ”أوكساسيلين“. بالرغم من أن بكتريا (MRSA) مضادة للأوكساسيلين، إلا أن استخدامه جنبًا إلى جنب مع الدابتوميسين يسمح لهبقتل البكتريا بشكل أكثر فعالية.
___________________________________________________________________
المصدر: cosmosmagazine