بعد ”موقعة الكوندوم“ : أستاذ طلعت إجابتك عندنا
كتب: محمد عبد المجيد
اعتدنا التفاوت الهائل في ردود الأفعال حول ما يدور من أحداث في مصر، خاصةً عندما يتعلق الأمر بواقعة غريبة علينا أو مثيرة للجدل، ولا يخفى علينا ”موقعة الكوندوم“. ولكن ما استوقفنا هو رد فعل الفنان طلعت زكريا، الرجل متأزم يا جماعة، حيث خرج علينا بتصريحه المستاء ”ولادنا بتسأل يعني إيه الواقي الذكري ومش عارفين نجاوب؟“.وعليه أستاذ طلعت نحب نقولك سيب لنا الطلعة دي.
الواقي الذكري، من قرون الحيوانات للبركنة
قديمًا، اكتشف الإنسان طرق متعددة لمنع وصول السائل المنوي من الرجل لمهبل المرأة خلال عملية الإتصال الجنسي. إن فكرة العازل ليست مستحدثة، بل تقول بعض المصادر أنها تعود لـ 11 ألف سنة قبل الميلاد. تراوحت الوسائل ما بين أمعاء الحيوانات، لقرون رقيقة، لقطع من القماش زي الكتان المعالج عند قدماء المصريين، حتى أن الصينيين استخدموا صدفة السلحفاة!
تغير الأمر تمامًا مع الحماسة التي صاحبت المطاط في بدايات القرن التاسع عشر واكتشاف عملية البركنة ، وهي عملية كيميائية تهدف إلى تحويل المطاط لمادة ذات درجة تحمل أكبر. قبل البركنة، كانت تجارة وتصنيع المطاط تواجه الخسائر، بسبب تأثر الخام بالحرارة بشكل كبير، كان الأمر أشبه بوصف “خشبة في البرد، ومهلبية في الحر”. سنة 1837، شهد السوق خسائر بملايين الدولارات، رجال أعمال في الزنازين، مستهلكون مشمئزون من ريحة المنتج، ومخترعون يحاولون أن ينقذوا الموقف. وظنّ العالم أنه قد كُتبت شهادة وفاة المطاط للأبد.
يعتبر المخترع والكيميائي الأمريكى ”تشارلز جوديير“ هو الأب الروحي للواقي الذكري بعد اكتشافه ، وبعد معاناة كبيرة، لعملية البركنة في عام 1839. بشكل أوضح البركنة، أو الـ Vulcanization، هى عملية معالجة المطاط الخام، بعنصري الكبريت والرصاص مع الحرارة. والحقيقة إن اكتشافها كانت صدفة، بعد ما عينة مطاط معالجة بالكبريت وقعت على البوتاجاز! لكن جوديير أنكر هذه الصدفة، رغم الشواهد المؤكدة. المهم، مالناش دعوة، راجل مخترع وعنده الأنا منتفخة شويتين.
عملية البركنة فتحت آفاق وآمال جديدة لخامة ظن العالم أنها مُندثرة لا محالة، وأصبحت مجالات تطبيقها غير محدودة، منها التطبيقات الطبية، مثل الواقي الذكري. بالطبع، تطورت أساليب تصنيع الواقي الذكري بشكل كبير في عصرنا الحالي، الفيديو التالي عن إحدى طرق التصنيع تلك المتبعة الآن.
إذن ..
الواقي الذكري، ببساطة، أسطوانة من المطاط المعالج، هدفه السماح بالإتصال الجنسي دون التلامس المباشر بين الأعضاء التناسلية، لمنع وصول السائل المنوي من الرجل إلى المرأة، فهو إحدى الوسائل الطبية المستخدمة لتجنب حدوث الحمل. وفي أحيان أخرى يتم استخدام الأوقية الذكرية لمنع انتقال الأمراض من أحد الطرفين إلى الآخر.
لكن كيف تشرح تلك الأمور لابنك أو بنتك؟
- لا تتهرب من السؤال: الأطفال عندهم شغف لمعرفة اللي بيدور حولهم. لو معندكش إجابة، قولهم هشرح لكم بعدين، بشرط إنك تجاوبهم فعلا بعد ما تلاقي الطريقة الأنسب والأبسط لتوصيل المعلومة، وإلا هيفضل السؤال يلح عليهم، وهيدوروا على مصدر آخر للمعلومة ومش بالضرورة يكون صحيح أو ملائم لعمرهم في الوقت ده.
- لاحظ نبرة صوتك: لازم تراقب نبرة صوتك وأسلوبك، وانت بتجاوب على السؤال. الأطفال في السن دة بتؤثر فيهم العاطفة أكتر من المعلومة. بمعنى أصح، هل انت خجلان، متنرفز، غضبان؟ بشكل أو بآخر انت كده بتوصل لهم إن سؤالهم ده جريمة. خلي بالك الانطباع دة مش هيروح مدى الحياة، وهيبقى جزء من شخصيتهم! أحسن طريقة إنك تتكلم بشكل حيادى، كما إن ده هيخلي الطفل يثق في ردك على السؤال.
- اختصر، تنجز: الأطفال مش بتحب الرغي الكتير. وراهم مشاغل بعيد عنّك. متفكرش تقرا لهم محتوى المقال ده مثلًا. ده ليك مش ليهم، وعليه خلي جوابك مختصر في جملتين بالكتير. وحاول تكون إجابتك متوافقة مع اللي هما بالفعل يعرفوه، ولو حد منهم سأل بخصوص معلومة قلتها، جاوبه باختصار برضه، واوعى تتعصب بدافع إن ماعندكش وقت، أو إن طفلك غبي أو قليل الأدب، أو إنك مش عارف ترد عليه بإيه، لازم تحترم فضوله، حاول.
- الإجابة وفقاً لمدى المعرفة: يعني باختصار، لو الطفل معندهوش فكرة عن العملية الجنسية، الإجابة تكون عامة. مثلًا: ”دي حاجة بيستخدموها الكبار عشان ميخلفوش قبل ما يكونوا مجهزين حاجات النونو“. لو الطفل سنه أكبر، ممكن تستخدم إجابة أكثر تحديدًا على حسب معلوماته.
لعلي أكون قدرت أجاوب على السؤال، بالطبع ستبقى ألاف الأسئلة الأخرى والتي لن نجد ردًا عليها سوى في العلم، وسنحاول أن نتعرض لها معكم أملًا أن نصل لإجابة السؤال الذي يؤرقنا ”مين طفّى النور!؟“.
المصادر