.
النشرة

علاج جديد للعقم أقل ضررًا وتكلفةً من التلقيح الصناعي

كتبت – يارا كمال
طوّر فريق من علماء طبيين أستراليين وبلجيكيين علاج أرخص وأبسط للعقم باستخدام عقاقير أقل، وعُرضت النتائج في الاجتماع العلمي السنوي لجمعية علم الأحياء الإنجابي. لن يتوفر هذا العلاج في وقتٍ قريبٍ، ولكنه يمثّل تقدم مهم في أبحاث الخصوبة.
ساعد التلقيح الصناعي الأزواج اللذين يعانون من العقم على الإنجاب لأكثر من 35 سنة. وبرغم تطور هذه التقنية، فإنها تظل عملية عالية التكلفة ومجتاحة للجسم ولها آثار جانبية كبيرة.
يتطلب التلقيح الصناعي من النساء تناول عقاقير للخصوبة مثل الهرمون المنشط للحوصلة (FSH) لتحفيز نمو البويضات قبل أخذها من المبايض. كما يجب أن تُحقن النساء بشكل يومي من أسبوعين لأربعة أسابيع قبل جمع البويضات.
تحتاج النساء اللاتي سيتعرضن للتلقيح الصناعي إلى المتابعة عن كثب عن طريق اختبارات الدم والموجات فوق الصوتية المتكررة للتأكد من أن المبايض تستجيب كما المتوقع.
قد يؤدي تناول أدوية الخصوبة من أجل التلقيح الصناعي إلى مشقة كبيرة تتضمن ألم بسبب الحقن المتكرر والانتفاخ والتقلبات المزاجية والغثيان والتقيؤ وحنان الثدي، وفي بعض الحالات النادرة، من الممكن أن يفرط المبيض في الاستجابة مما يؤدي إلى دخول المستشفى كحالة طارئة.
أما إنضاج البويضات معمليًا، فهي تقنية لعلاج العقم أيضًا ولكنها تستخدم تحفيز هرموني طفيف أو لا تستخدمه من الأساس. باستخدام هذه التقنية، يمكن إنضاج البويضات داخل المعمل، ثم تلقّح كما يحدث في التلقيح الصناعي.
وحاليًا، يتلقى مرضى إنضاج البويضات في المعمل الهرمونات لمدة ثلاثة أيام، ولكن حتى ذلك قد لا يُضطر إليه. ففي التربية المتقدمة لحيوانات المزرعة، حيث طُبِق إنضاج البويضات معمليًا بشكل ناجح لمدة عقود، لم تتناول الحيوانات أي عقاقير.
وكما تتناول النساء اللاتي يخضعن لإنضاج البويضات معمليًا عقاقير أقل، فهن يحتاجن إلى متابعة أقل، واختبارات دم وموجات فوق صوتية أقل أيضًا. ولكن العيب الأساسي في إنضاج البويضات معمليًا عن التلقيح الصناعي هو معدلات الحمل الأقل، لذا يفضّل الأطباء والمرضى التلقيح الصناعي.
منذ ظهور التلقيح الصناعي في السبعينات من القرن الماضي، أخذ العلماء خطوات كبيرة في فهم كيفية تحمّل البويضة للمراحل الأولى من الحياة، وعرفوا أن المبيض والبويضة يستفيدان من الهرمون المنشط للحوصلة الذي تتلقاه السيدات اللاتي يجرين تلقيح صناعي، لذا بدأ الباحثون معالجة البويضة في المعمل بدلًا من علاج النساء.
وكان الهدف من هذا النهج هو استعادة العمليات الطبيعية التي تحدث أثناء نضج البويضة في المبيض إلى أقصى حد ممكن في المعمل. منذ حوالي 10 سنوات، اجتمع فريق متعدد التخصصات والجنسيات للتصدي لهذا التحدي.
تبعث البويضات إشارات عامل النمو الدقيقة إلى الخلايا الحاضنة المجاورة، لتوجيه تلك الخلايا لتنشئة البويضة في المبيض. واكتشفوا أن إضافة عوامل النمو إلى البويضات أثناء إنضاجها معمليًا يحسن جودة البويضات مما يؤدي إلى المزيد من الأجنة بجودة أفضل.
واكتشف “دافيد موترسهيد”، عالم كيمياء حيوية مختص بالبروتينات من الفريق في أديلايد، عامل نمو أساسي للبويضة يُدعى “cumulin” ثم صنعه.
في التجارب الأولية لمعالجة بويضات الخنازير في المعمل، عزز الفريق عملية إنضاج البويضات معمليًا بإضافة توليفة من الـ”cumulin” وجزيء صغير لإرسال الإشارات يُدعى “cAMP”.
وتوصّل الفريق لتحسن في جودة البويضة وتضاعف في إنتاجية الأجنة (أي نسبة البويضات التي تبقى حتى مرحلة الجنين) بالمقارنة بالطريقة التقليدية لإنضاج البويضات معمليًا. ولكن هذه النتائج مازالت في مرحلة إثبات الفكرة لدى البشر.
ففي التجارب قبل الإكلينيكية، توصل الباحثون إلى أن إضافة “cumulin” و”cAMP” لإنضاج البويضات معمليًا يؤدي إلى تحسن في جودة البويضة وزيادة بنسبة 50% في إنتاجية الأجنة.
وبتحسين عملية إنضاج البويضات معمليًا، يمكن توقع أن تصل تلك العملية إلى فعالية التلقيح الصناعي، ولكن باستخدام عقاقير أقل.

المصدر: 

sciencealert

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى