.
النشرة

أدلة جديدة عن العلاقة بين الشلل الرعّاش وبكتيريا الأمعاء

كتبت: مها طــه

وجد الباحثون سبب آخر للتفكير في أن أعراض مرض الشلل الرعاش يمكن أن تكون نتيجة لنوع من البكتيريا التي تعيش في القناة الهضمية. خلال السنوات الأخيرة، عكف العلماء على دراسة السبب الجذري لمرض الشلل الرعاش ولفت انتباههم وجود علاقة بين المرض وبين بكتيريا الأمعاء، حيث عثروا على فروق ملحوظة بين أمعاء المرضى والأصحاء.

حاليًا فريق من الباحثين في جامعة ألاباما في برمنجهام في الولايات المتحدة الأمريكية، ساهموا بدليل جديد للربط بين مرض الشلل الرعاش والميكروبيوم (الكائنات الدقيقة بالامعاء)، قال الباحث «هايدي بايامي» أن توازن البكتيريا في القناة الهضمية أمر بالغ الأهمية للحفاظ على الصحة العامة وأن حدوث أية تغييرات فيها يرتبط بمجموعة من الاضطرابات.

حلل الباحثون عينات من بكتيريا الأمعاء لـ197 مريضًا يعانون من مرض الشلل الرعاش من ثلاثة مناطق مختلفة في الولايات المتحدة الأمريكية، وقاموا بمقارنة أنواعها ووظائفها مع عينات من 130 شخص سليم.

النتائج أظهرت اختلافات كبيرة وملحوظة في أعداد وانواع البكتيريا بين المجموعتين، ولاحظوا أيضًا وجود اختلاف في عملية التمثيل الغذائي للأدوية المختلفة، وبعبارة أخرى فإنه إما ان تكون الادوية التي ياخذها المرضى لها تأثير بكتيريا الأمعاء أو أن البكتيريا نفسها تؤثر على طريقة تعامل أجسامهم مع الأدوية المختلفة.

بكتيريا الأمعاء الخاصة بنا تلعب دورًا مهمًا في تكسير ما يُسمى بـ«الاكسيوبيوتك»، وهي مواد كيميائية لا يفترض أن تكون موجودة داخل أجسام الكائنات الحية، وهذه المادة لا تدخل فقط في أدوية الشلل الرعاش ولكن في المواد الكيميائية في البيئة المحيطة بنا من مبيدات حشرية وغيرها.

يبدو أن المزارعين كانوا أكثر عرضة للإصابة بمرض الشلل الرعاش من غيرهم، ومن المرجح أن يكون السبب المواد الكيميائية التي يستخدمونها فمن الممكن أن يكون تغيُر بكتيريا الأمعاء لديهم هي السبب، كما قال «بايامي» أن هذه التغيرات التي تحدث للبكتيريا قد تؤدي إلى آثار جانبية أخرى.

يُذكر أن أحد الأعراض المبكرة لمرض الشلل الرعاش هو الإمساك، لذلك لا يعتبر وجود ارتباط بين بكتيريا الأمعاء والإصابة بالمرض مفاجأة، وكما هو الحال في الكثير من الامور العلمية، فإنه من الصعب معرفة ما إذا كانت تغيرات البكتيريا هي التي تتسبب في المرض أو العكس.

المصادر: Wiley Online Library  Science Daily

Footer

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى