تطور الريش: الديناصور بقى عصفورة!
كتبت: يارا كمال
”ريشة ويا ريشة .. يكمل الجناح .. والله أحلى عيشة .. عيشة البراح“
الريش من الأشياء اللي بتجمع بين الرقة والتعقيد بشكل مذهل. يعني الريشة اللي كنا بنلعب بيها وننفخها لفوق دي، وتفضل تايهة في السما، هي هي الريشة اللي في جناح الطيور اللي لما حاولنا نقلّده عشان نعرف نطير إحنا كمان، ركبنا ريش في دراعاتنا. حتى تخيلاتنا عن الملايكة مثلًا، إن عندهم جناحات من ريش أبيض.
طيب يا ترى الريش أول ما ظهر في الكائنات على الأرض، ظهر على هيئته البسيطة شديدة التعقيد في نفس الوقت الحالية؟ وفي الحقيقة، الريش تطوّر على مدار ملايين السنين، لحد ما وصل لشكله الحالي. بس يا ترى اتطور إزاي؟
العلم توصل لإن الطيور هي الديناصورات اللي لسه عايشة معانا لحد دلوقتي، بمعنى إنهم تطور ما من الديناصورات، وده باين من التشابه اللي بينهم في هياكلهم العظمية. فيه ديناصورات معينة بتتشابه مع الطيور في بعض التفاصيل التشريحية مش موجود شبهها في أي حيوانات تانية، زي عظام الترقوة مثلًا. تخيلوا!
في أواخر التسعينات، علماء الحفريات بدأوا ينبشوا على أدلة حاسمة على فكرة إن الديناصورات كان عندها ريش، لسه موجودة على أجسامهم. من الوقت ده، العلماء توصلوا لإن فيه عشرات من أنواع الديناصورات عندها بقايا ريش. بعض الديناصورات دي حجمها قد البطريق مثلًا وفيه اللي قد أوتوبيس كبير.
وارد جدًا تكون مستغرب من إنه إزاي الديناصورات والطيور قرايب؟ إيش لم الشامي على المغربي؟ وإيه اللي جاب الريش للديناصورات؟
أبعد قريب للطيور من الديناصورات كان عنده ريش مستقيم يشبه الأسلاك. مع الوقت، الريش ده فضل يتفرّع لفروع بسيطة. في ذرية الكثير من الديناصورات، الريش المتفرع البسيط ده اتطوّر لريش معقّد أكتر، شوية منه شبه اللي موجود في الطيور دلوقتي.
في نفس الوقت، الريش بدأ ينتشر على أجسام الديناصورات، فبدأ الأول ببقع متناثرة من الزغب، لحد ما وصل لريش الطيور الكثيف واللي كان ممكن يمتد لحد رجليهم.
فيه حفريات قليلة احتفظت ببعض الجزيئات اللي بتدي الريش لونه، فعرفنا إن فيه نطاق كبير من الألوان الجميلة لريشهم: يعني فيه اللي ريشه أسود ولامع زي ريش الغراب، وفيه اللي مخطط أبيض وأسود، وفيه اللي ريشه عليه بقع حمرا.
وفيه بعض الديناصورات عندها عُرف على راسها، وفيه اللي عندهم ديول طويلة من الريش. برغم كل الريش ده، الديناصورات دي لحد الوقت ده مكانتش بتطير، لإن الطيران مش ريش بس، لإنه بيحتاج دراعات طويلة شوية، والديناصورات دراعاتها كانت قصيرة جدًا، وأجسامهم تقيلة أوي على إنها تقدر تطير بيها.
بس الفكرة إن مين قال لك إن الطيور دايمًا بتستخدم الريش عشان تطير؟ عندك طائر اسمه (دجاجة الأرض) بيستخدم الريش في إنه مايبانش في وسط خلفية البيئة اللي حواليه، والنعامة بتستخدم ريشها في إنها تضلل بيه على أولادها الصغننين. الطاووس بيستعرض ريشه الجميل ده عشان يجذب الأنثى (عشان كده كان أحمد زكي بيقول “ماتنكريش إن الطاووس أجمل من الطاووسة”).
برضه الديناصورات مابتستخدمش الريش عشان تطير بس. أصلًا إحنا لسه مش عارفين بالظبط ازاي الديناصورات وصلت لمرحلة إنها بقت بتطير. بس لو الديناصور اللي ريشه صغير ده رفرف بدراعاته وهو بيجري على مطلع، ممكن ريشه يديله زقّة، وده كان بيساعده إنه يجري أسرع.
مع الوقت، دراعات الديناصور طولت، وده خلاه يقدر يجري أسرع، وممكن يطير مسافات قصيرة في الهوا. وفي الآخر، الدراعات دي امتدت وبقت أجنحة.
من الوقت ده، يعني يمكن من حوالي 50 مليون سنة، بدأت الديناصورات تطير. فأنت متخيّل إن العصفور الكيوت ده كان ديناصور وتطوّر؟
المصادر: