العلماء يكتشفون أسرع رياح فضائية فى الكون
كتبت : مها طه
اكتشف علماء الفلك بجامعة ”يورك“ أسرع رياح فضائية فوق بنفسجية على الإطلاق فى الكون، تحوم حول ثقب أسود هائل بسرعة تصل إلى 200 مليون كم فى الساعة، وقالت ”جيسى روجنسون“ أحد أعضاء فريق البحث، أن هذه الرياح تصل سرعتها لـ20% من سرعة الضوء.
الرياح الفضائية ليست كالرياح الأرضية، والتى تعتبر كتل هوائية تتحرك بناءًا على اختلافات الضغط ودرجة الحرارة، أما الرياح الفضائية فهى تُعبر عن مجرى للطاقة مثل نافورات البلازما التي تنطلق من نجم كالشمس مثلًا. نوع آخر من الرياح الفضائية هي رياح الكوازار التي اكتشفها العلماء لأول مرة فى الستينات، ثم حددوا أن ما ينتجها هو واحد من كل أربعة كوازارات _أقراص توسعية من الغاز الساخن التى تتشكل حول الثقوب السوداء_، ويمتلك العلماء أدلة قوية تجعلهم يعتقدون أن هناك بعض رياح الكوارزات الأسرع من هذا.
هناك ثقب أسود هائل فى مركز كل مجرة فى هذا الكون تقريبًا، بما فى ذلك مجرتنا (درب التبانة)، وهو موجود فقط ليبتلع فى عنف أى شئ يعترض طريقه سواء كانت نجوم، كواكب، صخور أو غبار. أقراص الكوازار التى تحوم حول الثقوب السوداء تكون أكبر من مدار الأرض حول الشمس، وأكثر سخونة من سطح الشمس، والكوازارات هى ألمع الأشياء المعروفة فى العلم، تُطلق تيارات شديدة من الفوتونات كنتيجة للأشياء التى تبتلعها الثقوب السوداء، ويمكن الكشف عن الضوء الذى ينبعث منه من كل أنحاء الكون.
قال عالم الفلك ”باتريك هال“، أحد أعضاء فريق البحث، أن الثقوب السوداء لها كتلة تفوق كتلة الشمس بمليارات المرات، معظمها بسبب ابتلاعها الفوضوي لكل ما يعترض طريقها أو يقترب منها لكن فى أثناء دوران هذه الأشياء فى إتجاه الثقب الأسود، بعضها يبتعد بفعل حرارة وضوء الكوزار، وهذه هي الرياح التى نحاول الكشف عنها.
للكشف عن هذه الرياح، حلل الباحثون بيانات عن تدفقات الكوازرات التى جمعها ماسح السماء الرقمى ”سلون“، وقاموا بتضييق بحثهم عن الرياح الفضائية لـ300 مكان متوقع فقط، ثم قاموا بتخفيضهم لأحسن مئة موقع، وتم دراستهم بشكل أكبر عن طريق مرصد ”جيمينى“ فى هاواي وتشيلي.
قال ”هال“ أن هذه الرياح الفضائية الفوق البنفسجية الأسرع لم تكن الوحيدة المكتشفة حيث أنهم اكتشفوا وجود رياح أخرى أبطأ بكثير تصل سرعتها لـ140 مليون كم فى الساعة فقط، وأضاف أنهم يخططون لمراقبة هذا الكوازار لمعرفة ما الذى سيحدث لاحقًا.
تعتبر الرياح الفضائية الناتجة عن الكوازار ذات أهمية كبيرة فى تشكل المجرات، والطريقة التى تتصرف بها يمكن أن تخبرنا الكثير عن ما ينتهى إليه أمر المواد الموجودة فى المجرة أو فى النظام الشمسى وأين تذهب، وقال ”روجيرسون“ أنه عندما تتشكل المجرات، تقوم هذه الرياح بقذف المواد إلى الخارج، وتمنع تكوّن النجوم، وأضاف أنه لو لم تكن هذه الرياح موجودة أو كانت قوتها أقل مما هى عليها، كنا سنرى نجومًا أكثر مما نراه الآن فى المجرات الكبيرة.
المصادر
