.
النشرة

كارثة مناخية قد تؤدي لنزوح السكان من الشرق الأوسط

كتبت: مها طـه

وفقًا لباحثين في معهد ”ماكس بلانك“ للكيمياء في ألمانيا ومعهد ”قبرص“، فإن دراجات الحرارة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا قد تصل لمستويات عالية للغاية بحيث يصعب معها بقاء البشر، وأضافوا أن درجات الحرارة خلال فصل الصيف تكون مرتفعة بالفعل في مناطق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لكنها سترتفع كنتيجة للاحتباس الحراري بمعدل مرتين أسرع مقارنة مع متوسط ارتفاع درجات الحرارة العالمي.

طبقًا لهذا، فإنه خلال الأيام الحارة ستشهد منطقة جنوب البحر المتوسط _شمال أفريقيا_ درجات حرارة قد تصل لـ46 درجة مئوية بحلول منتصف القرن، وستتكرر هذه الموجات الحارة بمعدل أكتر بخمسة مرات، مما كانت عليه مع بداية الألفية الجديدة.

درجات الحرارة المرتفعة بالإضافة لملوثات الهواء والغبار، قد تجبر العديد من العائلات على الهجرة بحثًا عن ظروف معيشة أفضل وأكثر ملائمة، وللتوصل لهذا الاستنتاج المقلق، درس الباحثون البيانات المناخية السابقة، واستخدموا 26 نموذج مناخي مختلف لتوضيح كيف ستتغير الظروف المناخية في الشرق الأوسط في الفترة ما بين 2046 و2065 ثم من2081 لـ2100

جاءت هذه التوقعات باستخدام اثنين من السيناريوهات المنفصلة، أولهم افترض أن انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري ستنخفض بحلول عام 2040، وهذا في حالة الالتزام بمبادئ وتوجيهات الأمم المتحدة، أما الثاني فهو في حالة استمرار ارتفاع نسبة هذه الغازات.

وبعد التوصل لهذه التوقعات، وجد الباحثون أن الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ستواصل درجات الحرارة الارتفاع فيهما في كلتا الحالتين، وهذا الارتفاع من المتوقع أن يؤدي إلى نزوح جماعي لسكان المنطقتين ولكن بدرجات متفاوتة.

وقال ”جوس ليليفيلد“، أحد أعضاء الفريق والباحث في مجال الغلاف الجوي بمعهد ”ماكس بلانك“، أن تغيُر المناخ سيزيد من سوء الأحوال المعيشية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث أن الموجات الحارة الطويلة والعواصف الترابية القادمة من الصحراء ستجعل بعض المناطق غير صالحة للسكن، وهو ما سيدفع السكان نحو الهجرة بالتأكيد.

يقدر سكان هذه المنطقة بأكثر من 500 مليون شخص، وهو ما يعني إنه في حالة حدوث هذه الكارثة المناخية، فإن معدلات الهجرة ستكون أكبر من أي وقت مضى، وهو ما سيكون له آثار سلبية على مناطق أخرى من العالم، لا سيما عند النظر إلى المشاكل التي تواجه أوروبا حاليًا بسبب عدد اللاجئين في السنوات الأخيرة كنتيجة للحروب والنزاعات السياسية وغيرها، ويمكن القول بأنه في حالة حدوث ما يتوقعه العلماء، فإن وجه القارتين الآسيوية والأوروبية سيتغير بشكل كبير وإلى الأبد


المصادر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى