اكتشاف الجين المسئول عن الشباب الدائم
كتبت: يارا كمال
اكتشف باحثون من جامعة ”بافالو“ مصدر الشباب الدائم داخل جسم الإنسان وهو جين يُدعى ”NANOG“. وجد الفريق البحثي أنه عند التعبير عن الجين في الخلايا الجذعية المسنة، يعيد تنشيط عمليات معينة، ويعيد قدرة الخلايا التي أصبحت منهكة، على النمو لتصبح خلايا عضلية تعمل بكفاءة.
مع مرور العمر، يسبب استهلاك خلايا الجسم موتها من خلال عملية تُسمى الشيخوخة (senescence). عندما يحدث ذلك، تتولد خلايا جديدة من الخلايا الجذعية لتحل محل الخلايا التي هرمت، لكننا عندما نصل إلى سن كبير، تصبح الخلايا الجذعية مستنزفة أو غير قادرة على النمو.
تنمو الخلايا الجذعية الوسيطة (MSCs-Mesenchymal stem cells) بشكل طبيعي لتصبح خلايا عضلية ملساء (smooth muscle cells – SMCs). ولكن عندما نصل إلى سن معين، تفقد الخلايا الجذعية الوسيطة كفاءتها، وتبدأ في إنتاج خلايا عضلية ملساء تفتقر لبروتين يُدعى (الأكتين)، مما يجعلها غير قادرة على الانقباض مثل الخلايا العضلية السليمة.
يبدو أن الخلايا الجذعية الوسيطة المسنة لم تعد مستجيبة لعامل النمو الذي يُدعى عامل النمو المحول بيتا – TGFβ transforming growth factor beta، كما تعاني من نقص بروتين ”Rho-associated protein kinase – “ROCK، الذي يحفز تكوين ألياف الأكتين.
واكتشف العلماء أنه بتعزيز التعبير عن جين (NANOG) في الخلايا الجذعية الوسيطة المسنة، تُستعاد مسارات عامل النمو المحول بيتا (TGF-β) و (ROCK)، مما يُحفز إنتاج الأكتين، والذي يؤدي إلى صناعة خلايا عضلية تعمل بكفاءة ولديها القدرة على الانقباض التي لدى الخلايا العضلية الشابة.
وللتأكد من تلك العلاقة بين الجين وكلاهما، استخدم الباحثون مواد كيماوية لمنع (TGF-β) و (ROCK)، واكتشفوا إنهما يحجبان تأثير الجين، ونُشر هذا التقرير كاملًا في جريدة ”tem Cells“.
وكرر الباحثون التجربة باستخدام الخلايا الجذعية المأخوذة من المرضى المصابين بمتلازمة بروجيريا جيلفورد-هاتشينسون أو الشياخ، وهو مرض جيني يسبب تسارع شيخوخة الخلية، ووجدوا أن هذا الجين يعزز إنتاج الأكتين من جديد، مؤديًا إلى نمو خلايا عضلية سليمة وتعمل بكفاءة.
وبناءًا على هذا الاكتشاف، قال ستليوس أندريديس، المؤلف المشارك للدراسة، إن جين (NANOG) ليس لديه القدرة فقط على تأخير التقدم في السن، لكنه قد يستطيع في بعض الحالات أن يعكس اتجاهه.
ليس من الواضح حتى الآن كيف يستطيع (NANGO) أن يعيد القوة لمسارات (TGF-β) و (ROCK)، ولكن أصر الباحثون على أن استهداف هذا الجين قد يكون المفتاح لعلاج الاضطرابات المتعلقة بالعمر باستعادة قدرة الخلايا الجذعية الهرمة على التجدد.
المصدر: