استخدام أسنان الحبار كسقالات طبية فى الجراحة
كتبت: مها طه
قام فريق من الباحثين من جامعة نانيانج للتكنولوجيا وA*STAR فى سنغافورة بالكشف عن الأسرار الجزيئية فى أسنان الحبار، وقدموا هذا البحث فى الاجتماع السنوى للجمعية البيوفيزيائية، والمنعقد فى لوس أنجلوس هذا الأسبوع.
الحبار كائن قد يثير الرعب. له صفوف من الأسنان قد لا يكون لها أى فائدة، حيث يتغذى الحبار على الأسماك والقشريات التى تكون سريعة فى حركتها، وزلقة ومن الصعب الإمساك بها، فتحتاج لأذرع وخطاطيف حادة كالموجودة على أذرع الحبار الماصة، والتى تلتصق بالفريسة فلا تستطيع الهروب.
الأسنان القوية والمطاطية للحبار جذبت علماء الطب الحيوى لدراستها، حيث أن خصائص هذه الأسنان يمكن الاستفادة بها فى إيجاد طرق جديدة لزراعة الأنسجة دون الحاجة لاستخدام العظام أو المواد الصناعية.
بعض هذه الأسنان تتكون فقط من بروتين يُسمى ”suckerin“، وقد كشفت أبحاث سابقة عن الشرة الجينية لهذا البروتين، لكن ما أضافه هذا البحث الجديد هو توضيح شكل بوليمرات البروتين، أو وحدات بناءه ترتبط بشكل الـbeta-sheet الشبكى، وهو ما يعطى الأسنان هذه القوة.
اكتشف الباحثون أيضًا أن هذه الشبكة من البوليمرات تتأثر بالحرارة، حيث أنها عند تسخينها تذوب، وعندما يتم تركها لتبرد تتصلب تمامًا، وهى فى ذلك مشابهة تمامًا لأحد أنواع البلاستيك والتى تسمى PVC، بروتين ال suckerin قابل للتشكيل ولاعادة الاستخدام، خيوط العنكبوت تتكون أيضًا بشكل beta-sheet، ولكن البروتينات التى تتكون منها خيوط العنكبوت يصعب استخدامها أو انتاجها، وهذا لأن هذه البروتينات تعتبر كبيرة إذا ما قورنت ببروتين الـsuckerin، كما أن الطبيعة الحرارية للـ suckerin تجعل تصنيعه فى المختبر سهلًا.
وعلى الرغم من عدم الجدوى الاقتصادية للـsuckerin حتى الآن، إلا أن فريق البحث يخطط لاكتشاف باقى عائلة هذا البروتين، والتى تتكون من 21 نوع، ودراسة كل منها للخروج بالخصائص الأنسب لاستخدامه كسقالات طبية للجراحة وغيرها، حيث أنه غير ملوث للبيئة وقابل للتغليف والتصنيع.
المصادر
