المهندس إبراهيم سمك اللي ”نوّر“ ألمانيا من المغرب
كتب: أحمد حسين
شاب صغير من الأقصر لسه متخرّج من كلية الهندسة بجامعة أسيوط، سنة 1962. فكّر يشتغل زيّه زي أي حد في مكانه، بس الحقيقة إنه كان عنده حلم بيجري وراه، ومش كلام تنمية بشرية بس، فعلًا كان عنده حلم بيسعى بكل جهده إنه يحققه.
بعد حوالي عشرين سنة، إبراهيم سمك الشاب الأقصري بقى المهندس المصري اللي اخترع اللمبة الذكية اللي نوّرت شوارع ألمانيا بالطاقة الشمسية، وانتخبوه سنة 2000 رئيسًا للمجلس الأوروبي للطاقة المتجددة.
المهندس إبراهيم سمك من الأخر للأول
خلينا نبدأ من الأخر، المهندس إبراهيم سمك حاليًا مستشار لقسم الطاقة في جامعة سيناء في مصر، ومستشار علمي للرئيس السيسي، ومؤخرًا من وقت قريب جدًا، جامعة شتوتجارت الألمانية انتدبت شركته لتركيب ألواح طاقة شمسية على سطح شافوا إنه مهمل.
المهندس إبراهيم بيحكي إنه الجامعة تواصلت معاه على النت، والشركة بتاعه قدمت لهم عرض وافقوا عليه، وقدموا له كل التسهيلات علشان يعمل المشروع. ده غير إن الجامعة كانت عاملة المشروع علشان الطلبة بتوعها يشوفوا على أرض الواقع بيتعمل إزاي من أول التصميمات لحد التنفيذ الفعلي له.
في البداية، إبراهيم سمك الشاب اللي جاي من مدينة الأقصر يدرس الهندسة في أسيوط، كان مولع بحكايات الفراعنة وحواديتهم، وبحسب كلامه إنه أثار انتباهه ومخيلته فكرة إله الشمس وأهمية وجود الشمس نفسها وإزاي نقدر نستفيد من وجودها ده في شيء ينفعنا، غير طبعًا أهميتها هي بذاتها.
المهم يعني، الحلم بدأ معاه من وقت طويل. بعد ما اتخرّج حاول ينفّذ الحلم ده هنا، وطبعًا مالقاش الدعم المطلوب، ففضّل إنه يسافر لشتوتجارت في ألمانيا، واتجوّز هناك وفتح شركته سنة 1968، الشركة كانت صغيرة جدًا، وفضلت مع الوقت والمعافرة تكبر. في الوقت ده، عمل مشروع اللمبة الذكية اللي نال إعجاب الحكومة الألمانية.
اللمبة الذكية ؟!
دي لمبة ابتكرها المهندس إبراهيم سمك بتعتمد على ضوء الشمس في التشغيل، وعندها القدرة على إنها تفضل شغالة لمدة 5 أيام بشكل متواصل بدون الاحتياج لطاقة، ودي هي أقصى مدة لا تشرق فيها الشمس بألمانيا.
الموضوع ده بيحصل إزاي؟ المصباح بيشتغل عن طريق جهاز حسّاس أو سينسور بيقدر يبعت إشارات للمبة لما بيحس بإن في شخص ماشي قريب منها على مسافة 300 متر، فبتشتغل أوتوماتيكيًا وكمان بتفصل في الوقت اللي ماحدش بيكون ماشي فيه، وده بيخليها توفّر طاقة مهولة جدًا.
زائد إن اللمبة عندها خاصية تخفيف الإضاءة لما يكون في جسم متحرك بيقرب منها على مسافة 40 متر.
الابتكار ده انتشر جدًا في ألمانيا واستُخدم في حوالي 250 بلدية. ساعتها بقى نال المهندس إبراهيم سمك الشهرة والتقدير، لدرجة إنه انتُخب _زي ما ذكرنا في الأول_ رئيس لمجلس الإتحاد الأوروبي للطاقة المتجددة لمدة 8 سنوات.
في الوقت الحكومة الألمانية أوكلت له مهمة وضع ألواح للطاقة الشمسية في محطة قطار برلين، ومن ساعتها انطلقت مشاريع الشركة بقى. الحكومة الألمانية اعتمدت عليه في أكتر من مشروع منهم مثلًا مبنى المستشارية الألمانية، ومبنى البرلمان الألماني.
ومش بس الحكومة اللي كانت بتعتمد عليه، ده كمان شركة مرسيدس لما جات تعمل مبنى أطلقوا عليه وقتها ”مصنع القرن“ اختارته هو اللي يعمل خلايا الطاقة الشمسية اللي موجودة في المبنى كله.
خلينا نعدد إنجازات الراجل في صورة نقاط كده:
- حصل على الجائزة الذهبية في الأنشطة الهندسية المميزة بمصر عام 1986.
- حائز على براءة اختراعات كتير منها اللمبة الذكية اللي طُبقت في حوالي 250 بلدية في ألمانيا.
- ألواح الطاقة الشمسية في مصنع القرن الخاص بمرسيدس.
- حصل على وسام الاستحقاق ”صليب الاستحقاق“، عام 2007، وتسلّمه من الرئيس الألماني الأسبق هورست كولر.
- في نفس العام 2007 حصل على جائزة رجل العام من مجلة التراث الأفريقي.
- عام 2009 اُختير من المجموعة الإعلامية للإتحاد الأفريقي الأوروبي (أفرو-أوروبي) رقم 1 من أفضل 100 أفريقي بألمانيا.
بكل صراحة، الراجل من حقه يبقى واحد من أهم رجال الصناعة في ألمانيا، بل ممكن نقول في العالم كله. بصراحة أكبر، شيء حزين إنه يبقى مصري مانعرفش نستفيد من خبراته، يعني على الرغم من كونه مستشار للرئيس، مفيش أي استفادة من خبراته في أي مجال من المجالات اللي عنده خبرة بيها بشكل فعلي، ونتمنى ده يحصل في أقرب وقت لأنه لو مش دلوقتي هيكون امتى؟!
مقابلة المهندس إبراهيم سمك بالأمس مع دويتش فيلا:
المصادر: engcotec.de elwatannews ahram.org africanheritagemagazine