.
النشرة

هرمون العناق قد يساعد الشمبانزي على شن الحروب

كتب: أحمد حسين

يعلم معظمنا أن هرمون الأوكسيتوسين هو الهرمون المعروف بـ«هرمون العناق» أو هرمون الحب، يُفرز عند عِناق الأمهات لأطفالهن، أو عند عناق العُشّاق لبعضهم البعض. وهرمون الأوكسيتوسين باعث – بالأساس- على الهدوء، لكن تأثيره مختلف لحيوانات الشمبانزي. تُشير دراسة جديدة إلى أنه يُشير لدى الشمبانزي إلى حالات شن الحروب والاستعداد لها بدلًا من الإشارة إلى حب الأسرة أو حب العُشّاق.

وجد العلماء أن نسبة هرمون الأوكسيتوسين أو هرمون العناق في حيوانات الشمبانزي ترتفع عندما يُعادون بعضهم البعض، أو عند الاستعداد لشن حرب ما، مما يُشير إلى أن الهرمون له وظيفة أكثر شرًا من وظيفته في البشر. ليست هذه المرة الأولى التي يتورّط هرمون في حالات عدوانية، فبعض الأبحاث السابقة أظهرت أن هرمون الأوكسيتوسين يمكنه الارتفاع في جسد بعض البشر في حالات التنافس فيما بينهم.

أكدت الدراسة الحديثة التي أجريت في معهد ماكس بلانك لعلم الإنسان التطوّري شيئًا مماثلًا لكن لحيوانات الشمبانزي، ووجدوا أيضًا أن الشمبانزي يُطلقون هذا الهرمون في أوقات التعاون الاجتماعي والترابط، لكنه – كما ذكرنا في السابق- يُطلق في حالات الدفاع عن الزملاء وأعضاء العائلة والجماعات ضد الآخرين في أوقات الحروب بين الشمبانزي.

نشر الباحثون هذه الورقة العلمية الأخيرة في دورية الاكاديمية الوطنية للعلوم، حيث دراسوا مجموعتين من الشمبانزي البرّي تعيش في غابات منتزه تاي الوطني بساحل العاج. تتألف كل مجموع من المجموعات من خمسة ذكور وخمس إناث، مما يتيح للباحثين الوصول لأفضل النتائج على الشمبانزي، كما أنهم جمعوا عينات بول من جميع حيوانات الشمبانزي الموجودة فور إنتاجها.

قالت ليران ساموني، أحد المشاركين في البحث، أنهم وجدوا ارتفاعًا في مستويات الأوكسيتوسين البولية خصوصًا في أوقات الصيد وبين المجموعات المتصارعة. وأوضحت ليران ساموني أن مستويات الهرمون في مجموعات الشمبانزي كانت أعلى كثيرًا مما كانت عليه عندما كان كل شمبانزي وحيدًا بلا تواجد في جماعات مُنظّمة.

وجد الباحثون أن كلا من الذكور والإناث شهدوا طفرات في هرمون الأوكسيتوسين قبل أنشطة المجموعات مثل الصيد والحرب، وهذا يشير إلى أن الهرمون يقوم بدور مماثل لتلك الأدوار في التجارب المعملية الإنسانية. يبدو أن الأوكسيتوسين يمكن أن يساعد الشمبانزي على خلق ملاحم الحب والحرب.


المصادر: iflscience newscientist

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى