.
النشرة

نجاح العلماء في وقف نمو السرطان في الفئران

كتبت: مها طـه

وجد العلماء أن الخلايا المسئولة عن انتشار السرطان في جميع أنحاء أجساد الفئران لديها نقطة ضعف كبيرة، وهي أنها بحاجة إلى بعض أنواع الدهون لتغذيتها ونموها. وهو ما عملت عليه هذه الدراسة، حيث أظهر الباحثون أن منع هذه الخلايا من امتصاص الدهون يُمكن أن يوقف النمو الثانوي للورم الخبيث في الفئران.

النمو الثانوي للورم الخبيث هو السبب الرئيسي في الوفيات المرتبطة بالسرطان في العالم، ولكن حتى الآن، كافح العلماء لفهم كيف ولماذا تحصل الخلايا السرطانية على هذه الطاقة الكثيفة التي يتطلبها الانقسام بشكل مستمر، والانتشار عبر مجري الدم والاستيطان في أماكن أخرى بالجسم.

في الماضي، كان الاعتقاد السائد، أن السكر هو مصدر الطاقة الرئيسي للسرطان، ولكن دراسة ظهرت في وقتٍ سابق من هذا العام، قالت أنه ربما يكون هذا الاعتقاد خاطئًا، ماذا لو كانت الدهون هي مصدر الطاقة الرئيسي؟

هذه البحث الجديد، أضاف ثقل للدراسة القائلة بأن الدهون هي المصدر الرئيسي، حيث حدد الباحثون الخلايا المسئولة عن انتشار سرطان الفم في الفئران، وأظهرت التجارب أنها تعتمد على الأحماض الدهنية بما فيها حمض البالمتيك، لتنتشر في جميع أنحاء الجسم. يُذكر أن حمض البالمتيك هو أحد أبرز مكونات زيت النخيل الذي يُعتبر أحد مكسبات الطعم في العديد من الأطعمة.

توصل الباحثن لهذا الاستنتاج بناءًا على ملاحظتهم على العديد من الخلايا المسئولة عن النمو الثانوي للورم الخبيث، أنها تحتوي على مستويات عالية من مُستقبلات CD36، التي تُساعد الخلايا على امتصاص الدهون، كما أنهم لاحظوا ارتباط بين زيادة هذه المستقبلات وبين النتائج الطبية السيئة لمرضى السرطان، وهو ما دفع الفريق لمعرفة ما يمكن أن يحدث إذا تم حجب هذه المُستقبلات.

أظهر الباحثون أنه عندما تم منع مستقبلات CD36 في مجموعة من الخلايا السرطانية، جاءت النتائج مذهلة، حيث تمكن الباحثون من وقف انتشار السرطان تمامًا في الفئران، على الرغم من أنه لم يمنع تكوّن الأورام الأولية من الأساس.

قال ”سلفادور أزنار“، قائد فريق البحث، أنهم افترضوا أن الخلايا المسئولة عن انتشار السرطان تعتمد على توافر أحماض دهنية مُعينة، وأنها بدون هذه الأحماض الدهنية لا تستطيع البقاء، وعلى الرغم من النتائج التي توصل إليها الباحثون، إلا أنهم لا زالوا لا يعرفون الآلية الدقيقة التي جعلت لمنع مستقبلات CD36 كل هذا التأثير القوي على منع انتشار الخلايا السرطانية.

وعلى الرغم من أن فريق البحث لازال عليه القيام بالكثير من أجل إثبات هذه الفرضية، إلا أن النتائج التي توصلوا إليها تُثبت أنه يُمكن العمل على الخلايا السرطانية بعد مرحلة النمو الثانوي للورم.

في الفئران، أدى منع مستقبلات CD36 عن طريق الأجسام المضادة للقضاء على الأورام في مرحلة النمو الثانوي بنسبة 15%، بينما تقلصت الأورام المتبقية والمنتشرة بنسبة 80% غلى الأقل.

أظهرت الدراسة أيضًا أن الفئران التي تمت تغذيتها بنظام غذائي غني بالدهون، كانت لديها أورام أكثر أكبر في العقد الليمفاوية والرئة، مقارنةً بالفئران التي اعتمدت على نظام غذائي عادي.

الجدير بالذِكر أن البحث أُُجريّ على الخلايا السرطانية البشرية في الفئران، ولكن هذا لا يضمن حدوث الشئ نفسه في حالة إجراء نفس التجارب على البشر، ولذلك وحتى هذه المرحلة، لا يُمكن نصح المرضى بتخفيض الدهون في وجباتهم الغذائية، حيث أن بعضهم يحتاج لوجبات عالية الطاقة للبقاء بصحة جيدة.

يعمل حاليًا فريق البحث على خلق الأجسام المضادة التي تعمل ضد CD36 في البشر، مع الأمل في إجراء تجارب سريرية على المرضى في غضون السنوات الخمس المقبلة. وكما صرح أحد الباحثون، فإن هذا البحث عبارة عن خطوة أولى مهمة ومثيرة لتحديد هذه الخلايا المسئولة عن النمو الثانوي للورم الخبيث.

المصادر:  nature  researchgate  scientificamerican

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى